الأحمدي في خطبة عيد الأضحى:«السيسي حبه سرى في الأرض»

امتدح الأحمدي أبو النور، وزير الأوقاف الأسبق، في خطبة عيد الأضحى «الرسمية»، صباح يوم السبت، 04 أكتوبر الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي قائلا إنه «سرى حبه في الأرض، وأحبه العالم» أثناء إلقاء كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي.
وحضر صلاة عيد الأضحى، التي أقيمت بمسجد السيدة صفية في حي مصر الجديدة، ونقلها التليفزيون الرسمي المصري مباشرة، السيسي بالإضافة إلى عدد آخر من رجال الدولة.
وقال أبو النور «كنت أفسر كلمة الأرض في حديث (إذا أحب الله عبداً… ثم يوضع له القبول في الأرض) بأنه المقصود من كلمة الأرض، القرية أو المحافظة أو الدولة التي يقطنها، لكن عندما استمع العالم كله للسيد الرئيس في مؤتمر الأمم المتحدة وهو يجهر بحق مصر، ويعبر عن مكانتها، ويصحح ما أخطأ فيه الغرب أو الشرق، أكبره الناس، واحترموه وأعتقد أن حبه سرى في الأرض، ومن هنا لا مبالغة في قوله يوضع القبول للعامل المحب لله في الأرض».
ودعا الخطيب للسيسي في ختام الخطبة بقوله «ندعو الله أن يحقق آمالنا جميعاً، وأن يجزي هذا الرجل عن عمله لله وللإسلام وللعروبة ولمصر، وهو الذي رفع اسم مصر عالية عندما قال تحيا مصر وتحيا الشعوب المحبة للسلام، نحن أيضا معه ونقول تحيا مصر وتحيا الشعوب المحبة للسلام في الأرض.
ومنذ عشرة أيام، ألقى السيسى كلمة مصر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، في اجتماعات الدورة الـ69 للجمعية الأممية بدأها بتحية المصريين وختمها بتحية شعوب الأرض، وتحدث فيها عما أسماه «مصر الجديدة»، داعيا إلى مكافحة الإرهاب الذي تعاني منه بلاده، على حد قوله.
التعليق:
عجيب وغريب أمر هؤلاء الخطباء «وورثة الأنبياء»، فعوضاً عن الصدع بالحق وتبيان الأحكام الشرعية نجدهم أقرب إلى المدح والتطبيل لولاة أمورهم يمجدون ويمدحون بغير وجه حق.
إنه لحري بمن اعتلى منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا تأخذه في الحق لومة لائم، فتجده حريصا على المحاسبة والتأطير اقتداء بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ، وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ أَوْ لَيُسَلِّطَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ شِرَارَكُمْ، فَلَيَسُومُنَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ، ثُمَّ يَدْعُو خِيَارُكُمْ فَلَا يُسْتَجَابُ لَهُمْ».
فهل يعقل تأويل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم خدمة للسيسي محاباة ومداراة لجرائمه؟
وعن أي حب من الله وقبول من الناس يتحدث هذا الخطيب؟
أليس هذا السيسي هو من قتل وحرق ونكل بالمسلمين في رابعة والنهضة وسيناء…؟
أبهذه الأعمال يحبه الله ويحبب فيه خلقه؟!
أليس هذا السيسي هو من ضيق على أهلنا في غزة فأغلق المعابر وهدم الأنفاق ومنع مرور قوافل الإغاثة جوا وبرا؟
فكيف يحبه الله ويقبله الناس؟!
إن ما تحتاجه الأمة الإسلامية في هذا الوقت العصيب، وقد تداعت عليها أمم الكفر من كل جانب، ليس أئمة أجراء لحكام نواطير بل أئمة يصدعون بالحق فيكشفون مؤامرات الأعداء ويفضحون العملاء ويأخذون بيدها من أجل استئناف العيش بالإسلام في ظل دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أخوف ما أخاف على أمتي من بعدي أعمال ثلاثة: لا جوعاً يقتلهم، ولا عدواً يجتاحهم، ولكني أخاف على أُمتي أئمة مضلين».

أ. محمد علي بن سالم

CATEGORIES
TAGS
Share This