أهالي حي البحري بصفاقس الغربية: “المعلمة فائزة السويسي ارتكبت تجاوزات خطيرة في حق أبنائنا, وأعانها عليها الإعلام”
في إطار حق الرد ،عقدت عائلات الموقوفين على خلفيّة قضية مدرسة عقبة بن نافع حي البحري صفاقس ندوة صحفية يوم الجمعة 29 سبتمبر 2017, لتوضيح موقفهم من القضية, وقد حضرنا الندوة واستمعنا إلى شهادات الأولياء والتلاميذ وطرحنا عليهم بعض الأسئلة لنقلها كحق لهم في الرد على ما نُسب إليهم من اتهامات. ويُذكر أن المحكمة كانت قد قررت الإحتفاظ بالأولياء الموقوفين على ذمة القضية وسيمثلون مجددا أمام الدائرة الجناحية بالمحكمة الإبتدائية صفاقس 2, يوم الإثنين 2 أكتوبر.
تكلف الأولياء عبئ عقد ندوة صحفية بنزل في مدينة صفاقس حتى يتمكنوا من رفع ما سُلِّط عليهم من ظلم من طرف أغلب وسائل الإعلام المرئية, حيث إنحازت القنوات التلفزية لصالح المعلمة إنحيازا كبيرا وقدمتها على أنها ضحية لمجموعة من “الدواعش” اتهموها بالإلحاد ولم يتصلوا بالأولياء ولا بالتلاميذ، ولم يمكنوا أحدا منهم من حق الرد بل أوردوا في عناوين أخبارهم تقارير زيفت الحقيقة والكثير من المغالطات, وتحدثوا عن عنف وتكفير سلط على المعلمة,رغم أن كل الحضور نفوا ذلك وأكدوا سلمية إحتجاجهم ومشروعية مطلبهم المتمثل في رفضهم لتدريس أبنائهم عند معلمة تسببت لهم في ضرر نفسي جراء سوء معاملتها لهم داخل القسم وخارجه، وهذا الجانب الذي أخفته المؤسسات الاعلامية التي تعرضت للموضوع في تفاريرها وعناوينها الإخبارية.
أغلب الذين قابلناهم وصرحوا بشهاداتهم إتهموا الإعلام والإعلاميين بتزييف الحقيقة ومغالطة المتابعين للموضوع، ووصفوه بالكذب ..بل إن أحد الشهود سمى بعضهم ونفى عنهم صفة الإعلامي.
ندوة صحفية لم يحظرها إلا عدد قليل من الصحف المقروءة وإذاعة واحدة وقناة تلفزية واحدة, وتغيب عنها كل من يمثل الأحزاب السياسية وكل المنظمات الحقوقية والجمعيات مما جعل شاهدا يطلب من الحضور الوقوف دقيقة صمت ترحما على روح مندوب حماية الطفولة تعبيرا منه عن الغياب الغير مبرّر لهذا الأخير أو لمن ينوبه على الأقل ..
تمحورت الشهادات حول نفي تهمة الإرهاب عن الموقوفين وعن متساكني الحي ككل..حيث أكدت الشاهدة لبنى بوعكاز أن كلا من منير بن بية وحبيب الحمروني وبولبابة الطرابلسي الموقوفين هم أشخاص معروفون في الحي وهم أبعد ما يكون عن مثل هذه التهم. كما عبرت عن بساطة سكان الحي وحرصهم على تربية أبنائهم وقالت: “من حق كل ولي أن يختار مدرسا لابنه على أساس الكفاءة ..”
وقال المتحدث باسم أهالي المحتجين عماد الحمروني, إن القضية أخذت بعدا سياسيا غيرَ وجهتها، من الإحتجاج السلمي بوصفه أبسط حق للمواطن إلى قضية إرهاب وتكفير …وطالب الحمروني كلا من رابطة حقوق الإنسان والإتحاد العام التونسي للشغل بالتزام الحياد وعدم الدفاع عن طرف دون أخر خاصة وأن كلا الطرفين من منظوري الإتحاد العام التونسي للشغل, كما عبر عن ثقته في القضاء.
