الجزائر: بقاء بوتفليقة أو زواله، ليست هي القضية

الجزائر: بقاء بوتفليقة أو زواله، ليست هي القضية

سواء اتسعت دائرة الرافضين لبقاء الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة على رأس السلطة في الجزائر حين طالت قائمة الموقعين على ضرورة إقالته بعد غيابه عن الأنظار منذ مطلع العام, وبعد أن أقعد على كرسي متحرك جرّاء إصابته بجلطة دماغية حتى أثرت على قدرته في النطق والحركة، وجعلته عاجزا عن القيام بمهامه كرئيس للبلاد. وذلك بانضمام المثقفين وذوي المكانة في البلاد إلى زمرة السياسيين المعارضين لحكمه والمنادين بإقالته ك”جلالي سفيان” رئيس حزب الجيل الجديد أو “أحمد آدمي” مسؤول الاتصالات في حزب طلائع الحريات بزعامة رئيس الوزراء الأسبق علي بن فليس، فقد أوردت صحيفة “الوطن” الناطقة بالفرنسية الخميس الفارط، أن ستة من الجامعيين والمثقفين الجزائريين وهم علماء الاجتماع محمد هناد وعيسى قادري ورتيبة حاج موسى والمؤرخ دحو جربال والكاتب مصطفى بن فوليد والصحافي شريف رزقي ب” طالبوا بانتخابات رئاسية مبكرة في الأشهر المقبلة”.وهؤلاء الستة يعتبرون من بين الملتحقين بمجموع المنادين بتفعيل الفصل 102 من الدستور واعلان عجز بوتفليقة عن الحكم.

وكذلك، نشرت عريضة على الانترنت تدعو المجلس الدستوري إلى “التثبّت من المانع” الذي يحول دون أداء الرئيس مهامه بسبب ظروفه الصحية، كما ينُصُّ على ذلك الفصل 102. وكانت انطلقت في أواخر أوت الماضي حملة في هذا الصدد تصدرها حزب “الجيل الجديد” المعارض.

 أو دافع الوسط الحاكم في الجزائر عن رأس السلطة حين هاجم رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح خصوم بوتفليقة حيث قال “بعض الأصوات النشاز التي راحت تطالب في خطاباتها بتفعيل أحكام محددة من الدستور، لكنها ترمي في الواقع للترويج لتأويلات خاطئة صادرة عن أمزجة أصحابها، أفكارهم نابعة من رغبات ذاتية غير بريئة”.

   سواء كان هذا الرأي وذاك صائبا أو داحضا في الحالة الصحية للرئيس عبد العزيز بوتفليقة فإن الوسط السياسي في الجزائر قد انحط عن الصعيد الحقيقي للقضية الرئيسية التي تشغل أهل الجزائر والتي هي سبب كلّ بلاياهم ومآسيهم: النظام الذي ابتلوا به منذ عام 1830 تاريخ انتصاب الإحتلال الفرنسي واقصاء الإسلام عن حياتهم وإشغالهم بشيخ مريض هو هامة اليوم أو الغد

إن كل النخب السياسية في الجزائر، إلّا من رحم الله، لتعلم أن مشروعيتها في السلطة ليست إلا زيفا, سواء كانت حكومة أو معارضة, فهم يعلمون أنهم لا يستندون إلى جمهور الناس كما يدّعون, فضلا عن أن سلطتهم ليست من الله في شيء, وان الشعب أوعى من أن يرتضي بأمثال وزيرة التربية نورية بن غبريط التي ألغت البسملة من الكتب الدراسية واقترحت تدريس اللهجة الدارجة بدلا عن العربية الفصحى, أو بوزراء أغلبهم يتلقى الأموال سُحتا من مدراء الشركات الكبرى الفرنسية والأوروبية المنتصبة هناك..

فممارسة السياسة عندهم لا تتعدى توريد سقط المتاع من تجارب غربية لم تُورد متبعيها غير المهالك, وكُنهُ القيادة عندهم يختصر في الوفاء للمحتل الانجلو فرنكوفوني، الضامن الوحيد لسلطانهم، والحيلولة دون تحول المِقود إلى يد وصي آخر على البلاد, أو إلى صاحب حق من أهل البلد يريد استردادها. فمن أين يأتي الخيرُ للجزائر؟

الخير كلّ الخير للجزائر وأمة  الإسلام بأكملها  مخزون في قول القائل: “لَايصلح آ خر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها” نظام رب العالمين الذي ارتضاه لعباده واتم به نعمته عليهم.

     فشهادة أهل الجزائر على حتمية التغيير في بلادهم واضحة  وسيشرحها الواقع قريبا, ويفسرها للعيان الذي تحجبه بضعة ألسنة كاذبة ومجموعة أياد ظالمة, فكما استقامت هذه الأمة  في مراحلها الأولى على هدي القرآن, وعلى هدي من أنزل على قلبه القرآن فبينه  , وبلغه وحكم به  , وأحكمه في النفوس المؤمنة حتى هنأت به وعاشت النهضة في أرقى أشكالها: وهم على العهد مع الله في نصرة دينه وانتصارا لعباده المؤمنين

إن الجزائر التي يعتّم عليها الخونة بظلام الرأسمالية قهرا, تبقى الجزائر المنورة, بشهدائها ورجالها,   لا يجوز أن تترك بين أيد عابثة تصرف انتباه أهلها عن أصل قضيتها شرع ربها وحصره في وجود رئيس بقي أو زال.

عبد الرؤوف العامري

CATEGORIES
TAGS
Share This