أين العلماء من نصرة غزة !؟

أين العلماء من نصرة غزة !؟

أين العلماء من نصرة غزة؟ الحمدُ للهِ، القائل: ﴿فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾، والصلاة والسلام على رسوله القائل: “لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يوم الْقِيَامَةِ حتى يُسْأَلَ…عَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ…”

أيُّها العلماء: إِنَّ مَا يَحْدُثُ فِي فِلَسْطِينَ مِنْ أَحْدَاثٍ يَشِيبُ لَهَا الوِلْدَانُ مِنْ هَوْلِهَا، فَحِمَمُ يَهُودٍ تَنْهَمِرُ بِوَحْشِيَّةٍ عَلَى الأَهْلِ فِي غَزَّةَ، فَتُحْرِقُ البَشَرَ وَالشَّجَرَ وَالحَجَرَ، وهي كفيلة وحدها أن تُحْدِثُ هَيَجَانًا وَثَوْرَةً عَظِيمَةً فِي نفُوسِكم فتَنْطَلِقًوا لِمَرْضَاةِ ربكم، فتحرضوا الأمة على الجهاد وتدفعوا الجيوش لنصرة غزة والأرض المباركة فلسطين. فَالحَرْبُ مُشْتَعِلَةٌ وَعَلَى أَشُدِّهَا مُنْذُ مَا يُقَارِبُ عن مائة وأربعين يَوْمًا بِدُونِ حَرَاكٍ لِلْأَنْظِمَةِ وَجُيُوشِهَا مَعَ قُدْرَتِهَا عَلَى إِنْهَاءِ الحَرْبِ بِسَاعَاتٍ إِذَا فَمَا المُشْكِلَةُ؟ المُشْكِلَةُ تَكْمُنُ فِي الحُكَّامِ وَقَادَةِ جُيُوشِهِمْ، فَكَانَ لِزَامًا عَلَيْكم تَوْجِيه الغَضَبِ إِلَى الحُكَّامِ لِيُحَرِّكُوا الجُيُوشَ إِلَى القِتَال، فَإِنْ لَمْ يَفْعَلُوا، فَوَجِّهُوا تحريضكم إِلَى الجُيُوشِ مُبَاشَرَةً لِتَتَحَرَّكَ إِلَى فِلَسْطِينَ فَهُمْ أَهْلُ القُوَّةِ أَصْحَابُ الاخْتِصَاصِ فَإِنْ لَمْ يَفْعَلُوا، فَاعْقِدُوا العَزْمَ عَلَى التَّغْيِيرِ وَإِقَامَةِ الخِلَافَةِ العَادِلَةِ المُجَاهِدَة، وَإِلَّا فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ وَتَذَكَّرُوا قَوْلَ اللهِ تَعَالَى: ﴿وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مسؤولونَ﴾.

أيها العلماء: إِنَّ قُدْوَتَنَا فِي تَحَمُّلِ المَسْؤُولِيَّةِ وَمُوَاجَهَةِ التَّحَدِّيَاتِ وَالصُّعُوبَاتِ هُوَ الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم، وَمَنْ يَسْتَقْرِئُ مَسِيرَتَهُ المُبَارَكَة فِي تَعَامُلِهِ وَصَبْرِهِ وَدَعْوَتِهِ، وَفِي حُكْمِهِ وَجِهَادِهِ وَغَزَوَاتِهِ، فَهَلْ تَرَاهُ يَسْكُتُ عَلَى مَا يَحْدُث اليَوْمَ فِي غَزَّةَ؟ لَا وَاللهِ وَهُوَ الَّذِي حَرَّكَ جَيْشًا عِنْدَمَا كَشَفَ يَهُودُ عَوْرَةَ امْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ.