وقدمت السيدة سهام أم التلميذة أميمة وزوجة الموقوف منير بن بية شهادة تذكر فيها “ممارسات المعلمة تجاه ابنتها بسبب ارتدائها الحجاب”.وعرضت مجموعة من الوثائق الطبية تبين من خلالها خضوع ابنتها للتداوي لدى أطباء نفسيين وشكاية تقدم بها زوجها لدى مندوب حماية الطفولة, وفي جوابها على سؤالنا عن الطور الذي وصلت إليه هذه القضية،قالت: “لا أدري لم يتم سماعنا إلى الآن أو تعيين جلسة في الغرض..لا أدري، زوجي كان مهتما بالأمر وهو الأن رهن الإيقاف.”
وأكدت إيمان العايدي زوجة بولبابة الطرابلسي أن المعلمة فائزة السويسي صفعت إبنها ريان وهشمت نظارته في السنة الفارطة رغم كونه لا يدرس في القسم الذي تشرف عليه، ورغم أنه طفل مريض ويخضع لعلاج” وفق قولها، وأنها “لم تتظلم لدى مندوب حماية الطفولة بعد إلحاح المدير..وقالت أن إبنها رفض العودة إلى المدرسة لأن المعلمة التي صفعته في العام الفارط ستدرسه هذه السنة، فكيف يمكنه قبول الأمر؟.”
وقالت السيدة إيمان حين حدثتنا بأنها وجدت نفسها متهمة وهي لم تقترف جرما كما أكدت أن زوجها لم يكن موجودا أثناء الوقفة الإحتجاجية ولديها شهادة في ذلك لكن القضاء لم يأخذها بعين الإعتبار إلى حد الآن ..
هذا وقد تطرقت مجموعة من الشهادات إلى ما يتعرض له أبناؤهم من مضايقات خلال فترة الدراسة، حيث قالت إحدى الأمهات أن إبنها عوقب بالوقوف ساعتين كاملتين في الشمس لأنه عطس فحمد الله..وتحدثت أخرى عن رفض إبنتها الذهاب إلى المدرسة خوفا أن يسجن والديها لأن معلمتهم (فايزة السويسي) قالت بأن كل من يضايقها ستضعه في السجن… وهذا ما روته التلميذة باكية.. وقالت تلميذة أخرى؛ “الحمد لله أني تجاوزت السنة الرابعة ووصلت إلى السنة السادسة، وإلا لا أدري كيف سيكون حالي.. “نفس التلميذة روت أن المعلمة فايزة تسألهم بالقول: من يخاف الله؟ وحين يرفع التلاميذ أصابعهم تسأل ثانية فأين هو؟..
أما أبناء المعتقلين فقد كانت دموعهم أكثر تعبيرا من كلماتهم فالطفل ريان قال أنتظر خروج أبي ليصطحبني للدراسة.. أما أميمة التي بكى كل الحضور لبكائها وهي تستجدي العفو عن والدها وتعبر بحرقة كبيرة عن شوقها له وتعتبر نفسها سببا في سجنه..كانت الطفلة تحمل شعارا, “طالبت بحقي… ضاع حق أبي.” وهو شعار من بين جملة من الشعارات التي رفعت لتنادي بأحقيتهم في الرد وحماية حقوق الطفل وإنكار الإرهاب عن سكان الحي.
هكذا أراد الأولياء أن يعبروا عن مظلمة تعرض لها أبناؤهم بحرقة شديدة وقهر كبير وعندهم أمل في أن يساندهم الإعلام النزيه، الإعلام الذي يحمل هم “الزوالي” على حد تعبيرهم، وقد نقلنا عنهم ما قالوه رغم علمنا أن القضية أكبر من ذلك بكثير، وأن الأمر يأخذ بعدا إيديولوجيا سياسيا من ناحية وبعدا قانونيا من ناحية أخرى, وما هذه المسرحية على حد تعبير شاهدة إلا محاولة لإخضاع الأولياء لسلطة الظلم والإفساد المُقنن, ومحاولة لسن قانون يجرم التعرض للمعلم وإن أجرم، مما يسهل للغرب وعملائه ووكلائه تمرير سمومهم في مناهج تدرس لأبنائنا منافية لعقيدتنا.
سهام عروس