الحل كل الحل في الإسلام لا في مؤسسات الفكر الأمريكي
الخبر:
أشرف رئيس الحكومة التونسية السيّد الحبيب الصيد، صباح الأربعاء 27 نيسان/أبريل 2016 بقمرت، على افتتاح الندوة الدولية التي تنظمها مؤسسة “كارنيغي للسلام الدولي«Carnegie Endowment for international peace» بمناسبة إطلاق تقريرها الجديد حول الواقع الاقتصادي والاجتماعي الراهن في تونس والآفاق المتاحة لتطويـره.
وتضمنت الدراسة الأمريكية المعمقة حول الوضع الاقتصادي في تونس قسما أولا يتضمن تشخيصا موضوعيا للواقع الأمني والسياسي والاجتماعي والاقتصادي.
وقد أدرج في القسم الثاني من الدراسة حلولا لمساعدة تونس على تجاوز الصعوبات فيما تتوجه مؤسسة الفكر الأمريكية في الجزء الثالث من الدراسة بنداء للاتحاد الأوروبي والبلدان الخليجية وكل من يهمه الاستثمار في السوق التونسية إلى الاطلاع على نتائج هذه الدراسة.
التعليق:
تواصل الحكومة التونسية انتهاجها لمنهج العمالة والتبعية العمياء، وتواصل استثمارها في كل ما هو فكر غربي غريب عن هذه الأمة الإسلامية، همها الوحيد مزيد من التقرب وإرضاء المسؤول الكبير وإن كان ذلك برهن البلاد أو حتى بيعها إن لزم الأمر.
حيث تعتبر مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، التي خلعت أبوابنا وجاءت لتدلو دلوها في تفاصيل شأننا الخاص، من أهم معاهد الفكر الأمريكي، موازاة بمعهد بروكينجز.
وتعمل أمريكا، العدو الأول للإسلام، من خلال أبحاث وتحليلات هذه المراكز على توجيه وقيادة صانعي السياسات والقرارات، وخاصة في الدول النامية، وبالتالي تُصنع قرارات هؤلاء، بشكل أو بآخر، بناءً على توجيه هذه المراكز.
وتحبك تحليلات هذه المعاهد بطريقة غاية في الحرفية والإقناع ومكتوبة بأسلوب مميز وصياغات عالية الإتقان وتبدو في ظاهرها متقدمة في الوعي البحثي المحلي، وصادمة له، أما الحقيقة فهي أنها أبحاث وتقارير تتستر بواجهة علمية بحثية بينما هدفها يتصادم مع العالم الإسلامي ويتناغم مع الليبرالية المتوحشة، كما أنها تقوم على المغالطة وعلى تزوير الحقائق والوقائع لتؤسس لاحقا موقفا أيديولوجيا صارخا، وبعدها تأتي مرحلة العمل على الأرض تمهيدا لغزو فكري واقتصادي يدعمه وعي محلي مساند.
وختاما نقول إن معهد كارنيغي الدولي للسلام كغيره من المؤسسات الدولية غير الحكومية شكلا وتعريفا، والحكومية تمويلا وتوجيها، هي في حقيقة الأمر وسيلة ناجعة للتدخل في الشؤون الداخلية للدول ووسيلة فعالة لتضليل الأمة الإسلامية عن منهج الوحي، منهج رسول الله e في التغيير، من خلال أسلوبها المعتمد (صناعة الأزمة – صناعة رد الفعل – صناعة الحلول)، فإذا أردت أن تسيطر على الشعوب بالحرب مباشرة ستوصف بالفاشية وسترفضك الشعوب، أما إذا اعتمدت على ثلاثية التصنيع تلك فيمكنك التحكم بالأمم ببساطة لتنفذ ما تريد. ولكن يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.
ممدوح بوعزيز