الأمة الإسلامية والتهيئة الربانية لإقامة الخلافة

الأمة الإسلامية والتهيئة الربانية لإقامة الخلافة

بسم الله الرحمن الرحيم

تعيش الأمة الإسلامية اليوم حالة مخاض عسير لميلاد دولة الإسلام التي تمثل نهضة الأمة الإسلامية وعلو شأنها وعودتها لتعتلي الصدارة وتقتعد ذرى المجد، ويأتي هذا المخاض في ظل معوقات جسيمة وضعت أمامه من قبل الكفار لمنع حصول هذا التغيير وحدوث هذه النهضة، وقد صاحب هذا المخاض حالة من الدهشة والتخوف بل والرعب من قبل الكفار خشية عودة الخلافة ونجاح مشروع النهضة للأمة الإسلامية، وهم الذين كدّوا عقوداً طويلة ليمنعوا الأمة من التقدم في هذا المشروع، لا بل ليحجبوا هذا المشروع عن الأمة حتى تبقى الأمة رهينة لهم، وحتى يكونوا في مأمن من قوة دولة المسلمين المنتظرة التي ستسعى -كما سعت من قبل- لتخليص البشرية جمعاء من براثن هؤلاء، ولكي تخرج العباد من الضنك الذي يحيونه إلى نور وعدل الإسلام، ولا عجب من تخوف الكفار وسعيهم هذا وهم الذين لا زالت جيوش الخلافة التي اكتسحت أوروبا ماثلة أمام ناظرهم، وسنابك خيل المسلمين تقرع آذانهم ، في فرنسا واسوار فيينا وفي أوروبا الشرقية جميعها.

إذن وفي هذا الإطار تعيش الأمة الإسلامية اليوم معركة حقيقية حامية الوطيس بين طرفين: الطرف الأول وهم الكفار الغربيون الذين يحملون مشروعهم الاستعماري لإبقاء هيمنتهم على الأمة، ومشروعهم هذا يقوم على شعارات زائفة كاذبة خاطئة، من مثل: الديمقراطية، والحريات، وحقوق الإنسان… أما الطرف الآخر فهم الساعون للتغيير الذين يحملون مشروع نهضته الأمة وإنقاذ البشرية، عبر إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة كبديل حضاري عن الرأسمالية العفنة.

وفي خضم هذه المعركة استطاع الكفار بمكر خبيث -كجزء من حربهم لمشروع نهضة الأمة- أن يدخلوا اليأس والإحباط لدى بعض المسلمين، عبر التشكيك بإمكانية نجاح هذا المشروع من جديد، وإمكانية كسب هذه المعركة وفق المعطيات الحالية من تحكم الغرب المطلق بدفة مركب البشرية، والحقيقة التي لا يمكن لمبصرٍ أن يخطئها أن الأمور تسير على غير ما يهوى الكفار، وأن سحرهم قد بَطُل وكيدهم قد فشل وفألهم قد خاب. وإن ما تحياه الأمة لخير شاهد على ذلك.

فماذا يملك حملة مشروع نهضة الأمة في هذه المعركة؟ وما هي إمكاناتهم؟ وما مصير هذا الصراع؟ وماذا حققوا؟

إن هؤلاء الغر الميامين لا يملكون سوى المنهج والكلمة الحق، لا يملكون سوى الالتزام بالشرع وعدم الحيد عنه، لا يملكون سوى إيمانهم بهذا المبدأ العظيم وبصيرتهم بالحق وسيرهم على خطى سيدهم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).

لإدراك حقيقة الإنجازات التي حققها الساعون لنهضة الأمة، ولإدراك حجمها الطبيعي؛ لا بد من أن توضع هذه الإنجازات في سياق هذه المعركة، فهذه المعركة بحق معركة غير منصفة القوى ولا الأعداد، ولا الإمكانات  فالساعون للتغيير برغم ما ذكرنا من ضعفهم وقلة حيلتهم وعبر العقود الماضية استطاعوا أن يبهروا الكفار بل وأن يجعلوهم مشدوهين حيارى، وكل ذلك بفضل من الله وحده ومنّه، فلقد استطاع دعاة الخلافة -بفضل الله وحده ومنّه- أن يردوا سهام الكافرين إلى نحورهم، وأن يبطلوا سحرهم ويكشفوا كيدهم، ونظرة خاطفة سريعة إلى حال الأمة والكفار اليوم ترينا ذلك رأي العين، وتؤكد أن الكفة باتت ترجح لصالح مشروع نهضة الأمة. وذلك للأسباب التالية:

1- فالأمة اليوم، وبالرغم من الجهود الجبارة التي بذلت من قبل الكافرين، ما عادت تقبل عن الإسلام بديلاً، ولا عادت تقبل الإسلام المداهن للحكام، ولا الإسلام الأميركي ولا الأوروبي أو ما يسمى بالإسلام المعاصر أو الوسطي، وها هي تنقب عن أحكام دينها ولا ترضى إلا بالإسلام النقي بديلاً عما سواه، فبالله عليكم، أين القومية ورواجها؟ أو العلمانية ودعوتها؟ أو الاشتراكية وأساطينها؟ أو الجهوية العصبية؟ ألم تصبح هذه الأفكار أثراً بعد عين؟ ألم تعد الأمة لمعدنها ودينها وأصبحت ترفض ما سواه؟!

2- أين هؤلاء الحكام الذين كانت الأمة عبر سنين الغفلة تهتف باسمهم، وتلهج ألسنتها بذكرهم، وتعلق آمالها عليهم؟ ألم يعدَّ هؤلاء دمىً في نظر الأمة يحركها الكافر حيث يشاء؟ ألم يصبح هؤلاء أمواتاً لا ترجو الأمة منهم عدلاً ولا صرفاً ولا حياةً كريمة؟ بل ألم تصبح الأمة تلعنهم وتسخط عليهم وتتبرأ إلى الله منهم ومن فعالهم وتآمرهم عليها وغدرهم بها صباح مساء؟…

3- ثم أين تلك الحدود التي مزقت الأمة وأين قدسيتها الكاذبة؟ ألا ترون جميعاً أن الأمة تتطلع للوحدة ولا تقيم وزناً لهذه الحدود؟ ألا ترون كيف يشعر أهل فلسطين بأهل العراق، وأهل السودان بأهل أفغانستان، وأهل كشمير بأهل الشيشان؟ ألا ترون معي كيف يتطلع المسلمون جميعاً في كافة أقطار المعمورة إلى الوحدة الحقيقية في ظل دولة واحدة، لا يقيمون فيها وزناً لا للون ولا لعرق ولا لحدود سوى لإسلامهم… بلى والله.

4- ومن ثم ألا ترون كيف أصبحت دعوة الخلافة هي البضاعة والصناعة للأمة، وأصبحت محط أنظارها وأملها في الخلاص، بل إن وعي الأمة على دينها وعلى الخلافة يزداد يوماً بعد يوم، ورأيها العام أصبح رأياً منبثقاً عن وعي عام على الإسلام.

5- ثم ألا ترون أن الكرة قد انقلبت على الكافرين، فأصبحت أفكارهم في معرض النقض وظهر بطلانها على الصعيد العالمي لا المحلي فحسب، وأصبح المسلمون -وخاصة في بلاد الغرب- يهاجمون الأفكار الرأسمالية الغربية في الصميم -بدل أن يندمجوا في المجتمعات الغربية كما أراد لهم الكفار- ما قاد إلى اعتناق عشرات الآلاف من كفار الغرب للإسلام، وهذه علامة تراجع ونكوص لمشروع الكفار.

من مجمل ما ذكر نستطيع الحكم والقول بلا تردد أن مشروع الخلافة -مشروع نهضة الأمة- في تقدم لا بل في تسارع، ومشروع الكفار في تقهقر وانحسار، ولكي نُبلغ في الدلالة نذكر النقاط التالية التي تؤكد ذلك:

1) حالة الذهول التي أصابت الكفار عقب كل ما بذلوه لصد الأمة عن نهضتها ودينها، فبدل أن تصاب الأمة في مقتل، كما طمع عدوها جراء هذه المعركة، نرى الأمة قد حزمت أمرها نحو خلاصها عبر تبني مشروع الخلافة، ما دعا الكفار إلى إعلان حرب صليبية بصورة علنية، وفي ذلك إعلان إفلاس لهم وفشل لجميع المخططات التي رسموها من قبل عبر العقود الماضية.

