أفضل حل لعباس ولمن معه حل السلطة الفلسطينية قبل أن يحلها كيان يهود

أفضل حل لعباس ولمن معه حل السلطة الفلسطينية قبل أن يحلها كيان يهود

أعلن محمود عباس رئيس منظمة التحرير الفلسطينية يوم 19\5\2020 أن ” منظمة التحرير الفلسطينية  ودولة فلسطين(!) قد أصبحت اليوم في حل من جميع الاتفاقات والتفاهمات مع الحكومتين الأمريكية والإسرائيلية ومن جميع الالتزامات المترتبة على تلك التفاهمات.. وجدد عباس خلال خطابه الالتزام بحل الصراع الفلسطيني على أساس حل الدولتين، مع استعدادنا للقبول بتواجد طرف ثالث على الحدود بيننا، على أن تجري المفاوضات لتحقيق ذلك حت رعاية دولية متعددة، وعبر مؤتمر دولي للسلام، وفق الشرعية الدولية”. وقال رئيس وزراء منظمة التحرير الفلسطينية محمد اشتية يوم 21\ 5\2020 “إن مخططات إسرائيلية لضم أجزاء من الضفة الغربية إليها تمثل تهديدا وجوديا للمشروع الوطني الفلسطيني وإنهاء الدولتين.. وإن إسرائيل انتهكت القانون الدولي وخرقت كافة الاتفاقيات الموقعة معها سواء السياسية والأمنية والاقتصادية والقانونية، ومن الآن فصاعدا لن نلتزم بهذه الاتفاقيات من جانبنا أيضا”. وذلك ردا على إعلان رئيس وزراء كيان يهود نتنياهو أثناء تنصيبه في ولاية جديدة لرئاسة الحكومة يوم 17\5\2020 أنه سيمضي قدما في ضم نحو ثلث الضفة الغربية إلى كيان يهود وقال :” إن هذه المناطق هي التي ولدت فيها الأمة اليهودية وترعرعت.. لقد حان الوقت لتطبيق القانون الإسرائيلي عليها وكتابة فصل عظيم آخر في سجلات الصهيونية” وقد حدد الأول من تموز المقبل موعدا لبداية المناقشات الحكومية بشأن تلك القضية.

ويعيش نحو نصف مليون يهودي في مئة مستوطنة في أراضي اغتصبوها من الضفة الغربية بما فيها القدس التي سلمها لهم المك حسين ملك الأردن عام 1967 في مسرحية حرب الأيام الستة. وادّعى ابنه عبد الله الثاني الذي أصبح ملك الأردن بعد هلاك والده عام 1999 ” إذا ضمت إسرائيل الضفة الغربية بالفعل في تموز سيؤدي ذلك إلى صراع واسع مع مملكته”. علما أن ملك الأردن يعزز كل يوم علاقته مع كيان يهود رغم ما فعله الكيان، وآخرها مد خط الغاز إلى الأردن والناس ترفضه، ويحرص على العلاقة الدبلوماسية والتجارية والأمنية مع هذا الكيان والاعتراف به. فكلامه كله كذب ودجل ومحاولة خداع من لا يملك ذرة من وعي، فلا صراع ولا خلاف مع يهود وهو منهم وربيبهم.

إنه من المعلوم أن منظمة التحرير الفلسطينية تأسست من قبل عبد الناصر عميل أمريكا بناء على خطة أمريكية بعد انعقاد القمة العربية عام 1964 في القاهرة لنقل القضية الفلسطينية من قضية عربية إلى قضية فلسطينية بعدما حولت من قضية إسلامية إلى قضية عربية، وللسعي لإقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وغزة ولتعترف بكيان يهود على حدود احتلال عام 1948، وذلك لتنفيذ خطة أمريكا التي طرحها رئيسها أيزنهاور عام 1959، وعين عبد الناصر على رأس المنظمة أحمد الشقيري. فقد كشف حز ب  التحر ير ذلك من أول يوم ووزع الكشف في بيان على الناس ولكنهم لم يصدقوه بل كذبوه وخونوه، وهو الرائد الذي لا يكذب أهله. وأنا من الشاهدين، وقد رأيت البيان عند والدي رحمه الله وهو يوزعه.

