بيان القيروان.. تنسيقية للدفاع عن القرآن, والدستور الذي يُضاددُه في آن!! كيف ذلك؟؟

بيان القيروان.. تنسيقية للدفاع عن القرآن, والدستور الذي يُضاددُه في آن!! كيف ذلك؟؟

الخبر:

عقدت التنسيقية الوطنية للدفاع عن القرآن والدستور والتنمية العادلة بالاشتراك مع جمعية أئمة المساجد بالقيروان ملتقى علماء ومشايخ تونس, وذلك بمدينة القيروان يوم الأربعاء 13 رجب 1440 الموافق لـ 20 مارس 2019 للإعلان عن الحكم الشرعي المتعلق بمشروع قانون المساواة في الميراث وتوجيه جملة من التوصيات الخاصة بالشأن الديني في تونس منها صياغة مشروع قانون حماية المقدسات الدينية, وختم الملتقى ببيان ختامي عرف ببيان القيروان، وقد شهد هذا الملتقى حضورا لافتا للنظر من قبل العديد من الأساتذة الجامعيين من جامعة الزيتونة والمشايخ المشهود لهم على الصعيد الديني وعلى رأسهم السيد حمدة سعيّد المفتي السابق وأئمة جمعة من جميع الجهات وبعض المحامين ورجال القانون ووسائل الإعلام. وافتتح الملتقى الشيخ الطيّب الغزّي – إمام جامع عقبة بن نافع – بكلمة ترحيبية, وقام الأستاذ شهاب الدين تليش (رئيس التنسيقية الوطنية للدفاع عن القرآن والدستور والتنمية العادلة) بتسيير أعمال الملتقى.

وخلال الملتقى وزع شباب حزب التحرير محلية القيروان الكتيب الذي أصدره الحزب بخصوص الموضوع وعنوانه: “نقض تقرير لجنة الحريّات الفردية والمساواة” الصادر في ذو القعدة 1439 هـ /أوت 2018 عن حزب التحرير ولاية تونس وذلك من أجل بيان الردّ الشرعي المفصّل والمؤصل للمسائل الواردة في تقرير اللجنة، كما تخلل أعمال الملتقى كلمات وجيزة للجهات ناقش المتدخلون في أغلبهم مسائل تفصيلية في البيان. واختتم الملتقى بتلاوة الصيغة النهائية للبيان وعقد ندوة صحفية في الغرض.

التعليق:

علمائنا يا ملح البلد من يصلح الملح إذا الملح فسد؟؟

لئن كان ما أقدم عليه الباجي قائد السبسي من تحد لأحكام الله عزّ وجل من خلال مبادرته التشريعية المتعلقة بالمساواة في الميراث وتغيير أحكام الأسرة، من خلال التقرير الصادر عن لجنة الحريات الفردية والمساواة، يعدّ أمرا غريبا، إلا أن الأكثر غرابة من ذلك هو التفاف علماء البلاد ومشايخها حول “التنسيقية الوطنية للدفاع عن القرآن والدستور والتنمية العادلة”، بل هناك من اعتبر المشاركة هي من باب الواجب الشرعي يأثم كل من تخلف عن أدائه، والحال أن هذه التنسيقية قد استبدلت الذي هو أدنى بالذي هو خير، استبدلت الدستور بالسنّة، فالسنّة هي صنو القرآن فكلّما ذكر القرآن وبعده “واو” عطف إلّا وتطرق الأسماع كلمة السنّة، ولكنّ التنسيقية استبدلت الدستور بالسنّة، وثالثة الأثافي: “التنمية العادلة”!! وكأنّ القومَ استحيوا أن يقولوها صراحة: “والعدالة الاجتماعية” وبهذا يكونوا قد جمعوا بين الإسلام: “القرآن” والعلمانية: ” الدستور”، والاشتراكية: ” التنمية العادلة أو العدالة الاجتماعية” في مشهد يعبّر عن غربة المفاهيم الإسلامية، فكيف يمكن الجمع بين الشيء ونقيضه، فالقرآن مثلا يحرّم الربا تحريما قطعيا لا لبس فيه, وقد قال تعالى: ” يا أيّها الذين آمنوا اتّقوا اللهَ وذروا ما بَقيَ منَ الرّبا إن كُنتم مُؤمنين, فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِه”، والدستور تنبثق عنه قوانين تنظم عمل المؤسسات الربوية، فكيف لعاقل أن يدافع عن القرآن الذي يحرّم الربا وفي نفس الوقت يدافع عن الدستور الذي يبيحه؟؟؟ والأمثلة للمتناقضات كثيرة لا تخفى عن عامة الناس ناهيك عن العلماء ورثة الأنبياء…

أيّها المسلمون: ما دام الإسلام غائبا عن الحكم والتشريع، سيتجرأ علينا أعداء الدين أكثر فأكثر، وسيعارضون أحكام ديننا أكثر فأكثر، ومادام الذين يقفون لهذه المبادرات يريدون أن يرضوا الغرب وأن يرتدوا لباس الوسطية الذي حاكته أيادي الغرب – وسطية تجعل المسلم يقف على نفس المسافة من الحقّ والباطل – مادام الأمر كذلك ستبقى ردود المسلمين بلا شوكة بل متناقضة مثل حال هذه التنسيقية، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنْ الْعِبَادِ وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا(رواه البخاري ومسلم).

أيّها المسلمون: بالرغم من هذه المبادرات التي تفوح منها رائحة التلبيس التظاهر بالدفاع عن الإسلام وأحكامه عن استحياء وخوف من القول بأن الدستور باطل من أساسه، والإكتفاء بالردود التي تلبّس الباطل بالحقّ، إلّا أنّنا نستبشر خيرا، فكل ما يحدث يدل على أنّ القوم قد أفلسوا وارتبكوا، كيف لا وأصوات الهتافات المنادية بقلع الاستعمار وإسقاط النظام قد صدّعت رؤوسهم، كيف لا وهم يترنحون بعد فشلهم في حمل الناس لصناديق الاقتراع ليختاروا من يطبق عليهم النظام العلماني، كيف لا ترتعد فرائصهم والأصوات التي تنادي بتطبيق الشريعة وإزالة الحدود الاستعمارية بين المسلمين، تعلو كلّ يوم أكثر فأكثر، كيف لا والأمّة تردّد قول نبيها صلى الله عليه وسلم: ” ثمّ تكون خلافة على منهاج النبوّة”.

إلى عز الدنيا والآخرة أيّها المسلمون، ندعوكم لتنفضوا عن أنفسكم غبار الذلّ الذي لحقكم بمثل هذه المبادرات وهذه الردود ، وأن تعملوا مع العاملين من أجل تطبيق أحكام دينكم جاعلين نصب أعينكم قول الله تعالى:” وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِين إنّهم لَهُم المنصُورون وإنّ جُندنا لهُم الغالبون”.

فريد سعد

CATEGORIES
TAGS
Share This