أوكسفام منظمة خيرية أم شيطانية!

أوكسفام منظمة خيرية أم شيطانية!

أثار اسم “أوكسفام” جدلًا واسعًا على الساحة الإعلامية في الأسابيع الأخيرة، إذ إن المنظمة “الخيرية” التي تحمل هذا الاسم، والتي تتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقرًا لها، ثبت تورطها في فضائح جنسية بعدة دول. وحسبما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية “بي. بي. سي” فقد أعلنت نائبة الرئيس التنفيذي للمنظمة، بيني لورانس، استقالتها وسط تفاقم الأزمة، قائلة إنها تشعر بالخجل، وإنها تتحمل المسؤولية الكاملة لتلك الفضائح التي حدثت خلال توليها منصبها.
ونشرت صحيفة “تايمز” البريطانية، معلومات مهمة تفيد بأن موظفين في المنظمة دفعوا أموالًا لبغايا شابات ومنهن قاصرات، عام 2011م، خلال مهمة إغاثة أعقبت الزلزال الذي دمر هايتي عام 2010م، وأوقع نحو 300 ألف قتيل، مشيرة إلى أنهن دُعين إلى المشاركة في حفلات جنس جماعية في منازل وفنادق كانت تدفع المنظمة إيجارها.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن مصدر قوله إنه يملك صورًا لهذه الحفلات تظهر فيها البغايا يرتدين قمصانا عليها إشارة “أوكسفام”، ولفتت “تايمز” إلى أن المنظمة لم تبلغ عن سلوك موظفيها الضالعين في هذه الأنشطة، ما سمح لهم بالمشاركة في مهمات لاحقة مع أشخاص في وضع هش في مناطق أخرى شهدت كوارث طبيعية. وقالت “أوكسفام” إنها أطلقت عام 2011م تحقيقًا داخليًا خلص إلى وجود “ثقافة إفلات من العقاب” لدى موظفيها.
وبحسب “بي. بي. سي” اتهمت مسئولة سابقة في المنظمة رؤساءها بتجاهل الأدلة التي تقدمت بها، وطلبها المزيد من الموارد للتحقق من هذا الأمر، ما دفعها لتقديم استقالتها بعد أن يئست من تنفيذ مطالبها، وكشفت هيلين إيفانز، التي كانت ترأس الوحدة المسؤولة عن إجراءات حماية القُصّر في المنظمة، في حديث للقناة التلفزيونية البريطانية الرابعة، عما وصفته بتستر المنظمة على بعض الحوادث، مثل تعرض شابات متطوعات لإساءات جنسية على أيدي مدراء بعض المتاجر في بريطانيا.
من جهته، قال متحدث باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إنه على الحكومة البريطانية أن تفعل المزيد لإلزام الجمعيات الخيرية تعزيز إجراءات الحماية، لضمان ألا يتكرر “السلوك المروِّع” لبعض العاملين في منظمة “أوكسفام” الدولية، فيما دعت المفوضية الأوروبية المسؤولين في “أوكسفام” إلى إعطاء كل التوضيحات اللازمة حول ضلوع عاملين فيها في فضيحة جنسية في هايتي، مهدّدة بوقف التمويل عنها. فيما قالت متحدثة باسم المجلس الأوروبي المسؤول عن المساعدات الممنوحة للأعمال الإنسانية: “نحن مستعدون لقطع التمويل عن أي منظمة لا تحترم القواعد الأخلاقية”.
إن هذه الفضيحة الأخلاقية من استغلال القاصرات والأطفال تمثل ظاهرة غربية بامتياز، وهي ليست حكرًا على أفراد في منظمة خيرية هنا أو هناك، فهذه الحالة جزء من ثقافة غربية تستهتر بالبشر وتسعى لاستغلالهم، لا سيما في حالات الضعف والعوز التي يعاني فيها البعض ويحتاجون معها إلى مساعدة الآخرين. وتذكرنا هذه الفضيحة المدوية بحالات الاعتداء الجنسي المنهجية والمتكررة في الكنائس الغربية في السنوات الماضية، والتي أثارت سلسلة من الدعاوى القضائية، والملاحقات الجنائية والفضائح التي ارتكبها كهنة وأعضاء في النظام الديني من الكهان والرهبان، الذين يديرون مؤسسات تهتم برعاية المعوزين والمرضى أو تعليم الأطفال. نعم إن هذه ليست أخطاء فردية، كما يحاول الإعلام الغربي إبرازها، إنما هي حالة معبرة عن انهيار حضاري وأخلاقي شامل، يجب أن تدفع المسلمين تحديدًا لإدراك أهمية دورهم في هذا العالم، والعمل على تحصين مجتمعاتهم باستعادة تحكيم الإٍسلام في حياتهم وحمله رسالة رحمة للعالمين

CATEGORIES
TAGS
Share This