عندما حصلت مسرحية حرب الأيام الستة عام 1967 وقد سلم عميل الإنجليز وخادم اليهود الملك حسين الضفة الغربية بما فيها القدس لليهود حسب خطة بريطانية عندما سحب الجيش الأردني منها في خيانة مكشوفة مفضوحة وأنا من الشاهدين حيث عشت تلك الأيام في داخل الحدث، وقد حذر حز ب التحر ير الأمة قبلها بأشهر في بيان يكشف خيانة الملك حسين ويدعو الأمة لإحباطها وأنا من الشاهدين، فقد ذهب والدي رحمه الله يوزعه مع إخوته الشباب الأبطال ويقرأوه على المنابر عقب صلاة الجمعة والشرطة تلاحقهم والناس يكذبونهم، ولكنه الرائد الذي لا يكذب أهله يضحي بفلذات أكباد شبابه المخلصين لله ولرسوله وللمؤمنين.

وقد ترك أحمد الشقيري رئاسة المنظمة بعدما هرب بلباس إمرأة يجر ذيول الخزي والعار، هرب من القدس  بعدما خدعه الملك حسين وخدع سيده عبد الناصر وسلمها لليهود، وبعدها عاش ذليلا ولم يسمع بعدها أحد به ولا أين يقيم، ومات عام 1980 من دون أن يلتفت أحد لموته، وبعد تركه وهربه استلم يحيى حمودة رئاسة المنظمة لفترة قصيرة بعدما صار مقر المنظمة في الأردن فقام الملك حسين وطلب منه أن يسلم رئاسة المنظمة لياسر عرفات. وهكذا انتقلت رئاسة المنظمة من يد أمريكا إلى يد الإنجليز.

خاضت المنظمة بفصائلها كفاحا رخيصا لم يكن الهدف منه تحرير فلسطين بقدر استنزاف الشباب المتحمس للقتال ويقضي على حماسهم ويجعلهم يستسلموا لمخططات المنظمة الخيانية ولجعل أهل فلسطين يستسلموا أيضا وييأسوا من أنهم لن يتمكنوا من تحرير فلسطين فما عليهم إلا الاعتراف بكيان يهود وقبول حل الدولتين. فقد قبل عملاء الإنجليز بحل الدولتين عام 1974 عندما أدخلت منظمة التحرير في الجامعة العربية وفي الأمم المتحدة ومعه عصن الزيتون في دلالة على قبوله السلام مع يهود، وجعلوها الممثل الشرعي الوحيد لفلسطين وأهلها، لترتكب كل خيانة تلو الخيانة ولا أحد يستطيع أن يعترض على هذا الممثل الشرعي الوحيد في تآمر دولي على فلسطين وأهلها والأمة الإسلامية.

وفي عام 1988 أعلن رئيسها عرفات خيانته في الجزائر بإعلانه قيام دولة فلسطين على حدود عام 1967 والتنازل عن أراضي فلسطين المحتلة عام 1948 باعترافه أنها ليهود وهي تمثل نحو 80% من فلسطين، وكذلك الاستعداد للعيش جنبا إلى جنب مع كيان يهود في وئام وسلام، وإنهاء كل عمل مسلح ضد الكيان لتحرير فلسطين.

وفي عام 1993 عقدت اتفاقية أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية وكيان يهود وقد أعلن عرفات خيانته باعترافه رسميا بكيان يهود ومعه ممثله في أوسلو وريثه محمود عباس ومنظمته التي وافقت على هذه الخيانة بكل فصائلها. فأقيمت ما يسمى بسلطة فلسطينية مهمتها الرئيسية حماية كيان يهود، ومنع الأعمال المسلحة ضد هذا الكيان، ومن ينفذها تقوم السلطة بتسليمه للكيان. وقد فضح حز ب التحر ير ذلك للأمة وحذر من القبول بذلك، حتى الدولة الفلسطينية التي وعدوا بها لتقام في منطقة 1967 التي تشمل الضفة وغزة أو أجزاء منها لن تقام، واليهود مشهورون بنقض العهود وتلى عليهم الآيات وهم معرضون. وكل هذه التنازلات والخيانات لن تفيد أصحابها إلا خزي في الدنيا والآخرة.

وهكذا بعدما استنفذ اليهود كل ما استطاعوا أن يحققوه بواسطته قذفوه وحاصروه في مقره في المقاطعة برام الله حتى نقل إلى فرنسا بدعوى تسممه ومات فنال خزي الدنيا ولخزي الآخرة أعظم.