أَيُّهَا العُلَمَاءُ وَالأَئِمَّةُ وَالخُطَبَاءُ وَأَصْحَابُ العَمَائِمِ: يَا وَرَثَةَ الأَنْبِيَاءِ هَلْ أَنْتُمْ حَقًّا وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ؟ وَقَدْ طَالَ الابْتِلَاءُ فَأَيْنَ أَنْتُمْ؟ لماذا لا تذكروا الأمة بِوَاجِبِها فِي الحَرْبِ المُعْلَنَةِ، وَلَمْ تُذَكِّرُوا الأُمَّةَ بِخِيَانَةِ حُكَّامِ المُسْلِمِينَ المُطَبِّعِينَ المُتَصَهْينِينَ مِنَ العَرَبِ وَالعَجَمِ؟! هَلْ تَرَوْنَ أَنَّ الَّذِي يَحْدُثُ بِغَزَّةَ هُوَ أَمْرٌ بَسِيطٌ؟! هَلْ هَذِهِ الدِّمَاءُ الزَّكِيَّةُ النَّازِفَةُ لَمْ تُحَرِّك فِيكُمْ إِلَّا الخطب وتَحْرِيك أَلْسِنَتِكُمْ عَلَى اسْتِحْيَاءٍ؟! هَلْ عَدِمْتُم الوَسِيلَةَ لِنُصْرَةِ غَزَّة؟! مَنْ لِغَزَّةَ بَعْدَ اللهِ إِنْ لَمْ يَكُنْ وَرَثَة الأَنْبِيَاء؟ أَلَمْ تَسْمَعُوا بِتَارِيخِ أَسْلَافِكُمْ مِنَ العُلَمَاءِ الرَّبَّانِيِّينَ أَمْثَال العِزِ بْنِ عَبْدِ السَّلَامِ وَابْنِ تَيْمِيَّةِ الَّذِينَ بِتَحَرُّكِهِمْ صَلُحَ حَالُ الأُمَّةِ، فَلِمَاذَا قِلَّةُ الهِمَّةِ وَالخُذْلَانِ؟! وَكَمْ عَدَد الشُّهَدَاءِ وَالجَرْحَى المَطْلُوب حَتَّى تَتَحَرَّكُوا، لِمَاذَا لَا تَدْعُونَ الأُمَّةَ وَتَقُودُونَهَا لِكَسْرِ الحُدُودِ لِنُصْرَةِ غزة وتحرير المَسْجِدِ الأَقْصَى، وَهَلْ رَابَطْتُمْ أَمَامَ ثُكُنَاتِ الجُيُوشِ حَتَّى تَتَحَرَّكَ لِنُصْرَةِ إِخْوَانِكُمْ فِي فِلَسْطِين؟ وَهَلْ أَمَرْتُمْ بِالمَعْرُوفِ وَنَهَيْتُمْ عَنِ المُنْكَرِ وَأَنْتُمْ تَرَوْنَ عِظَمَ خِيَانَاتِ الحُكَّامِ وَمُوَالَاتِهِمْ لِلكَافِرِينَ؟ هَلْ حَرَّضْتُمُ النَّاسَ عَلَى القِتَالِ وَأَنْتُمْ تَتْلُوْنَ كِتَابَ اللهِ حَيْثُ يَقُولُ: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ﴾، فَالْزَمُوا أَمَانَتَكُمُ الَّتِي حَمَلْتُمُوهَا وَاحْذَرُوا أَنْ تَجْرِيَ عَلَيْكُمْ سُنَةُ الاسْتِبْدَالِ، فَتَوَجَّهُوا رَحِمَكُمُ اللهُ نَحْوَ القُصُورِ لِكَنْسِهَا وَلِلْحُدُودِ لِكَسْرِهَا قَبْلَ أَنْ لَا يَنْفَعَ مَالٌ وَلَا بِنُون، ﴿وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ﴾، وَنَذْكُرُكُمْ بِقَوْل اَلْعَزِيزِ اَلْجَبَّار: ﴿وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ﴾.

CATEGORIES
Share This