2) التقارير والأبحاث والتوصيات التي تصدر عن مراكز أبحاث الكفار، كمؤسسة راند ومركز نيكسون للأبحاث، والتي تعترف بدنو قيام الخلافة وتعتبره السيناريو المتوقع للعالم في السنوات القليلة القادمة، ما دعا زعماءهم إلى إظهار تخوفهم من عودتها بصورة علنية. فهذا المجرم بشار الأسد يحذر إبان ثورة الشام الأبية من إنهيار آخر معاقل العلمانية وأن البديل الذي يسعى إليه هؤلاء هو الخلافة الإسلامية. وهذا بوتين الذي اعتبر روسيا خط الدفاع الأول عن أوروبا لأنه -على حد قوله- «يوجد من يعمل على إسقاط الأنظمة العلمانية بغية إقامة دولة إسلامية في آسيا الوسطى» وساركوزي الذي حذر من إمبراطورية إسلامية تمتد من إسبانيا إلى نيجيريا، كل هذه التصريحات تؤكد أن الأمة تتجه نحو مشروع نهضتها، وما عادت تلتفت إلى ما سواه، وتؤكد مدى الخوف والهلع الذي أصاب الكفار جراء ذلك.

3) عقب حرب أفغانستان وانعتاق طالبان، قررت أميركا أن تتراجع عن استعمال الحركات الإسلامية المخترقة لتحقيق مصالحها وأهدافها، وقررت ضرب كل حركة إسلامية مهما كانت، واليوم تشهد هذه السياسة تراجعاً بسبب فشل السياسة الأميركية في حرب الإسلام السياسي، فعادت أميركا تريد ضرب الإسلام ومشروعه النهضوي بحركات ما يسمى الإسلام المعتدل المقبول أميركياً، وفي ذلك دلالة واضحة على عجز أميركا على مواجهة تقدم وتسارع مشروع الأمة بأفكارها الرأسمالية العفنة، وهذا ما ألجأها مرة أخرى لاستخدام ورقة الحركات الإسلامية التي تصنف أميركياً بأنها حركات معتدلة ومقبولة، وأخذ يفاوضها ويحاورها لإيصالها إلى الحكم أو لإشراكها فيه.

هذه هي أهم المعالم والإشارات الدالة على تقدم وتسارع مشروع نهضة الأمة وتقهقر وانحسار وفشل مشروع الكفار، وأن مشروعهم هذا -بإذن الله- إلى زوال واندحار، وهذه المعالم والإشارات قد أربكت الكفار وأدهشتهم  وأصابتهم بالهلع، فهم عبر أكثر من 96 عاماً يسهرون على تضليل الأمة وحرفها عن جادة دينها وسبب عزها ومجدها، ويبذلون الغالي والنفيس لأجل هذا الغرض. بعد كل ذلك يتفاجأ هؤلاء بثلة قليلة العدد والعدة تستطيع بجهودها المحدودة ان تغير مسار الأمة، وأن تجعل الكفة ترجح لصالح الأمة ومشروع نهضتها، إن ما لا يدركه الكفار هي تلك القوة الروحية الكامنة في نفوس العاملين لنهضة الأمة ومعونة الله لهم ، لذا فهم بعد كل ما بذلوا أصيبوا بالخذلان وشعروا بدنو الهزيمة، فهلاّ أحسستم بذلك أيها المسلمون وتفطنتم له كما تفطن له عدوكم؟ والحال كذلك كيف يمكن لليأس أو الإحباط أن يتسللا لقلب مؤمن! وأنى لمؤمن أن يرضى لنفسه أن يبقى متفرجاً في هذه المواجهة الخطيرة؟!

أيها الأحبة: يقول الحق تبارك وتعالى في محكم تنزيله “يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا آمانتكم وأنتم تعلمون”

أنتم أصحاب رسالة ولستم طلاب رغيف ,ولا بد من تحمل الأمانة التي أداها سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم (أدى الأمانة وبلغ الرسالة ونصح الأمة فكشف الله به الغمة وجاهد في الله حق جهاده) فقدر هذه الأمة أن تقود .

