تمّ اليوم 2-9-2019 اعطاء اشارة انطلاق حملة الانتخابات الرئاسية من ولاية القصرين وتحديدا من مدينة حيدرة وافتتحت الحملة بعملية ارهابية ذهب ضحيتها عون حرس وطني. وبالرجوع إلى سجل العمليات الارهابية التي حصلت في تونس نجد جلها وقعت تزامنا مع صراعات حول تقاسم كعكة الحكم سواء كانت معلنة ومقننة كالانتخابات أو بعيدة عن الأعين خلف أبواب مغلقة.
فالخلاف حول صياغة الدستور حسمته عملية ارهابية ، وعدم تمرير مشروع قانون تحصين الثورة أغرقته دماء سفكها ارهاب تم استدعاءه على عجل ليجد في ما بعد الذين لفضتهم الثورة انفسهم يتصدرون المشهد السياسي ويحتلون سدة الحكم ومن ثمة تمكنوا من حرف الثورة عن مسارها بعد أن استتب لهم الأمر ولو ظرفيا.
واليوم يبدوا أن هناك من لا يملك حظا في المرور عبر ثقوب الصناديق الخادعة سلك طريقا غير حشد الناس أمام مكاتب الاقتراع وهو طريق سفك الدماء واثارة الرعب في نفوس الناس لينتهي الفصل الأول ببيانات انشائية جوفاء تشيد ببطولة وبسالة رجال الأمن الذين جعلوا منهم وقودا لحربهم المستعرة على الكراسي وقرابين يقدمونها عربون ولاءهم للقوى الاستعمارية التي اتخذت من محاربة الارهاب مطية لبسط نفوذها على بلاد المسلمين وجعلت منه ماردا يأتي على الأخضر واليابس ، تطلقه من قمقمه في أي وقت تراه مناسبا لها ويتماشى مع أجنداتها. وهذه المسألة باتت معلومة للجميع ولا ينكرها إلا ساذج أو متآمر على البلاد وأهلها ، والشيء ذاته ينطبق على انتخاباتهم التي ارادوها أن تكون واجهة بذلوا جهودا في تزيينها عساها تجلب المنخدعين ببريق الديمقراطية الذي هو كبرق خلب لا يعقبها مطر. ويبدو أن واجهتهم فقدت الكثير من جاذبيتها لذا استنجدوا بفرية قديمة جديدة هي الارهاب واختاروا له هذه المرة مدينة حيدرة التابعة لولاية القصرين احدى أكبر المناطق المهمشة.