أمريكا ترغب في وجود عسكري بالعراق بعد الانتهاء من تنظيم الدولة

أمريكا ترغب في وجود عسكري بالعراق بعد الانتهاء من تنظيم الدولة

الخبر:

قال قائد قوات التحالف الدولي اللفتنانت جنرال ستيفن تاونسند إن الحكومة العراقية أعربت عن اهتمامها ببقاء الولايات المتحدة وقوات التحالف في البلاد. وبعد انتهاء الرئيس السابق باراك أوباما من سحب القوات من العراق عام 2011، سرعان ما أصاب الوهن قوات الأمن إبان ولاية رئيس الوزراء آنذاك نوري المالكي

وقال تاونسند: “بإمكاننا جميعا النظر إلى الوراء إلى نهاية عام 2011 عندما غادرت القوات الأمريكية وقوات التحالف العراق المرة الأخيرة ورأينا ما حدث خلال السنوات الثلاث الماضية. لا أعتقد أننا نريد مشاهدة ذلك مرة أخرى، وينتشر حاليا أكثر من 5000 جندي أمريكي في العراق، ويعمل كثيرون منهم بصفة مستشارين للأجهزة الأمنية العراقية. وأوضح تاونسند أنه يتوقع أن يكون الوجود العسكرية أقل في المستقبل. (العربية نت 2017/07/12)

التعليق:

أولا: لا تزال أمريكا تتعامل مع قضايا العالم بسياسة الهيمنة وجنون العظمة، مع أنها بدأت تفقد قدرتها على الاستمرار في ذلك، وقد ألقى من يسمونه بمؤرخ القرن العشرين المؤرخ العالمي المشهور Eric Haubsawm بجامعة هارفارد بتاريخ 20 تشرين الأول/أكتوبر 2006 محاضرة ملخصها “لربما تسبب الإمبراطورية الأمريكية الفوضى والبربرية بدلاً من حفظ النظام والسلام”. وقال “إن هذه الإمبراطورية سوف تفشل حتماً”، ثم أضاف “هل ستتعلم الولايات المتحدة الدروس من الإمبراطورية البريطانية أم أنها ستحاول المحافظة على وضعها العالمي المتآكل بالاعتماد على نظام سياسي فاشل وقوة عسكرية لا تكفي لتنفيذ البرامج التي تدّعي الحكومة الأمريكية بأنها قد صممت من أجلها؟” (مقالة للدكتور عبد الحي زلوم) وقد لاحظ المحلل السياسي المرموق صموئيل هنتنغتون أن أمريكا في طريقها لأن تصبح “دولة عظمى مارِقة في نظر معظم العالم، وهي تُعتبرُ أعظم خطر خارجي يتهدد مجتمعاته” فيما حذر روبرت جرفير رئيس جمعية العلوم السياسية الأمريكية آنذاك، من أن “الدولة المارقة الأولى في أعين القسم الأكبر من العالم اليوم هي الولايات المتحدة” (الهيمنة أم البقاء، نعوم تشومسكي ص 49)

ثانيا: وحين استقال دينيس هاليداي منسق البرنامج الإنساني للأمم المتحدة في العراق من منصبه بعد إرغامه على تنفيذ ما أسماه برنامج الإبادة (المقابلة)، ولم يستغرب تفجير مقر الأمم المتحدة، كيف لا وهي التي رعت اثني عشر عاماً من الحصار على العراق نتج عنه مقتل أكثر من مليون إنسان مدني، أغلبهم أطفال، فكيف لا يحقد أهل العراق على الأمم المتحدة؟ الأداة المطواعة بيد السياسات الأمريكية التي استعملتها لتنفيذ غاياتها بضرب العراق وتدميره، واستقال خليفته هانزفون شبونيك من بعده للسبب ذاته، فإن لنا أن نتصور نوع تلك الإبادة التي مارستها زعامات العالم الديمقراطي الحر ضد المسلمين وغير المسلمين في العراق، لقد نتج عن تلك الإبادة ما معدله قتل طفل عراقي كل ست دقائق على مدار سنة، وقد استغرق الحصار اثنا عشر عاما، إنها إبادة ممنهجة!

أوبعد هذا تتبجح أمريكا بأنها تنشر السلام أو بأنها تحرص على أمن العراق وأهله وجيشه؟.

ثائر سلامة

CATEGORIES
TAGS
Share This