إحالة الأستاذ عز الدين بن حميدة على مجلس التأديب:  الديمقراطية الفرنسية الكاذبة يضيق صدرها بمقالات اكاديمي تونسي.

إحالة الأستاذ عز الدين بن حميدة على مجلس التأديب: الديمقراطية الفرنسية الكاذبة يضيق صدرها بمقالات اكاديمي تونسي.

 

أحيل مؤخّرا الأكاديمي التونسي عز الدين بن حميدة المحاضر بالجامعات الفرنسية على مجلس التأديب بالجامعة التي يدرس فيها ببوردو بتهمة الثلب والتشهير في حق مسئولين فرنسيين وفي حق مواطنين فرنسيين وفرنسا. وذلك بعد أن نشر مقالات له في بعض الصحف والمواقع التونسية الناطقة بالفرنسية تعرض فيها إلى ما يقوم به سفير فرنسا بتونس من أنشطة تعبّر عن المهمة الاستعمارية الموكلة له وإلى الأطماع الاستعمارية الفرنسية في تونس.

نعم هكذا وبكل وقاحة وصلف تقوم فرنسا حاملة لواء حرية التعبير وحقوق الإنسان بتهديد أستاذ يعلم ابناءها علوم الاقتصاد في لقمة عيشه وربما حتى بطريقة غير مباشرة في شخصه وسلامته لمجرد أن عبّر عن رأيه والذي يعتبر حقا مكفولا عندهم معلنة بذلك عن تهاوي حضارتها الزائفة وعن ضيق صدرها بكل ما يخالف توجهاتها أو يكشف قبح وجهها الاستعماري الناهب لثروات الشعوب.

وفي المقابل, فإن ما قام به الأستاذ بن حميدة يؤكد مرة أخرى أن أبناء هذا البلد الطيب وأبناء الأمة الإسلامية جميعا هم في واد وحكامنا الخونة في واد آخر, فالأصل أن يقوم حاكم البلاد صاحب مقولة “هيبة الدولة” بالوقوف أمام هذه التحركات المريبة للسفراء الأجانب في البلد, لكننا نجده يعلن صراحة وهو المسؤول الأول في البلاد أن لديه “مسئولا كبيرا” يتلقى منه التعليمات في حين ان الأستاذ بن حميدة وأمثاله وهم كثر قاموا ليتصدوا “للمسئول الكبير” بعدما عجز وتخاذل “المسئول الصغير”.

و نحن في هذا الصدد نثمن ما قام به الأستاذ بن حميدة, ونشد على يديه وندعوه للمضي قدما في كشف وفضح كل التحركات الاستعمارية في تونس, لافتين نظره إلى تحركات سفيرة بريطانيا الحالية والتي تعتبر أخطر من المهرج الفرنسي Olivier Poivre d’Arvor, حالها حال من سبقها من سفراء بريطانيا, اذ قال أحدهم منذ سنوات: “الطاقة في تونس خط أحمر”, وهو يعني طبعا انها خط أحمر على أهل البلد و ليس على بتروفاك أو بريتش غاز التي لديها كل الخطوط والأضواء الخضراء لتنهب ما تشاء من ثروات البلد.

وتجدر الإشارة إلى أن الأستاذ بن حميدة كان قد عبّر أنه لن تلين له قناة, ولن ترهبه تلك الممارسات الشبيهة بممارسات بن علي (والذي كان النظام الفرنسي مستعدا لدعمه بالسلاح لقمع الثورة التونسية) وانه سيواصل نضاله طالما في يده سلاح وهي عبارة اقتبسها عن احد أقربائه (خاله أو عمه) الذي كان بطلا من ابطال معركة بنزرت.

م . مهدي وازع

CATEGORIES
TAGS
Share This