عبرت المنظمة التونسية للتربية والأسرة عن استنكارها لما وصل إليه المشهد الإعلامي التلفزي التونسي خلال شهر رمضان من بث لبرامج منافية للتربية السليمة وتساهم في تدمير الأسرة التونسية.
ودعت المنظمة المؤسسات الدستورية للدولة والمجتمع التحرك لاتخاذ ما يتحتم من تدابير لإيقاف هذا النزيف الإعلامي التلفزيوني في مجتمع أصبح على قاب قوسيْن أو أدنى من التفكك التام الانهيار على حد تعبير البيان.
وجاء هذا البيان في ظل غليان شعبي ضد الإعلام المرئي التونسي، الذي يشهد حالة من التسيب وصلت حد ضرب المفاهيم الإسلامية والقيم الأخلاقية دون ادنى احترام للشعب التونسي المسلم.
أفلام هابطة، ومسرحيات هزيلة، وسيناريوهات رديئة وضيوف على المقاس، ورسائل ومشاكل لا تهم الشعب، واستماتة في تسويق مصالح استعمارية بدعوى اكراهات الواقع وشعار ليس بالإمكان أكثر مما كان.
قسم عريض من وسائل الإعلام انخرطت في الثورة المضادة، ويتصدر المشهد الإعلامي اليوم من كان ينفذ أجندات النظام القديم ويدافع عنه بشراسة؟
ولنا أن نتساءل لماذا لا يتصدى الإعلام بالكشف والتوجيه لعزم الحكومة توقيع اتفاقية الأليكا التي ستؤدي إلى تدمير القطاع الفلاحي وتعريض الأمن الغذائي التونسي للخطر، ولماذا يتصدى الإعلام لكل حراك شعبي يستهدف استرجاع الثروات التونسية من الشركات الأجنبية.
إنها التبعية المقيتة للغرب وانحياز لمصالحه وحضارته، فالإعلام في بلادنا موجه من القوى الغربية وأدواته المحلية، تشن حربا خبيثة ضد الإسلام وأهله، وتعتمد التضليل أو التعتيم أو تلميع جانب وتشويه جانب آخر ولفت الأنظار إلى جانب وصرفها عن جانب آخر مهم، وتستخدم السينما والبرامج والمسلسلات التلفزيونية لتلعب دورا مؤثرا في تشويه المفاهيم الإسلامية والترويج للحضارة الغربية.
إن الواجب على الإعلام أن ينحاز إلى مبدأ الأمة وقضاياها المصيرية، فيعمل على نشر الفضيلة بدل الرذيلة، ويكشف مخططات الاستعمار وأدواته المحلية وليس الترويج لنهجه وتبرير سياساته.
قال تعالى ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