التحالف العربي بالقائمة السوداء للأمم المتحدة!
أدرج الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمس الخميس التحالف العربي باليمن في اللائحة السوداء لمنتهكي حقوق الأطفال في مناطق النزاع. وقد سلم غوتيريش لمجلس الأمن الدولي التقرير السنوي لعام 2016 الخاص بالدول وكيانات تمارس انتهاكات ضد الأطفال في مناطق النزاع.
واتهم التقرير قوات التحالف التي تقوده السعودية بقتل وتشويه الأطفال واستهداف وهدم مدارس ومستشفيات في اليمن. كما وجّه التهمة ذاتها للقوات الحكومية اليمنية وتنظيم القاعدة ومليشيا الحوثي، بالإضافة إلى تجنيد الأخيرة واستغلالها الأطفال في العمليات القتالية. (الجزيرة_نت، 06/10/2017)
كم قتلت أمريكا وشوهت من الأطفال والنساء والشيوخ في أفغانستان والعراق… وكم هدمت من المدارس والمستشفيات والملاجئ فيها..؟ وكم قتلت روسيا الحاقدة من أطفال المسلمين ونسائهم وشيوخهم في أفغانستان والشيشان وسوريا التي ما زالت مستمرة لغاية اللحظة وقصفها للمناطق السكنية التي تعج بالأطفال والنساء، ناهيك عن الاستهداف المتعمد للمستشفيات والمخابز وسائر المرافق الحيوية المدنية…؟ وكم قتلت فرنسا من الأطفال في سائر دول أفريقيا…؟ وكم قتلت بريطانيا في شبه القارة الهندية وأفغانستان والعراق وغيرها…؟ وكم قتلت الدول الكافرة الصغيرة من أطفال المسلمين في كافة أنحاء العالم؟ فمن كيان يهود وجرائهم التي لا تنتهي، إلى يوغسلافيا ومذابحها المشهورة في سربرينيتسا التي كانت بغطاء من الأمم المتحدة، وأفريقيا لوسطى ومجازرها المقززة بحق المسلمين… وليس آخرها ما يرتكبه البوذيون المجرمون من مجازر وحرق وتدمير وتهجير وإبادة جماعية…
إن القائمة السوداء الحقيقية للدول التي ارتكبت المجازر والمذابح والتهجير والإبادة والتدمير بكل أشكالها بحق المسلمين؛ أطفالهم ونسائهم وشيوخهم ومدارسهم ومساجدهم…، لا نكاد نحصيها، ومع ذلك لا نسمع غير القلق والشجب والإدانة على استحياء، بل في كثير من الأحيان نجدهم يكافئون المجرمين.
نعم لقد ارتكب التحالف العربي المجازر المروّعة بحق أهل اليمن، ومارس التعذيب والتشريد وكل أشكال الجرائم الوحشية، مما أدى إلى ما نشاهده من كوارث وانتشار للكوليرا وغيرها من الأوبئة… ولكن لا ننسى أن تأسيسه كان بأمر الدول الاستعمارية، أمريكا وبريطانيا، في إطار صراعهما القذر على اليمن، وما هو إلا أداة رخيصة بيد تلك الدول، تأمره فيفعل وتنهاه فينتهي! فالواجب ليس فقط وضع تلك الدول على القائمة السوداء الشكلية، التي لن تفعل أي شيء ذي تأثير على من تشملهم, وليست “قائمة العار” التي وضعت الأمم المتحدة فيها كيان يهود عام 2014، عنا ببعيدة، وها هو كيان يهود مستمر في جرائمه…
إنه لن يخلص المسلمين، بل كل المستضعفين في الأرض، من كافة الجرائم التي تمارس بحقهم سوى الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، وسوف تؤدب كل من سولت له نفسه بإلحاق أذى ولو كان بسيطا بحق المسلمين وأرضهم وثرواتهم، ولن يكون هذا بعيدا بإذن الله، ﴿اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ وَارْتَقِبُواْ إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ﴾.
شاكر عبد الله