المهدية, أولاد الشامخ: إضرام نــار.. واحتجاج
على اثر قيام احد شباب منطقة أولاد الشامخ معتمدية السّواسي من ولاية المهدية ـ بإضرام النّار في جسده أمام مركز حرس المكان يوم الأحد 19 نوفمبر 2017 ، ووفاته يوم الجمعة 24 نوفمبر 2017 ، قام أهالي المنطقة بالاحتجاج على إهمال السلطة وعدم عنايتها بالمنطقة وذلك بقطع الطريق المؤدي إلى القيروان على مستوى مفترق سيدي الهاني أولاد الشامخ.
التّحرير واكبت الأحداث واتّصلت بأهالي محمد آمن لمواساتهم في مصابهم وتواجدت على عين المكان, وباستفسارنا مع المحتجّين الذين أوضحوا أنّ حالهم لا يزيد عن حال محمد آمن وهم متألّمون لأوضاعهم المزرية والبطالة واليأس الذي ينتابهم وقد سئموا حالهم وضاقت الدّنيا في أعينهم.. شباب بشهائد عليا وطاقات ولاّدة يجدون أنفسهم في غياهب النّسيان تكبّل جهودهم ويرغمون على أن تداس كرامتهم, ومنهم من يضعف فيفكّر في الانتحار.. مآسي لا تعيشها منطقة أولاد الشامخ فقط بل شهدت بها ولا تزال حركات احتجاجية عمّت كامل البلاد, وتواصلت حتى يومنا هذا, هي نتاج نظام ديمقراطي رأسمالي غربي أرخى بفساده على كلّ شعب تونس..
توجّه شباب أولاد الشّامخ نحو ما ملكت أيمانهم من وسائل التعبير عن سخطهم عما يلاقونه من ضيم، ورأوا أنّ قطع الطّريق بحرق العجلات المطّاطية ووضع حواجز قد يشفي غليلهم وحرقتهم على أوضاعهم.. لكن ركبهم يفقد القائد الحكيم.. فسرعان ما تتحوّل حركتهم وكالعادة تُفتك بشكل أو بآخر, ولا يتحقق من مطالبهم ولو العشر, ما هكذا يتغيّر الحال.. يعطّل المواطن ولا من مجيب, غير فتات قليل, ووعود تذهب أدراج الرّياح.. وكالعادة ” المجتمع المدني ” كان حاضرا ليحوّل تلك المطالب إلى مجرّد حلول معتمد الجهة وبعض المسؤولين, والاكتفاء بالوعود مثل أن يؤتى بمستثمر ليحلّ بالمكان أو فتات إعانات مُهِينة توزّع على الأهالي, ما هكذا التغيير.. وما هكذا طريقته..
إن من تألّم لأوضاعه وشمّر على ساعد الجدّ للتغيير عليه أن يوجّه جهوده لاقتلاع أصل البلاء.. وإرجاع الأمر إلى نصابه. إنّ هذا النّظام الرّأسمالي الدّيمقراطي غربيّ الأصل والمنبت, لم نرى منه سوى الويلات والمآسي..عيشة ضنكا. ولن يكون هذا التّغيير إلاّ بإبدال هذا النظام فاقد الصلاحية بنظام ربّ العالمين, لا يجعل للفقر مكانا.. ولا لسياسة التّسويف والمماطلة سبيلا, ويجعل من شباب هذه الأمة طاقة تسمع صداها عند الغرب فتزلزل أركانه وتقضّ مضجعه.
منير عمارة