اعتقال حملة الدعوة من شباب حزب التحرير وإحالتهم وفق قانون الإرهاب.. لصالح من؟
لا يكاد يمر أسبوع واحد إلا وتوضع على مكاتب القضاة ملفات اعتقالات شباب حزب التحرير، ولسائل أن يسأل ما هي تهمة هؤلاء؟
والفضيحة التي تسربل هذا النظام المفلس في كل مرة، هي توجيه تهم الإرهاب التي تبرر بها أجهزة الأمن تلك الاعتقالات الظالمة المحكومة بعقلية نظامي بورقيبة وبن علي.. اللذين استصغرا الإسلام واستعبدا أهله وجعلوهما ركوبا ذلولا طيلة عقود من القمع واستهداف خصومهم السياسيين بتلفيق التهم.
وآخر الفضائح.. هذه الأيام.. أول أمس الجمعة بمناسبة الوقفة التي نظمتها محليّة توزر أمام “جامع الفركوس” لإحياء الذكرى الأليمة 101 لهدم دولة رسول الله ﷺ فقد وقع القبض على الشابين فتحي الصغير وعبد الرّؤوف مصباح من قبل فرقة الإرشاد بتوزر ثم أطلق سراحهما بعد إثبات محضر في حقّهم.. فما هي تهمتهم؟ وعلى أي أساس سيحاكمون فيما بعد؟
وقبلها الأسبوع الفارط.. فضيحة اعتقال الشاب أحمد لطيف الذي حكم عليه بسنة سجن من أجل منشورات على الفيس بوك ووجه له باحث البداية تهمة تتعلق بالارهاب!
والفضيحة الكبرى توجه إحدى الفرق الأمنية إلى الحي الذي يقطنه فقيدنا عم الهادي قنومة رحمه الله وتقبله قبولا حسنا وجعله من أهل الجنة، الذي وارى جثمانه الثرى منذ أيام، لأنه محل منشور تفتيش ومحكوم بشهرين سجن غيابي لعمله على إقامة الخلافة!
ولسنا نبالغ اذا قلنا أن هذه الفضائح المتكررة صارت محلّ تندّر من عامة النّاس، اذ يرون بأم أعينهم أن حملة الدعوة من شباب حزب التحرير أناس أنقياء أتقياء -ولا نزكّي على الله أحدا- ولا يستحقون سجنا لأنهم يحملون أعظم أمانة في الأرض، يحملون الخير لكل البشرية، يسعون مع شعبهم لإنقاذ تونس وأهلها من عبث العملاء والضعفاء الذين جرّوا البلاد والعباد إلى الهاوية وجعلونا لقمة سائغة للاستعمار الذي يجوز خلال ديارنا وينهب ما طاب له من ثرواتنا بلا حسيب ولا رقيب.
ولسنا نبالغ أيضا اذا قلنا أننا نشهد كل يوم ومنذ أكثر من 11 سنة, تذمّر جل أعوان الأمن وهم يعتقلون شبابنا، مصرّحين مرارا أنهم يعرفون جيدا الحزب وشبابه ولكن هي “التعليمات”.
فلصالح من تسخّر هذه الاعتقالات ؟ ولصالح من يسخّر كل هذا الظلم؟
إن أعمال الظلم من اعتقالات لشباب حزب التحرير تصب في تحقيق مصالح الكفار الغربيين الذين لم يشبع حقدهم من استعمارنا بشتّى أشكال الاستعمار.. وأعوانهم الموظفين الرسميين للاستعمار والجاثمين على كراسي الحكم . ﴿وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ * الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾.
وببساطة.. إن هذه الاعتقالات تصب في تحقيق مصالح الاستعمار في الحرب على دعوة إقامة الخلافة التي ما انفك أعوانه يشنونها للحيلولة دون عودة حكم الإسلام إلى الأرض بعد غياب استمر مئة عام وعام. فحزب التحرير يمد بصره وفكره لله تعالى وحده في تحقيق هدفه بإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة.
أما لماذا؟
فيعود إلى مبدئية الحزب وثباته على طريق التغيير الذي يقوده..
فالأنظمة المأجورة أدركت أن حزب التحرير -ومنذ عقود- لا يمكن احتواؤه ولا يمكن أن يكون جزءاً من منظومتها السياسية الفاسدة، فهولا يقبل أن يعمل تحت سقف أي نظام، وهو ليس بمعارضة تحافظ على قيم وأسس النظام وتتبادل الأدوار معه، وأنه ماضٍ في قيادة الأمة باتجاه وحدتها وخلافتها من غير أن تلين له قناة، ولا أن تصرفه أحابيل السياسة وتضليلها عن أهدافه.
وعليه، فان تلفيق تهم “الإرهاب” في حق شباب حزب التحرير موجه توجيها سياسيا مفضوحا لتخويف عامة الناس من الحزب ولمنع أهل تونس من العمل لعودة الحياة وفق أحكام الإسلام.
فحزب التحرير يتبنى طريقة الرسول ﷺ في الدعوة، ويرفض العنف، بل يجرّمه ويحرّمه، وما مثل هذه الاعتقالات بتلفيق تهمة “الإرهاب” سوى بوابة تسمح لموظفي الأجهزة الأمنية بفبركة الدعاوى القضائية خدمة لجهات سياسية قمعية مغرضة.
وصفوة القول..
إن هذه الأعمال الخسيسة التي يقوم بها النظام وأجهزته الأمنية، لن تثني حملة الدعوة عن الصدع بالحق بكل الوسائل المشروعة المتاحة، ولن تفت في عضدهم، وسنبقى شوكة في حلوق العملاء والمفلسين نقض مضاجعهم بكشف تآمرهم وخذلانهم وخيانتهم لهذا الشعب ودينه، وسنبقى عاملين من أجل فرض إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة مهما مكروا وأجرموا في حق حملة الدعوة وفي حق كل المخلصين من أبناء هذا البلد.
وفي الختام..
نقول لكل المتربصين بدعوة الحق:
اعلموا أن عزة الإسلام التي في صدورنا تأبى علينا أن نذل لغير الله تعالى، وسنمضي قدماً لإقامة دين الله في الأرض لنخرج الناس جميعاً من ظلم العلمانية وأذنابها إلى نور الإسلام وعدله… في ظل خلافة راشدة على منهاج النبوة كما بشر بها رسول الله ﷺ، وإن حزب التحرير وشبابه ما زادتهم هذه الاعتقالات إلا قوة ومضاءً… وهو ما جعل الناس يلتفون حولنا ويناصرون دعوتنا… وبإذن الله تعالى سيبقى صوت الإسلام في بلد الزيتونة قوياً حتى يأذن الله بنصره وفرجه، وعندها لن ينجو من أجرم في حق البلد وأهله.
﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُون﴾
كتبه: الأستاذ خبيّب كرباكة رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير – ولاية تونس
CATEGORIES محلي