الشرق الأوسط عام 2017 ونظرة الغرب لساكنيه
في دراسة قامت بها مؤسسة بروكينغز (Brookings Institution) وهي واحدة من أقدم مؤسسات الفكر والرأي في الولايات المتحدة وحسب تقرير لجامعة بنسلفانيا عام 2012 فقد حازت المرتبة الأكثر تأثيرا من الناحية الفكرية في العالم
تتمحور الدراسة حول المتغيرات في العالم الإسلامي وخاصة دول الربيع العربي وما حولها والتي أطلقها هذا المعهد تحت عنوان “الشرق الأوسط عام 2017” ويلقي الضوء فيها على المتغيرات الحالية وما سيؤول إليه الحال مستقبلاً.. الرابط للموضوع الأصلي:
https://www.brookings.edu/research/the-middle-east-2017/
*في العراق: سيبقى رئيس الوزراء العبادي عاجزا على القيام بإصلاح النظام السياسي المشلول في العراق و هناك اتفاق بين المتحدثين أن جنون الحروب الأهلية والإرهاب واللاجئين والتطرف هي التهديدات الأشد على السلام في المنطقة والعالم…والرد على هذا ينبغي أن يأتي من الحكومات الأوروبية والعربية…خصوصا إذا ألزمت الولايات المتحدة نفسها في محاولة انهاء المشاكل (أو حتى إدارة) الشرق الأوسط … الحل السياسي يتطلب ما لا يقل عن حلول جزئية للمشاكل الأمنية في البلاد، وخصوصا صعود الميليشيات الطائفية والعمل على حل المشاكل كنزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج…في حين هناك تأييد لفكرة الخدمة العسكرية الوطنية في العراق، حيث بذلك تستطيع القوات المسلحة أن تحل محل الميليشيا الموالية للحكومة…….
*وفي سوريا: الولايات المتحدة بحاجة لسياسة ثابتة على المدى الطويل، وليس فقط مكاسب تكتيكية فورية، وبحاجة لدعم ظهور حكومة مستقرة في سوريا. لكن هناك عدد من النتائج المحتملة للحرب…نصر عسكري للأسد… أوقيام دولة إسلامية… وهي أكبر مشكلة…. إن متوسط مدة الحرب الأهلية مع التدخل الأجنبي هي 10 سنوات ونصف السنة، مع مفاوضات جادة في السنة الثامنة، وهي مدة تميل إلى الارتفاع عندما تكون هناك فصائل عدة كما هو الحال في سوريا……..
*في اليمن: هناك شبه اجماع على أن الحرب في اليمن ما زالت مبهمة، حيث يبدو أن الحوثيين لديهم اليد العليا، بسبب الكم من الدعم الذي يتلقونه من إيران. أما فصيل الحكومة المدعومة من السعودية الرئيس عبد ربه منصور هادي فيسعى لتخليص صنعاء واستعادتها للحكومة الوطنية الشرعية الرئيس السابق علي عبدالله صالح يتطلع لاستعادة السلطة، وتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، يتطلع أيضاً إلى استغلال الفراغ الأمني…هناك عدد من الاحتمالات التي قد تنهي الحرب. الخطوط العريضة هي لوحة من أربعة أشكال: النصر العسكري والاحتلال الأجنبي وتسوية عن طريق التفاوض والتقسيم…النصر العسكري النهائي هو الأقل احتمالا، لأن كلا الطرفين لديه الدعم الأجنبي وقواعد صلبة من الدعم المحلي فلا توجد فرصة لأحد باحتلال البلاد…لهذا فإن طريق التفاوض يبقى هو الحل الأنجع والأكثر احتمالا، ولكن كما هو الحال في سوريا، تدخُّل القوى الاجنبية ووجود فصائل عديدة تشير إلى أن اليمن يمكن أن يقطع شوطا طويلاً بانتظار الحل. ووجود الأسلحة بين السكان في كل مكان يتطلب آليات تضمن لكل الأطراف الالتزام بالهدوء، كقوة لحفظ السلام…….