والآن الدور على عباس في الخزي وهو يعيش في خزي وذل، ولكن إحساسه متبلد إذ تعود على الذل كالعبيد الذين يتعودون على الذل وخدمة الأسياد، فلا يستطيع أن يتنقل من مكان إلى مكان في الضفة الغربية أو خارجها إلا بإذن يهود وينتظر الساعات حتى يأخذ هذا الإذن. وسوف ينتهي المطاف به كما انتهى بسلفه فيموت مذموما مدحورا ولخزي الآخرة أعظم.

بل إن الخزي لاحق بكل قيادات المنظمة ومن تابعهم، فهم يخدمون يهود تحت ما يسمى التنسيق الأمني، ولكن لا يلقون إلا المهانة والمذلة من يهود، ويحاربون شعبهم وأمتهم ويعملون على نشر الرذيلة بين أهل فلسطين بمحاولة تطبيق اتفاقية سيداو وإملاءات الكفار عليهم.

وقد أعلنت أمريكا تخليها عن مشروعها القديم حل الدولتين وأخرجت ما يسمى بصفقة القرن ليقضي على أضغاث أحلام من توهم أن أمريكا ستقيم لهم دولة فلسطينية في جزء بسيط من فلسطين. وقد اعترفت ليهود بهيمنتهم على القدس وأن تكون عاصمة لهم ونقلت سفارتها إليها. وقد أعلنت على لسان وزير خارجيتها بومبيو مؤخرا بحق ضم ثلث الضفة الغربية لكيان يهود، إذ قال في زيارته لكيان يهود يوم 13\5\2020 “إن قرار ضم مناطق من الضفة الغربية يعود إلى إسرائيل”. فلم يبق شيء من الضفة الغربية لإقامة دولة منزوعة السلاح فيها، وهي أشلاء مجزأة بالجدار وبالمستوطنات.

والآن عباس ورئيس وزراءه يعلنان انتهاء التنسيق الأمني مع إسرائيل وإلغاء كافة الاتفاقات، وهذا كله كذب محض وهراء. فإذا ألغيت هذه الاتفاقات معناها سقطت السلطة الفلسطينية لأنها قائمة بهذه الاتفاقات، فإذا أسقطتها فلا يأتيها قرش واحد من كيان يهود الذي يجمع الضرائب ويسلمها للسلطة لتتمول بها وتدفع أجور موظفيها ورجال أمنها القائمين على حراسة كيان يهود، وكذلك سيتوقف موظفوها عن العمل ويذهب كل واحد منهم ليذهب عن عمل يسترزق منه إن وجد أو يعمل في مزارع ومصانع يهود ومشاريع بنائهم ككثير من أبناء الضفة الغربية، وستتوقف كل الإمدادات عن الضفة وتنقطع السلع والأدوية والكهرباء والمياه والوقود، فعندئذ لا عمل ولا حياة ولا سلطة، لأن كل ذلك بيد كيان يهود يمنعونه عن أهل فلسطين أو يتمنون به عليهم.

إن حز ب التحر ير لم يتوقف طوال هذه الفترة منذ تأسيسه حتى اليوم عن كشف كل تلك الخيانات والتنازلات وحذر من عواقبها الوخيمة، وبيّن أن قضية فلسطين لن يحلها إلا الإسلام بإقامة دولته التي ستعلن الجهاد لتحرير فلسطين، وكل الناس كانوا يستهزؤن به ويقولون هل ننتظر قيام الخلافة حتى نحرر فلسطين، لا سنحررها الآن ببندقيتنا.. أنتم عملة حكي ولا تتقنون إلا الكلام، ونحن نحمل السلاح.. وغير ذلك من الأوهام وهم كالمخدرين غير واعين على المؤمرات التي تمرر عليهم والخيانات التي تنفذ أمام أعينهم، فلا يفهمون تصريح مسؤول هنا أو هناك من أصحاب القرار ولا حركة رئيس أو وزير من هذه الدولة أو تلك أو قرار من مجلس الأمن أو من من جاعة عربية التي تنفذ الخيانات، وبيّن لهم أن كل هذه المؤامرات ستبوء بالفشل ولن يلحق بالذين يسيرون فيها إلا الخزي والعار.

