الاستعمار: التعامل معه جريمة والتخلص منه فرض

الاستعمار: التعامل معه جريمة والتخلص منه فرض

الوثيقة الفرنسية

أيها الاخوة الكرام، على اثر توقيع وثيقة استقلال تونس، بدت البغضاء من أفواه برلمانيي فرنسا ووزير خارجيتها “كريستيان بينو”، حيث ورد في الوثائق السرية للمداولات البرلمانية التي انعقدت بباريس في  26 من جوان من سنة 1956، الدافع من الحرب الاثمة التي شنتها فرنسا على أهلنا في شمال إفريقيا، وعن حقيقة وثيقة الإستقلال.

 ومما جاء في هذه الجلسة:

  1. يقول أحدهم واصفا الحرب الفاجرة التي شنتها فرنسا ضد المسلمين في تونس والجزائر والمغرب بقوله Notre croisade، أي حربنا الصليبية.

  2. ويضيف اخر: حربنا الصليبية تعتمد على الحرية وعلى القضاء على الدولة الدينية، ويقصد بذلك الدولة الاسلامية.

  3. ويقول ثالث: لقد تم القضاء بالكامل على التنظيم الإداري الموروث عن الحكم العثماني. فلم يعد هناك قايد ولا كاهية ولا خليفة… واستبدلوا بأشخاص دون تقنية إدارية لكنهم قدموا كل الضمانات السياسية ، لأنهم كانوا رؤساء الخلايا الدستورية…

  4. ويقول رابع: فرنسا لها حق التدخل العسكري في تونس ليس من أجل حماية مصالحها الحيوية من ثروات طبيعية فحسب، بل من أجل حرية الاعتقاد…

  5. أما وزير الخارجية الفرنسي: فبعد أن شرح الأسباب الدولية والميدانية التي دفعت فرنسا لإمضاء استقلال تونس والمغرب، شرح للنواب أن ذلك الاستقلال لم يكن إلا في إطار تحالف عسكري وسياسي واقتصادي وثقافي، يضفي الشرعية على التحرك العسكري الفرنسي في المنطقة، ويربط البلاد بالاستعمار، من جميع النواحي السياسية والاقتصادية والثقافية.

  6. ثم يضيف ويقول: كنا محقين في الوثوق ببورقيبة في تونس… لكنه لا يزال الأفضل لحكم تونس من أولئك الذين أصبحوا الآن منافسين له، اللذين يستلهمون حراكهم بشكل مباشر من القاهرة…

أيها الإخوة الكرام هذا غيض من فيض من تلك التصريحات الآثمة التي تبين أن:

-الإجرام الفرنسي الذي فتك بأهلنا في تونس والجزائر والمغرب لم يكن إلا تعبيرا عن حقد غربي صليبي إثم  يستهدف عقيدة المسلمين ودينهم ويريد تركيع المسلمين وإخضاعهم لنظام الغرب الكافر.

– كما تبين تلك التصريحات من أن الغرب لا زال يعيش بيننا ويتدخل في أدق تفاصيل حياتنا من خلال الزمرة الخائنة المجرمة المتآمرة من الحكام والسياسيين والأحزاب العميلة والأعلام المأجور.

من أكابري مجرمي هذا  العصر

وإن من أكابري مجرمي هذا العصر، ممن تعامل مع المستعمر البغيض وطعن الأمة الإسلامية طعنة نجلاء أدت إلى احتلال بلاد المسلمين واغتصاب فلسطين ومهدت لهدم الخلافة، المجرم الشريف حسين، جد العائلة المسماة بالهاشمية التي تحكم الأردن اليوم، الذي وضع يده في يد الإنقليز ضد الخلافة العثمانية.

أيها الإخوة الكرام، إسمعوا ما يقوله الجاسوس الإنقليزي الخبيث لورانس الذي خطط لما يسمى بالثورة العربية في سنة 1917:

 إن نشاط الحسين مفيد لنا، إذ أنه ينسجم مع أهدافنا المباشرة وهي:

1. تفتيت الرابطة الإسلامية

2. وإسقاط الإمبراطورية العثمانية

أيها الإخوة الكرام، هل هناك كلام أكثر وضوحا و صراحة من هذا. وهل يجوز لمسلم بعد ذلك أن يحتفل بعيد استقلال هذا البلد أو ذاك، وأن يرفع رايات دول الضرار التي أنشأها الكافر المستعمر.

