يمتلك السودان مقومات زراعية هي الأكبر في المنطقة العربية، بواقع 175 مليون فدان صالحة للزراعة، إضافة إلى مساحة غابية تقدر بحوالي 52 مليون فدان (الفدان يعادل 4200 متر مربع).
ويتمتع السودان بـ 102 مليون رأس من الماشية، متحركة في مراع طبيعية، تُقدر مساحتها بـ 118 مليون فدان، فضلا عن معدل أمطار سنوي يزيد على أربعمائة مليار متر مكعب.
وتقدر الأراضي الزراعية المستغلة في السودان حاليا بنحو 40% من جملة المساحات المتاحة للزراعة.
وعلى غرار الموارد الزراعية والحيوانية تمتلك السودان عديد الموارد غير المستغلة، بالشكل الكافي مثل الذهب والحديد والبترول حيث تقدر الإحصائيات الاحتياطي النفطي في السودان بحوالي مليار ومائتي مليون برميل معظمها من الجنوب والغرب، وخاصة بإقليم دارفور الذي يطفو على بحيرة من البترول. ومحزون هائل من اليورانيوم بإقليم دارفور بجنوب السودان. كما توجد بها كميات كبيرة من الذهب والنحاس والكروم والرخام والجرانيت. وقد بلغ إنتاج الذهب العام الماضي 105 أطنان, شكَل التعدين الأهلي منه 80%، وفق إحصائيات حكومية.
يضاف إلى كل هذه الثروات الطبيعية والخيرات الهائلة الموقع الاستراتيجي للسودان، حيث تعتبر السودان البوابة الشمالية لوسط وجنوب أفريقيا. كما أنها تطل على البحر الأحمر بساحل يبلغ طوله حوالي 720 كيلو متر. وقد تفطن الغرب إلى خيرات وثروات السودان من زمن ليس بالبعيد فزادت أطماعه في أن تكون ثروات من نصيبه, فبدأ في تنفيذ مخطط لتفتيت السودان وشغله بالحروب الأهلية لإضعافه وإحكام السيطرة عليه وعلى ثرواته، وحصل ذلك بإيجاد أعوان في الداخل مكنوا الغرب من تقسيمه وفصل جنوبه عنه ليحرم أهل السودان من مقدراته ويرغد فيها الغرب الاستعماري بشركاته المتكالبة على كل شبر من بلاد المسلمين.
ويعد انفصال جنوب السودان بداية الأزمة الاقتصادية، بعد فقدان السودان 75% من موارده النفطية التي تعد مصدر 80% من موارد النقد الأجنبي و50%من إيراداته العامة.
هذه الثروات لم تستغل على مدى أكثر من ستة عقود عقب انتهاء الاحتلال العسكري الإنجليزي عام 1956. وبقيت البلاد تحت النفوذ المباشر للاستعمار الغربي بشقيه الانجليزي والأمريكي الذي سلط عليها حصار اقتصاديا وفرض عليها مؤسسات ناهبة, وأخرى تثير الفتنة والاقتتال كلما أراد أهله الالتئام. إذ بلغ الدين الخارجي 56 مليار دولار حتى نهاية العام الجاري.
واليوم تحاول جماهير الواعين على حالهم من أهل السودان الخروج في مسيرات للتحرر من القبضة الغربية على البلاد بإزاحة حكامها الحاليين الذين بان لهم تواطؤهم مع من يسلب قوتهم ويعمل على إرغامهم على السكوت والخوف من البطش الذي سيلقونه منه اذا ما انتفضوا, ولكن إرادة الله في تحريك سننه نحو الأمام دفعت الكثيرين من شعب السودان نحو الشوارع ليتحدوا البشير إلى اليوم رغم محاولات السلطات الأمنية تخويف الحشود الثارة بقوة السلاح, فقد بلغت في مسيرها قصر الرئاسة وما مصير البشير إلا كمن سبقوه ممن تعنتوا وتمادوا في إهانة المسلمين: الخلع من الحكم وخزي الدنيا وعذاب الآخرة.