الاتحاد الأوروبي يداري على اتفاقية الهجرة السرية، ويخفيها، والمنظمات المشبوهة تعينه بالتباكي على ضحاياه

الاتحاد الأوروبي يداري على اتفاقية الهجرة السرية، ويخفيها، والمنظمات المشبوهة تعينه بالتباكي على ضحاياه

** أمين المظالم بالإتحاد الأوروبي يؤكد أن اتفاق الهجرة الذي أمضاه قيس سعيد مع الإتحاد الأوروبي تم إخفاؤه و يعتبر اتفاقا سريا.

** تنامى قمع السلطات الأمنية ضد التونسيين المدافعين عن المهاجرين، بعد أن جاءهم الضوء الأخضر من أعلى السلطة، فالرئيس قيس سعيد لم يترك فرصة أو مناسبة إلا وهاجم المدافعين عن المهاجرين إلى حد اتهام بعضهم بـ”الإرهاب”.

منحت تونس اسمها التاريخي القديم “إفريقية” للقارة الإفريقية، وكانت لفترة طويلة بوابة للقارة السمراء وهمزة وصل بين الشمال والجنوب، إلا أن العلاقة بين هذا البلد العربي وامتداده الأفريقي عرفت توتراً كبيراً منذ اعتلاء الرئيس قيس سعيد كرسي الحكم سنة 2019، وزاد هذا التوتر أكثر، بعد انقلاب سعيد الدستوري صيف 2021، وانقضاضه على كل السلطات في البلاد.

أدارت تونس في العهد “السعيد” ظهرها لأفريقيا ونكّلت بأبنائها المقهورين وفق شهادات عديدة المنظمات الحقوقية والإنسانية والمعاينات الميدانية، مقابل حفنات من اليوروهات الممنوحة من إيطاليا والاتحاد الأوروبي، فكانت بمثابة  حارس  الشواطئ الأوروبيّة ومحطة لمحاربة الهجرة نحو شمال المتوسط.

التحرير: بعد أن تظاهرت إيميلي أوريلي، أمينة المظالم في الاتحاد الأوروبي، أواخر أكتوبر الماضي، باتهام الاتحاد بالتقصير في «حماية حقوق المهاجرين الأفارقة « وأنّه كان بإمكان الاتحاد أن يعتمد شفافية أكبر بشأن المخاطر المتعلّقة بانتهاك حقوق الإنسان في تونس حين أبرم اتفاقًا بشأن الهجرة مع سلطة هذا البلد العام الماضي.، عادت اليوم وبعد حوالي شهر لتتدارك موقفها ذاك صونا لبنود تلك الاتفاقية التي لم يكن الاتحاد الأوروبي ليحلم بتحقيق مثل تلك النتائج لخطورة التنازلات التي قدمها الرئيس التونسي للأوروبيين، وما وفره لهم من تحميل بلده عبء ضحايا سياستهم الاستعمارية، مما استدعى إبقاء بنوده مخفية، واعتباره اتفاقا سريا.

ما الذي يخفيه قيس سعيد عن «شعبه»، وما الذي يخشاه؟ ما هو الثمن الذي قُدّم للطرف الأوروبي حتى قبل أن يبقي بنود هذه الاتفاقية سرا؟ ألا يُعلم أن مصير هذه البنود أن تكشف يوما، أم أنها سوف تفقد أهميتها بعد أن تكون مجرد حدث تاريخي؟

إذا كان الفعل السياسي الذي تتوسل به السلطة اليوم رضا الناس، هو محاسبة من كان مسئولا فأخطأ، فلا ريب أنها ستكون في موضع المساءلة يوما ما!!

إلا أن ما يزيد الجرح إيلاما، هو مزايدة خصوم سعيد عليه، حين نظروا إلى قضية هجرة أفارقة جنوب الصحراء على غير صعيد الاستعمار الأوروبي لإفريقيا، وهو الذي جرّ عليهم ترك بلادهم وما حوت من الخيرات، وراحوا يجرون وراء الفتات  واتخذوا من معاناة المهاجرين مطية لهم لرضا الكافر المستعمر عنهم. فلم يقلّ موقف السلطة عن موقف المعارضة سوءا حين جعلوا للكافرين على المسلمين سبيلا!!

CATEGORIES
Share This