بعد زيارة وفد صندوق النقد الدولي الأخيرة: هل ستخرج تونس من عنق الزّجاجة؟ أم سيعيدها الصندوق إليها ؟

بعد زيارة وفد صندوق النقد الدولي الأخيرة: هل ستخرج تونس من عنق الزّجاجة؟ أم سيعيدها الصندوق إليها ؟

نشرت جريدة الصباح نيوز الالكترونية بتاريخ 07/10/2017 خبرا حول ملخص زيارة وفد صندوق النقد الدولي لتونس قصد تفقد مدى التزام الحكومة التونسية بالشروط التي صاحبت القرض الأخير.

وصرحت على لسان “بورن روثر” رئيس البعثة أن حسن إدارة كتلة الأجور التي تعتبر الأرفع في العالم والتي تمتص نصف الإنفاق العمومي يعتبر أمرا ضروريا.

كما سجل الفريق تعهد السلطة “التونسية” بترجمة طموحاتهم (أي صندوق النقد الدولي) في الإصلاح إلى مشروع قانون المالية 2018.

        وقد تباينت المواقف السّياسيّة والحقوقيّة والإعلاميّة من هذه الزّيارة, وتراوحت بين موافق ومؤيّد  لهذه الخطوة “الإيجابية” لصرف القسط الثّالث من القرض المقدّر بـ 875 مليون دينار كحلّ لهذه الأزمة التي تعيشها البلاد وبين متحفّظ ومحترز من الغاية الحقيقيّة لهذه الزيارة وهي التّدخّل المباشر في الحكم الدّاخلي لتونس رغم اعترافهم بهذه الأزمة.

       ورغم سعيها المتواصل لإيهام الشعب بعدم اتّفاقها على مشروع موحّد لانتشال تونس من”عنق الزّجاجة” فإنّ هذه الحكومات المتعاقبة على الحكم بعد الثّورة تتّفق جميعها على بيع البلاد ومستقبلها للغرب الذي نعيش “تحت رحمته”.

        هذه الزّيارة التي قام بها هذا الوفد ليست سوى دليلا واضحا على تدخّل هذا الكيان _غير الحكوميّ ظاهرا, الأممي الإستعماري باطنا_ في القرارات الهامّة للدّولة التّونسيّة كتقرير الميزانيّة, ليفرض إملاءاته وشروطه. فمن يحكم البلاد إذا ؟ !! ومن هو صاحب القرار؟ !! شعب تونس شعب أنهكه الفقر وغلاء الأسعار والضّرائب فمن يحلّ أزماته ويعالج مشاكله ؟ من لأهل هذا البلد الطّيّب؟ صندوق النّقد الدّولي الذي لا غاية له سوى الرّبح المادّيّ وترسيخ الرّأسماليّة والحفاظ عليها كنظام عالميّ؟ أم عملاء الدّاخل الذين لا شغل لهم إلاّ تمرير هذه الإملاءات والسير وفقها, والاستماتة من أجل تطبيقها, ضاربين بذلك عرض الحائط كلّ ما يقف أمام غاية أسيادهم؟ لهم ولبلد الزّيتونة – الله … الله وحده .

      صار الأمر جليّا مكشوفا مفضوحا, وتبيّن من هو الحاكم الحقيقيّ لتونس “الحرّة المستقلّة”. إنّه صندوق النّقد الدّوليّ الذي نسج خيوطه لينقضّ على دول المسلمين يكبّلها بالقروض والفوائض فيجعلها رهينة له تابعة تنفّذ ما يمليه عليها من شروط و” إنّ أوهن البيوت لبيت العنكبوت “… بيت خرب لن يطول بقاؤه وسيسقطه أبناء هذا البلد المخلصون الذين يرفضون التّبعيّة والاستعمار. سيسقطه من سيعالج كلّ مشاكل أبنائه ( البطالة, الفقر, انعدام السيادة…) بما انبثق عن عقيدتهم من نظام قويم لحياة الإنسان حيث كان, فتكون في حلوله القناعة والإطمئنان والسعادة واقعا, لا وعودا وأكاذيب للإستهلاك الإنتخابي.

    إنّ ما يعانيه أهل تونس جرّاء املاءات هذا الصّندوق على جميع الأصعدة  (السّياسيّ – الاقتصاديّ – الاجتماعيّ – …) شبيه بما يعانيه أهل مصر والمغرب وغيرها من دول المسلمين التي حلّ عليها ذاك ” الفيروس ” والذي امتدّت أصابعه إلى كلّ أجهزة الدّولة وأحكم الخناق عليها ليقودها ويطوّقها بسلاسل لا يمكنها الفكاك منها.

إنّ الحلّ لأهل تونس وغيرها من بلاد المسلمين هو التّحرّر من هذه القيود التي كبّلتها بها دول الغرب عبر مؤسّساتها ” كصندوق النّهب هذا ” والعمل على عودة دولتهم ليرتموا في حضنها, تذود عنهم  وتحميهم وتحكمهم بأحكام عقيدتهم التي يعتنقونها ” الإسلام ” .

خديجة بوشاعة

CATEGORIES
TAGS
Share This