إنها جريمة ما بعدها جريمة

جان بول سارتر وصناعة العملاء

أيها الاخوة الكرام، يقول الفيلسوف الفرنسي : « جان بول سارتر » فى تقديمه لكتاب «معذبو الأرض» لكاتبه « فرانس فانون »_ بصراحة واضحة لم نعهدها فى غيره _ عن كيفية صناعة العملاء فى الغرب  ومجال استخدامهم:

 «كنا نحضر رؤساء القبائل وأولاد الأشراف والأثرياء والسادة من أفريقيا وآسيا، ونطوف بهم بضعة أيام في امستردام ولندن والنرويج وبلجيكا وباريس، فتتغير ملابسهم، ويلتقطون بعض أنماط العلاقات الاجتماعية الجديدة، ويتعلمون منا طريقة جديدة في الرواح والغدو، ويتعلمون لغاتنا وأساليب رقصنا، وركوب عرباتنا، وكنا ندبر لبعضهم أحياناً زيجات أوروبية، ثم نلقنهم أسلوب الحياة الغربية… كنا نضع في أعماق قلوبهم الرغبة في أوروبا، ثم نرسلهم إلى بلادهم وأي بلاد!؟ كانت أبوابها مغلقة دائماً في وجوهنا، ولمن نكن نجد منفذاً إليها، كنا بالنسبة إليها رجساً ونجساً، ولكن منذ أن أرسلنا المفكرين الذين صنعناهم إلى بلادهم، صرنا نصيح من امستردام أو برلين أو باريس «الإخاء البشري» فيرتد رجع أصواتنا من أقاصي أفريقيا أو الشرق الأوسط أو شمالي أفريقيا… كنا نقول: ليحل المذهب الإنساني أو دين الإنسانية محل الأديان المختلفة، وكانوا يرددون أصواتنا هذه من أفواههم، وحين نصمت يصمتون، إلا أننا كنا واثقين من أن هؤلاء المفكرين(!!) لا يملكون كلمة واحدة يقولونها غير ما وضعنا في أفواههم».

– أيها الاخوة الكرام، هل هناك تفسيرا أدق من هذا لما تفعله صنائع الغرب وعملاؤه في بلادنا، الذين استمرؤوا الذل والاهانة ورضعوا العمالة وتشربوا الخيانة واستمرؤوا التبعية والخضوع للأجنبي، وكانوا رأس حربة لكل الحروب المعاصرة على الاسلام والمسلمين.

عملاء الغرب من الفئة الحاكمة والسياسيين والمثقفين، اللذين يحتقرون أمتهم ويحترمون الأجنبي ويتقربون منه ويقابلونه بالاهتمام والاحترام ولو كان مستعمرا.

اللذين اداروا ظهورهم لمكة والمدينة، واتخذوا من سفارات الدول الكبرى قبلة لهم.

اللذين تجندوا لتشويه مشروع الخلافة مبعث عز المسلمين ويتحدون الأحكام القطعية.

وهل فهمتم لما وقع عسكرة مناطق الثروات التي تنهبها الشركات الأجنبية

ولما وعد يوسف الشاهد أوروبا بتوقيع اتفاقية الأليكا التي تهدد الأمن الغذائي للتونسيين، ولما وعد صندوق النقد بالتفويت في التفويت في المؤسسات العمومية للأجنبي الغاصب.

إنها العمالة والخيانة.

حرمة التعامل مع المستعمر

أيها الاخوة الكرام  يقول الله عز وجل: ﴿وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً﴾.

ففي هذه الآية تحريم غليظ للخضوع للكافر المستعمر وإعلام وتعليم بأنّ المؤمن الكامل الإيمان لا يصح أن يقع تحت سطوة الكافر ولا يقرّ له قرار ولا يهدأ له بال حتّى يزيل هيمنته.

وإن التحرر الشامل لا يكون إلا بدولة ذات شوكة وهيبة تستند في قرارها على سيادة الشرع وسلطان الأمة دون غيرهما.

أيّها المسلمون في بلد الزيتون:

يا من أطلقتم ثورة هزّت أركان الظّالمين شرقا وغربا…

يا أحفاد المجاهدين والقادة و الفاتحين

يا أحفاد عقبة ابن نافع وطارق ابن زياد

يا أحفاد من رفعوا اللواء وسقوه بأشلائهم وطيب الدماء

لقد أكرمكم الله أن كنتم أول الثائرين على العملاء، فأتموا ثورتكم بالاسلام

أتموا ثورتكم بقلع الاستعمار وأدواته من الفئات الحاكمة والسياسيين المرتزقة والمثقفين المضللين

أتموا ثورتكم بإقامة الخلافة

وهذا ربكم قد وعدكم ووعده حق، فقال: إنا لننصر رسلنا واللذين امنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد.

وهذا رسولكم صلى الله عليه وسلم قد بشركم وبشراه حق فقال: ثم تكون خلافة على منهاج النبوة.

يا تونُسُ الخضراءُ هل مِنْ رِجْعَةٍ

.                وصحائفُ الفَتحِ المجيد تُعادُ

ومواكبُ التحريرِ تهتِفُ عِزَّةً،

.                وتغرِّدُ الأفراحُ والأعيادُ

يزهو اللواءُ وللخلافة راية

.                تهفو لها الأرواحُ والأكبادُ

ولنا على الأيامِ شَمْسُ حضارةٍ

.                وكُنوزُ مَجدٍ ما لهن نَفَادُ

CATEGORIES
TAGS
Share This