إعفاء 150 مدير مدرسة.. وجامعة التّعليم الأساسيّ تردّ

إعفاء 150 مدير مدرسة.. وجامعة التّعليم الأساسيّ تردّ

حذّر وزير التّربية محمد علي البوغديري من أنّ وزارة التّربية ستتّخذ كلّ التدابير القانونيّة بما فيها إنهاء العلاقة الشغليّة أو الاقتطاع من الأجور ضدّ كلّ المدرّسين أو المديرين الذين يرفضون تنزيل الأعداد. وكشف الوزير في تصريحات إعلاميّة أنّه تمّ إعفاء 150 مدير مدرسة رفضوا المصادقة على أعداد التلاميذ.
في المقابل قال الكاتب العام المساعد للجامعة العامّة للتّعليم الأساسيّ إقبال العزّابي أنّ وزير التّربية أراد من خلال تصريحاته الحطّ من العدد الجمليّ للمديرين المتمسّكين بقرار الجامعة العامّة وترهيب بقيّة زملائهم، مؤكّدا أنّ النّسبة العامّة لحجب الأعداد بلغت 78 بالمائة على المستوى الوطنيّ. وأكّد يوم الخميس 6 جويلية الجاري أنّ الجامعة العامّة للتّعليم الأساسيّ ستعقد هيئة إداريّة قريبا للنّظر في الخطوات التصعيديّة ضدّ التدابير التي ستتّخذها وزارة التّربية في حقّ هؤلاء المديرين والمدرّسين. وأضاف «كلّ تهديد سيقابله تصعيد من طرفنا، نحن نعيش نهاية سنة دراسيّة ساخنة لكن ما زالت لدينا سنة دراسيّة قادمة ونعتقد أنّها ستكون أسخن من نهايتها» حسب تقديره. 

التّحرير: بعد الثّورة، مافتئت العلاقة بين مكوّنات العمليّة التربويّة تنحو منحى تصعيديّا خطيرا أثّر سلبا على أجواء التلقّي والتّعليم التي من المفترض أن تتّسم بالرّصانة والهدوء والاحترام المتبادل، وحوّلها إلى شبه حرب مفتوحة في الزّمان والمكان البقاء فيها لمن يمتلك وسائل ضغط أقوى، وكلمة السرّ فيها الارتجاليّة واللاّمبالاة وردود الأفعال الغريزيّة..فالوزارة تتعامل مع رجال التّعليم بمنطق (شاشية هذا على راس هذا) ولا تتورّع عن التّسويف والمماطلة بل والانقلاب الصّريح على الاتّفاقيّات الرسميّة الممضاة..في المقابل يتعامل الإطار التربويّ مع وزارته بمنطق (الأجرة قبل الأجر) ضاربا عرض الحائط برسالة التّعليم من أجل تحقيق منافع ماديّة هزيلة..أمّا الأولياء والتّلاميذ فقد فقدوا أدنى ذرّة من الثّقة والاحترام تجاه هكذا وزارة (قلاّبة) ورجال تعليم انتهازيّين وترجموا ذلك عنفا لفظيّا وماديّا تجاه من (كاد أن يكون رسولا).. وبين هذا وذاك يرتع عرّاب أزمة التّعليم وشيطانها (نقابات الززّار الخمروجيّة) ليجعل من كلّ طرف يتفنّن في استغلال نقاط الضّغط التي يمتلكها أبشع استغلال: فوزارة التّربية استحالت مخفر شرطة يهدّد ويتوعّد بالإجراءات العقابيّة والاقتطاع من الأجور والطّرد التعسّفيّ..والإطار التربويّ فقد أيّ صلة له بالرّسالة التربويّة ولم يتورّع عن حجب أعداد التّلاميذ بما يفضي إلى سنة بيضاء.. ونقابات التعليم انحطّت إلى درك الحضيض واتّخذت من فلذات أكبادنا رهينة فيما بينها وبين السّلطة..وبين التّصعيد والتّصعيد المضادّ ضاعت ناشئتنا وفقدت شهائدنا العلميّة مصداقيّتها وأصبح مستقبل البلاد والعباد في مهبّ الرّيح..

CATEGORIES
Share This