كيف لا وهذه الأمة على موعود قدرها ,فنحن نحيي هذه الأيام ذكرى الهجرة النبوية والتي مثلت أعظم حدث في تاريخ البشرية إذ أصبحت الدنيا داران: دار الإسلام ودار كفر ،فقد مثلت الهجرة حالة نقل المسلمين من مرحلة الاستضعاف والتعدي على المسلمين إلى مرحلة بناء الدولة والقوة والعزة للمسلمين فالهجرة ليست كباقي الأحداث في سيرته صلى الله عليه وسلم بل ما قبلها كله يمثل حالة الاستضعاف والدعوة والصبر على ذلك وما بعدها يمثل أعمال دولة الإسلام التي بناها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي مناسبة سنوية لتذكير المسلمين بواجب العمل لإقامة الدولة الإسلامية مرة ثانية بعدما هدمها الكفار فهي ليست غارا ولا عنكبوتا ولا يمامة وإنما دولة وقيادة وإمامة .

قال تعالى في سورة النساء :

(إنّا أَنزَلنَآ إِلَيكَ ٱلكِتَٰبَ لتحكم بَينَ ٱلنَّاس بِمَا أَرَىٰكَ ٱللَّهُۚ وَلَا تكن للخائنين خصيما)

 فسبحانه يبيِّن لنا العلة من إنزال القرآن على رسوله ﷺ وهي: ﴿ لِتَحكُمَ بَين ٱلنَّاس بمَا أَرَىٰكَ ٱللَّهُ﴾ فغاية وسنام وذروة الأمر هو الحكم بين الناس بما أرانا الله سبحانه من أحكام شرعية في كتابه الكريم، نعم، هذه هي ذروة الإسلام وسنامه أن تكون للإسلام دولة تطبق أحكام الله على كل البشر من رعاياها، مسلمين وكفار، فجميعهم من ﴿النَّاسِ)هذا هو هدف الإسلام الذي تتحقق به غاية الإسلام الأسمى ألا وهي عبادة الله، وهذا ما سعى إليه رسولنا الكريم ﷺ طيلة فترة ما قبل هجرته، وهو ما حققه حين هاجر، محققًا به فرض ربه، وما كان ذلك منه إلا امتثالًا لأمر ربه.

لقد طبق المسلمون أحكام هذا الدين العظيم في ظل مشروع حضاري، لم تشهد البشرية مثيلًا له على مدار التاريخ الإنساني، وحملوه إلى البشرية في كل أنحاء الأرض، حتى وصلت فتوحاتهم جبال البرانس غربًا، والصين شرقًا، وأواسط روسيا شمالًا، وأواسط أفريقيا جنوبًا. وبلغت الأمة ذرة المجد والسمو والرقي عندما طبقت هذا الدين تطبيقًا صحيحًا في ظل مشروعها الحضاري العظيم.

أيها المسلمون:

إن الكفار قد أجمعوا كيدهم صفاً لحربكم ولحرب دينكم وخلافتكم المنشودة رمز عزكم ونهضتكم، وها هم يقاتلونكم في آخر الخنادق، فالمعركة خطيرة جداً والظرف حاسم، فلا يؤتين من قبلكم، فسارعوا قبل فوات الأوان للعمل مع من نصبوا نحورهم وأنفسهم لأجل نهضتكم وعزكم حتى تُسرّعوا عجلة التغيير وتحققوا مشروع النهضة؛ فتفوزوا بالنصر والتمكين في الدنيا والمغفرة والفلاح في الآخرة.

وفي الختام نقول: إن هذا الأمر لكائن قريبًا.. وقريبًا جدًا بإذنه تعالى. فكل الأجواء والظروف والأحوال قد تهيأت لهذا الميلاد العظيم. وقد هيأ الله عز وجل لهذا الميلاد العظيم الجلل حزبًا سياسيا مخلصًا، هو (حزب التحرير) أخلص نفسه ودينه لله عز وجل، وسار معه ثلة ربانية خالصة مخلصة لله عز وجل، ثلة صبرت سنوات طويلة على الحق، ولم تغير ولم تبدل رغم وعورة الطريق، وشدة الرياح، وكثرة المخاطر، وضراوة الأحداث من حوله.

 إن حزب التحرير، ومعه المخلصون من هذه الأمة الكريمة العزيزة، على موعد ووعد من الله عز وجل بعد أن تخطى كل العقبات ومر بجميع المراحل من حمل الدعوة، وبعد أن كشف الله عز وجل – بفضله ومنته – كل القوى الكاذبة المنافقة المضللة ، وبعد أن وصل حال الأمة – في مشارق الأرض ومغاربها – إلى ما وصل إليه… إننا على موعد مع نصر الله عز وجل الناصر المنتصر، القادر المقتدر، الذي بيده مفاتح كل شيء… إننا على موعد مع المشروع العظيم الذي ستشرق له وجه الأرض، وتهلل له كل الكائنات حتى الحجر والشجر والدواب… إننا على موعد مع الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة (مشروع الأمة الحضاري العظيم) فلم يبقَ شيء في طريق هذا المشروع سوى إذن المولى عز وجل ونصره ونصرته، وإنه لكائن بإذنه تعالى. يقول المولى عز وجل في محكم تنزيله: (يُرِيدُونَ أَن يُطۡفِ‍ُٔواْ نُورَ ٱللَّه بِأَفۡوَٰهِهِم وَيَأۡبَى ٱللَّهُ إلَّآ أَن يُتِمَّ نُورَهُۥوَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡكَٰفِرُونَ ٣٢ هُوَ ٱلَّذِي أرۡسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِينِ ٱلۡحَق لِيُظۡهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّين كُلِّهِۦوَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡمُشۡرِكُون ٣٣) التوبة 33، وقال عليه الصلاة والسلام : «إن الله زوى (أي جمع وضم) لي الأرض، فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها» رواه الإمام مسلم،  وقال: صلى الله عليه وسلم «ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين؛ بعز عزيز أو بذل ذليل، عزًا يعز الله به الإسلام، وذلًا يذل به الكفر) رواه ابن حبان في صحيحه.

وقال صلى الله عليه وسلم : «… ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، ثم سكت» رواه الإمام أحمد في مسنده، وستكون هذه الخلافة – بإذنه تعالى – المنقذ لأمة الإسلام أولًا، ولجميع البشر على وجه الأرض بعد ذلك؛ ليقوم العدل والاستقامة، وليتحقق معنى الشهادة والوسطية من قِبَلِ هذه الأمة العظيمة مصداقًا لقوله عز وجل: (وَكَذَٰلِكَ جَعَلۡنَٰكُمۡ أُمَّةٗ وَسَطٗا لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ وَيَكُونَ ٱلرَّسُولُ عَلَيۡكُمۡ شَهِيدٗاۗ وَمَا جَعَلۡنَا ٱلۡقِبۡلَةَ ٱلَّتِي كُنتَ عَلَيۡهَآ إِلَّا لِنَعۡلَمَ مَن يَتَّبِعُ ٱلرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيۡهِۚ وَإِن كَانَتۡ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى ٱلَّذِينَ هَدَى ٱللَّهُۗ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَٰنَكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ بِٱلنَّاسِ لَرَءُوفٞ رَّحِيمٞ ١٤٣).

نسأل الله – العلي العظيم، القادر المقتدر، الرحمن الرحيم، الخافض الرافع، المعز المذل،ـ صاحب السلطان والقوة والجبروت، الذي بيده مفاتح كل شيء… أن يفتح علينا فتحًا مبينًا، وأن ينصرنا نصرًا عزيزًا بـ (الخلافة الراشدة الثانية على مهناج النبوة) نعيش في ظلها أمناء سعداء، ويجعلنا بها شهودًا على الناس حتى تقوم الساعة، ويكون الرسول علينا شهيدًا يوم القيامة..

آمين يا رب العالمين.

الأستاذ محمد علي بن سالم,

عضو لجنة الإتصالات المركزية

CATEGORIES
TAGS
Share This