وبناء على ذلك نقول؛ فلا حل أمام السلطة إلا حل واحد، أن تعلن حل نفسها قبل أن يحلها يهود عاجلا أم آجلا، وعندما يستنفدوا منها آخر مآربهم، وسيكون مصيرهم مصير مؤسسهم الشقيري وعرفات. فإذا حلت السلطة نفسها وأعلن القائمون عليها ندمهم وتوبتهم إلى الله قبل الممات على ما ارتكبوه من خيانات، فعسى الله أن يغفر لهم وإلا فخزي الآخرة وعذابها أشد وأعظم.

 ونقول لهم مرة تلو المرة، لن يحرر فلسطين إلا أناس باعوا أنفسهم لله كأصحاب رسول الله على رأسهم الخليفة الراشد عمر بن الخطاب، ولن يحررها إلا رجال صالحون أتقياء كصلاح الدين الأيوبي وجشيه وقد اشترك أجدادي في هذا الجيش في معركة حطين، ولن يحافظ عليها إلا رجال صادقون كالخليفة عبد الحميد الثاني ولم يتنازلوا عن شبر منها، وأسأل الله أن نشترك وأولادنا في جيش الخلافة القادم قريبا لتحرير فلسطين البلاد الإسلامية كافة وتوحيدها في دولة واحدة من المحيط إلى المحيط بإذن الله.

 اذكروا وعد الله الصادق: “لِلّٰهِ الۡاَمۡرُ مِنۡ قَبۡلُ وَمِنۡۢ بَعۡدُ ؕ وَيَوۡمَٮِٕذٍ يَّفۡرَحُ الۡمُؤۡمِنُوۡنَ ۙ‏  بِنَصۡرِاللّٰهِ‌ؕ يَنۡصُرُمَنۡ يَّشَآءُ ؕ وَهُوَ الۡعَزِيۡزُالرَّحِيۡمُۙ‏ وَعۡدَاللّٰهِ‌ؕ لَا يُخۡلِفُ اللّٰهُ وَعۡدَهٗ وَلٰـكِنَّ اَكۡثَرَ النَّاسِ لَا يَعۡلَمُوۡنَ”.‏

واذكروا قوله تعالى الذي توعد يهود في هذه الآيات الكريمة بالعقاب الشديد على فسادهم وطغيانهم كما يفعلون حاليا:

 “وَقَضَيۡنَاۤ اِلٰى بَنِىۡۤ اِسۡرَاۤءِيۡلَ فِى الۡكِتٰبِ لَـتُفۡسِدُنَّ فِى الۡاَرۡضِ مَرَّتَيۡنِ وَلَتَعۡلُنَّ عُلُوًّا كَبِيۡرًا‏ فَاِذَا جَآءَ وَعۡدُ اُوۡلٰٮهُمَا بَعَثۡنَا عَلَيۡكُمۡ عِبَادًا لَّنَاۤ اُولِىۡ بَاۡسٍ شَدِيۡدٍ فَجَاسُوۡا خِلٰلَ الدِّيَارِ ‌ؕ وَكَانَ وَعۡدًا مَّفۡعُوۡلًا ثُمَّ رَدَدۡنَا لَـكُمُ الۡكَرَّةَ عَلَيۡهِمۡ وَاَمۡدَدۡنٰـكُمۡ بِاَمۡوَالٍ وَّبَنِيۡنَ وَجَعَلۡنٰكُمۡ اَكۡثَرَ نَفِيۡرًا‏ اِنۡ اَحۡسَنۡتُمۡ اَحۡسَنۡتُمۡ لِاَنۡفُسِكُمۡ‌ وَاِنۡ اَسَاۡتُمۡ فَلَهَا ‌ؕ فَاِذَا جَآءَ وَعۡدُ الۡاٰخِرَةِ لِيَسُـوْۤءا وُجُوۡهَكُمۡ وَلِيَدۡخُلُوا الۡمَسۡجِدَ كَمَا دَخَلُوۡهُ اَوَّلَ مَرَّةٍ وَّلِيُتَبِّرُوۡا مَا عَلَوۡا تَتۡبِيۡرًا‏عَسٰى رَبُّكُمۡ اَنۡ يَّرۡحَمَكُمۡ‌ ۚ وَاِنۡ عُدْتُّمۡ عُدۡنَا‌ۘ وَجَعَلۡنَا جَهَنَّمَ لِلۡكٰفِرِيۡنَ حَصِيۡرًا”.

أسعد منصور

CATEGORIES
TAGS
Share This