الصراع الدولي على ليبيا يطفو على السطح من جديد

الصراع الدولي على ليبيا يطفو على السطح من جديد

استقبل وزير الشؤون الخارجية خميس الجهيناوي, الخميس 24 ماي 2018, بمقر الوزارة رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا خالد المشري الذي يزور تونس للمرة الأولى منذ انتخابه في شهر أفريل الماضي. وقال الجهيناوي، إن “الانتخابات هي أفضل السبل لإيجاد حل في ليبيا”, وذكر أن “التهيئة لانتخابات عامة رئاسية وبرلمانية في ليبيا” كانت إحدى نقاط “خارطة طريق” جديدة بشأن ليبيا اعتمدتها الأمم المتحدة في شهر سبتمبر 2017، بعد اتفاق الصخيرات الموقع في ديسمبر 2015 برعاية الأمم المتحدة، والذي تمخضت عنه حكومة السراج التي تسيطر على بعض مناطق الغرب الليبي بما فيها العاصمة طرابلس.

ويأتي هذا اللقاء بعد الاجتماع التشاوري الرابع الذي جمع يوم 21 ماي الجاري بالجزائر وزراء خارجية تونس والجزائر ومصر، وبعد المقترحات الفرنسية التي طرحت مؤخرا على ليبيا فيما يتعلق بإجراء انتخابات في البلاد. كما يأتي هذا اللقاء بالتوازي مع تحركات عسكرية يقوم بها خليفة حفتر المدعوم أمريكيا للسيطرة على مدينة درنة، أخر قلاع الشرق الليبي.

ويظهر أن الصراع يحتدم من جديد بين الدول الكبرى للسيطرة على ليبيا، من خلال عملائهم، فحفتر المدعوم أمريكيا يسعى للسيطرة عسكريا على أخر ما تبقى من الشرق الليبي حتى يفاوض من موقع قوة قبل السير في أي حل سياسي، في حين تسعى تونس والجزائر بدعم حكومة السراج المنبثقة من اتفاق الصخيرات والمدعومة من بريطانيا، وذلك بالترويج للحل السياسي برعاية الأمم المتحدة. أما فرنسا التي استطاعت أن توجد لها موطأ قدم في الجنوب الليبي عن طريق قبائل التبو الذين تدعمهم ضد  قبيلة “أولاد سليمان” المدعومين من حفتر عميل أمريكا المخلص، فإنها تسعى لتوسيع نفوذها من خلال الحل السياسي وتحت إشراف هيئة الأمم.

وتبقى مسؤولية التصدي لهذه المخططات على عاتق الشعب الليبي والقوى الحية فيه. فالشعب الليبي بقواه الحية وحده القادر على إفشال مساعي الدول الكبرى في السيطرة على ليبيا ومقدراتها، وجعل هذه القوى المعادية يوّلون الدُّبر، وذلك إذا ما تحركت سريعا في عملية تجميع للقوى ونبذ الفرقة والاعتصام بحبل الله تعالى، فالدول الاستعمارية تنجز مشاريعها على أكتاف العملاء والأغبياء من أبنائنا. ونحن نستصرخهم أن الوقت أصبح مناسبا لقلع النفوذ الأجنبي وأدواته المحلية.

د. الأسعد العجيلي

CATEGORIES
TAGS
Share This