الإسلام يغير أوروبا

الإسلام يغير أوروبا

الخبر:

“الإسلام يغير أوروبا” كان عنوان مدونة على واحدة من أكبر الصحف الدنماركية الليبرالية تحت القسم الفرعي فيها والذي عنوانه “الصراع الثقافي”. وقد علق صاحب المدونة على التقرير البحثي الذي أعدته مؤسسة بيو، قائلا بأن السكان المسلمين في أوروبا سيتضاعف عددهم قبل عام 2050، وخلص إلى أن ذلك “سيغير أوروبا” إلى حد كبير.

التعليق:

يعبر الكاتب، وهو ليبرالي يميل إلى الإسلاموفوبيا والذي لا يستحق اسمه أن يذكر، عن قلق متزايد بين الأوروبيين الليبراليين. وينبغي للمرء أن يفكر في الصفات المميزة: اليسار والليبرالية والإسلاموفوبيا لم تسر يوما جنبا إلى جنب، ولكنها في أوروبا تفعل ذلك بالفعل. إن الكراهية تجاه الإسلام تتقاسمها الشواهد السياسية، واليسار ليس إلا الوسيلة.

وإلى جانب ذلك فإن العودة إلى النغمة القديمة المتعلقة بالتمثيل الكبير للمهاجرين، جريمة إحصائية، وكيف أنه لا يطيق النظر إلى امرأة ترتدي حجابا أو رجل ملتحيا، أمر آخر يتطرق إلى شيء ذي صلة.

إنه يصف البشر بأنهم ناعمون وهشّون وبحاجة إلى الثقافة والأنظمة لتجنبهم الدمار. ثم يستمر في الادعاء بأن الإسلام والصراع متشابكان ويحاول إثبات وجهة نظره من خلال الإشارة إلى أن العالم الإسلامي حافل بالصراعات، على الرغم من الاعتراف بأن الغرب يلعب دورا أساسيا عبر التدخلات العسكرية الفاشلة (ينقلب اليساريون، فيظهرون متلونين عرفيا، عند مهاجمتهم الإسلام والمسلمين).

هذه المحاولة الكلاسيكية التقليدية لتلطيخ العلاقة بين السبب والنتيجة، وبالتالي إلقاء اللوم على الإسلام في أنه المسبب لجميع الشرور على الأرض. والحقيقة هي أن عدم الاستقرار والفساد والنزاعات المادية في العالم الإسلامي، سببها في المقام الأول هو التدخل والهيمنة الغربية لعقود. إن المشاكل التي يواجهها المهاجرون في الغرب لا تنبع من الإسلام بل هي على العكس من ذلك مشاكل اجتماعية واقتصادية مرتبطة بالنظرة الغربية للنجاح المادي العالقة في أذهان المسلمين.

إن ما يرونه دليلا على الدمار هو في الواقع علامة على أمر جديد أفضل من سابقه. فإذا ما بدأنا، نحن كمسلمين، بأخذ دورنا كسفراء الإسلام جديا، وإذا ما بدأنا نرى أنفسنا بأن لدينا قضية أسمى وأكثر نبلا من مجرد قوت يوم عائلاتنا وبناء بيوت في بلادنا، فسنكون قادرين على تغيير العالم.

إذن نعم، الإسلام سيغير أوروبا والعالم بأسره، ولكن للأفضل مع استقرار ورحمة وعدالة للجميع.

يونس كوك

CATEGORIES
TAGS
Share This