الخلافة هي التي ستقيم الإسلام وتقلع الإستعمار وتنقذ البشرية
الحمد لله رب العالمين, الحمد لله معز المؤمنين, الحمد لله مذل المشركين فالحمد لله ثم الحمد لله ثم الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وخاتم النبيئين, من بعث رحمة للعالمين ومقيما أركان دولة الإسلام العظيم, أسوتنا وقائدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم.
بسم الله الرحمان ” إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4) وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَىالَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِين (5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِيالْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُون”
يريد الكافر المستعمر, يريد فرعون وهامان هذا الزمان أن يقفوا حائلا دون عودة الخلافة الإسلامية فهاهم يستضعفون دعاتها وهاهم يذبحون أبنائنا ويستحيون نسائنا وهاهم يعملون ليلا نهارا لإجهاض ثورة الأمة فيخططون ويمكرون لكي لا تقلع نفوذهم و تطيح بأنظمتهم. و لكن هاهي أمة الإسلام في الميادين,هاهي في الجزائر والسودان والشام وغيرهم تريد التحرر والإنعتاق, تريد إسقاط أنظمة الفساد والمفسدين, تريد العيش للإسلام وبالإسلام. والله رب العالمين يريد أن يمن على الذين استضعفوا في الأرض ويمكن لهم ويجعلهم أئمة و يجعلهم الوارثين. فثورة الأمة ليس لها طريق إلا كسر إرادة المستعمر وإقامة إرادة المسلمين.. قلع الإستعمار وإقامة الخلافة على منهاج النبوة.
إخواني,أسقط الغرب دولة الإسلام, دولة الخلافة فغابت الرعاية وحضرت الجباية وغاب العدل وحضر الظلم والجور وغاب السلطان وساد العملاء الرويبضات المغتصبون, سقطت الخلافة فغابت الشريعة الإسلامية وحضرت الدولة المدنية العلمانية.
نعم أسقط الغرب الكافر دولة الخلافة و أقام مكانها الدولة المدنية التي تقوم على أساس فصل الدين عن الحياة, عقيدة الغرب التي تخالف عقيدة المسلمين فكانت دولة تعارض بل تحارب الإسلام فهاهي في تونس تدعو إلى المساواة في الميراث وتلاحق حفظة القرآن وتضيق عليهم في تعد صارخ على مقدسات ديننا وحرب واضحة على أحكام الإسلام العظيم وهاهي في بلاد الحرمين المقدسة تفتح المسارح وتبيح الفساد والإفساد مثل غيرها من أشباه الدول التي استكبرت على شريعة الإسلام وضاددتها.
إخواني إن الدولة المدنية جعلت التشريع للمجالس النيابية والبرلمانية وأسست لدساتير علمانية فأعرضت عن حكم الله وهانحن نرى هذه المجالس في بلادنا وغيرها جسورا لعبور القوانين الغربية الرأسمالية الحاقدة على كل ماهو إسلامي. إن الدولة المدنية التي وضعها الاستعمار اغتصبت سلطان المسلمين ونصبت عليهم حكاما يأتمرون بأمره وينتهون بنهيه, موظفون لديه لا يملكون من أمرهم شيئا وما الانتخابات التي ينظمونها ويدعون إليها في تونس وغيرها إلا لتثبيت عروش الطغاة وليست إلا أداة للإبقاء على النظام الرأسمالي فوق رقاب الأمة.
إن الدولة المدنية هي دولة الإستعمار فتحت البلاد على مصراعيها للمخابرات الأجنبية وسفارات الدول الغربية التي تكيد بالمسلمين, وسلمت أمن البلاد و ثرواتها وإقتصادها للشركات الرأسمالية الكبرى تنهب الأرض وتمتص الدماء بعقود واتفاقيات آثمة خبيثة وما اتفاقية التبادل الحر والمعمق والشامل مع الاتحاد الأوروبي ( آليكا) إلا خير دليل وشاهد على بيع البلاد للإستعمار.
أيها الحضور الكريم إن الغرب الكافر المستعمر أسقط دولة المسلمين وأقام على أنقاضها كيانات هزيلة دويلات مدنية لم تقم الإسلام وسلمت البلاد له فأذاقت الشعوب الويلات. سقطت الخلافة وحكمتنا الدول العلمانية فأصبحنا نرى المشانق تسدل للأبرياء في مصر والقتلى تتساقط في سوريا بالآلاف والقدس ينادي ولا من مجيب.. سقطت الخلافة وحكمتنا الدولة المدنية فمات الرضع في مستشفيات تونس وتساقطت البراميل المتفجرة على رؤوس إخواننا في الشام وغزة واستحيت النساء وقتلت الأطفال وقهر الرجال.. سقطت الخلافة وأقيمت الدولة المدنية العلمانية فأصبحت الشعوب الإسلامية بل والبشرية جمعاء تعاني جور النظام الرأسمالي وهاهي تنادي بالتغيير ليس في بلاد الإسلام فقط بل نرى الجموع في فرنسا قد ثارت على نظامها وأسقطت قيمته.
بسم الله الرحمان الرحيم ” فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ”23) وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ (124)
إخواني سقطت الخلافة وقامت الدول المدنية فأعرضت عن ذكر الله ولم تقلع الاستعمار فأذاقت الشعوب الضنك والويلات.