*في السعودية: لقد لوحظ أن هناك قسماً من الجيل الصاعد، مع العديد من الشباب السعودي الذي تذمر من الحكم الديني الصارم، يصل حتى لمرحلة المتمرد. الحكومة السعودية بشكل عام لا تزال حذرة من قبل الإسلاميين لأنها تشكل في نهاية المطاف تهديدا لشرعية النظام الملكي. المملكة العربية السعودية لديها مكانها في البيئة الجيوسياسية المتغيرة بسرعة. إن انهيار أسعار النفط حتما تؤثر سلبا على المملكة…ومع ذلك، فإن أكبر قلق داخلي للمملكة هو عدم التأكد ممن سيخلف الملك سلمان عقب وفاته كما أن العائلة المالكة سوف تعيش خطوة غير مسبوقة بنقل السلطة إلى جيل جديد…….
*وفي إيران، فإن مستقبل العلاقات الدولية مع إيران وتدخلها في المنطقة يمكن أن يتغير بشكل جذري بعد مايو 2017، هناك توجهاً عاماً نحو إعادة انتخاب روحاني بالرغم من جهود المحافظين الإيرانيين والفصائل المتشددة للتوحد ضده. وعلاوة على ذلك، روحاني في فترة ولايته الثانية سيركز على الأرجح على الإصلاح الاقتصادي…….
*أما موقف روسيا فإنه مليء بالتناقضات فقد سعى بوتين لتقوية العلاقات مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنجامين نيتنياهو في الوقت الذي يواصل علاقاته القوية مع إيران. كما أنه يحافظ على العلاقات مع الأكراد من جهة ومع الرئيس التركي من جهة أخرى، يقيم علاقات جيدة مع كل من فتح وحماس، وله علاقات مع كل المعارضين والمؤيدين للولايات المتحدة!.فكيف يمكن لبلد أن يستفيد من زراعة العلاقات مع جميع الجهات الفاعلة المختلفة؟ إنها تسعى لاستراتيجية تؤدي لشك كل الجهات بها… ومن الملاحظ أنه بمجرد وصول الشرق الأوسط لأية حالة من الاستقرار، فإن النفوذ الروسي يتبخر إلى حد كبير…….
*وأما موقف أمريكا، فإنها لا تزال أقوى قوة في المنطقة، وعندما تكون مستعدة لاستخدام الجيش والموارد الاقتصادية والدبلوماسية، يمكن أن تفعل الأشياء التي لا يمكن لقوة أخرى فعلها…وتغيَّر نهج الدول معها، ففي الماضي، كانت الدول تتبع عادة خطا أمريكا أو تفعل شيئا – ثم تعتذر من واشنطن للقيام بما لا يريدون. ولكن هذه الدول الآن لا تعتقد أن لديها القدرة أو الفضاء السياسي لتحقيق مصالحها بمعزل عن الولايات المتحدة…….) انتهى
التعليق :
هكذا ينظر الغرب إلى العالم الإسلامي وكأنه منطقة مليئة بالإضطراب، ساحة كلها تعقيدات من جهات مختلفة من الذين يدعون أنهم يحاولون علاج الأمراض، ولكن محاولاتهم لا تنتج إلا المزيد من الحماقات. ثم كيف ستجعل أمريكا من الشرق الأوسط منطقة هادئة وآمنة ومستقرة تضخ النفط والخيرات لها ولحلفائها كالبقرة الحلوب؟
نقول لهم هيهات إن هذه المنطقة ما عاشت عدم الاستقرار إلا عندما أصبحت شرق أوسط للغرب! وأنها لن تنعم بالهدوء والاستقرار إلا بعد أن تعود للحكم بالإسلام في ظل نظام الخلافة. وإن الجهود الأمريكية ليست إلا لبذر الفرقة فوق الفرقة ولتأجيج نار الحروب فوق النار الحالية. وأن الربيع العربي لن يُزهر ولن يصل إلى غاياته إلا إذا أصبح ربيعاً إسلامياً يتطلع للسماء ويهدف لرضوان الله تعالى. ]وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ[