الاندماجات الحزبية ودعوى الاكراهات الانتخابية

الاندماجات الحزبية ودعوى الاكراهات الانتخابية

مع قرب موعد الانتخابات العامة، المقررة في الثلاثي الأخير من السنة الحالية، تكرر الطبقة السياسية أخطاء انتخابات 2014 التي جرت دون برامج حزبيّة واضحة، سوى العداء المطلق لحركة النهضة، مع التسويق للأوهام والوعود الزائفة، لينهار كل شيء بسرعة عجيبة.

وتعيش تونس اليوم واحدة من أسوأ فتراتها، حيث فقدت البلاد قرارها السياسي وأصبحت رهينة للمؤسسات المالية وانتهكت سيادتها السفارات الأجنبية، وتدهور اقتصادها وفقدت عملتها أكثر من 50% من قيمتها وتآكلت المقدرة الشرائية للناس.

فالأحزاب اليوم تستنسخ نفس أجندات وأدوات انتخابات 2014، مثل الانتهازيّة وثقافة الغنيمة والمصلحيّة واللوبيات ومنهج المؤامرات الدنيئة والتمويلات المشبوهة وشراء الأصوات وتشويه الخصوم.

فالاندماجات الحزبية التي تشهدها الساحة السياسية بين حزب “تحيا تونس” و”حزب المبادرة” ووجود مشاورات مع حزب” البديل التونسي “وحركة “مشروع تونس” التي ستندمج بدورها مع حركة “نداء تونس” شق الحمامات، بدعوى تجميع العائلة السياسية الحداثية، لن ينتج إلا حزبا هجينا، جمعت أطيافه الانتهازية السياسية والظروف المحلية والمصالح الآنية.

ولن تكون نهايته أفضل من حركة نداء تونس، الحزب الفائز في انتخابات 2014، التي شهدت انشقاقات عدة بسبب المصلحية والصراعات الشخصية، إذ انشقت عن الحركة عدة أحزاب، من بينها مشروع تونس وتحيا تونس، بالإضافة إلى نزاع حالي حول التمثيلية القانونية للحزب بين قيادتين، أولى يترأسها حافظ قايد السبسي وأخرى يقودها سفيان طوبال.

إن الطبقة السياسية الانتهازية التي تسيطر على المشهد السياسي اليوم، لا يمكن سحب البساط من تحتها  إلا بوجود أحزاب مبدئية تقوم على أساس الإسلام في برنامجها السياسي وطريقة وصولها للحكم وتكون الرابطة بين أعضائها هو العقيدة الإسلامية الراسخة والثقافة الإسلامية الناضجة المتبناة من طرف ذلك الحزب المبدئي و ليست رابطة مصلحية أنية.

فالأحزاب المبدئية التي تقدم مشروعا حضاريا إسلاميا مخالفا للمنظومة الهجينة الحالية قادرة على انتشال البلاد من التردي السياسي وتقديم بديل سياسي حقيقي نابع من ثقافة الأمة وتراثها التشريعي، وهو ضمن الإمكانات إذا ما أعيد للأمة سلطانها.

د, الأسعد العجيلي

CATEGORIES
TAGS
Share This