تحرير فلسطين مسؤولية الأمة الإسلامية وليس قضية وطنية أو قومية

تحرير فلسطين مسؤولية الأمة الإسلامية وليس قضية وطنية أو قومية

جاءت النصوص في الكتاب والسنة لتؤكد على أخوة المسلمين، وأن الرابطة التي تربطهم والمنبثقة من  العقيدة الإسلامية هي رابطة الأخوة الإسلامية.

وقد رتب الإسلام حقوقا وواجبات على هذه الأخوة الإسلامية. ومن هذه الحقوق أن لا يخذل المسلم المسلم ولا يسلمه لعدوه.

عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه – قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – “لَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَنَاجَشُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَلَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إخْوَانًا، الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ، وَلَا يَخْذُلُهُ، وَلَا يَكْذِبُهُ، وَلَا يَحْقِرُهُ، التَّقْوَى هَاهُنَا، وَيُشِيرُ إلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنْ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ، كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ: دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ”. رَوَاهُ مُسْلِمٌ

وفي حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- أن رسول الله ﷺ قال، لا يظلمه، ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه، كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة، فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة” رواه البخاري.

وقد أكد الإسلام على هذه الأخوة في الكتاب والسنة وكان من أول أعمال الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة تأكيد هذه الأخوة، وربطها بالحرب والسلم، فالأخوة ليست فقط في وقت الرخاء بل تبرز في وقت الشدة أي عندما يتعرض المسلم للظلم والاضطهاد آو الاحتلال..

فقد جاء في وثيقة المدينة المنورة:

“هذا كتاب من محمد النبي (رسول الله) بين المؤمنين والمسلمين من قريش وأهل يثرب ومن اتبعهم فلحق بهم وجاهد معهم”.

إنهم أمة واحدة من دون الناس… وأن سلم المؤمنين واحدة لا يسالم مؤمن دون مؤمن في قتال في سبيل الله إلا على سواء وعدل بينهم ..”

وهذا معناه أنه لا يصح ترك أهل فلسطين تحت رحمة عصابة يهود القتلة، والانتظار منهم أن يحرروا فلسطين بالحجارة أو بأسلحة خفيفة، والجيوش رابضة في ثكناتها تنظر لكيفية إفساد يهود ولا تتحرك حرقة على دماء المسلمين في فلسطين.

وأما بالنسبة لأرض فلسطين فقد جاءت النصوص تعلي من قدسيتها وتربطها بالعقيدة الإسلامية سواء منها ما تعلق بأجر الصلاة في المسجد الأقصى، أو ما تعلق في مكانتها العقدية ومن ذلك :

عن ابن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” اللهم بارك لنا في شامنا ، اللهم بارك لنا في يمننا، فقالوا: وفي نجدنا يا رسول الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا، فقال الناس: وفي نجدنا يا رسول الله؟ قال ابن عمر: أظن أنه قال في المرة الثالثة: الزلازل والفتن هناك: وهناك يطلع قرن الشيطان” صحيح البخاري

 وكذلك ربط الإسلام بين مكة وبيت المقدس في قصة الإسراء والمعراج فقال تعالى  :

“سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير” -سورة الاسراء-

ولما كان لفلسطين هذه المكانة العظيمة في الشرع أوقفها عمر بن الخطاب على الأمة ولم يوزع أراضيها الخراجية على الفاتحين، وبذلك بقيت فلسطين ملكا للأمة الإسلامية عبر التاريخ لا يملك أيا كان التصرف بها ولا بيعها ولا إهداءها ولا التنازل عنها لأي كان..

وبذلك يعرف ان تحرير فلسطين واجب الأمة الإسلامية وليس واجب أهل فلسطين وحدهم، وانه لا يصح ولا يجوز أن تعقد مع يهود أي اتفاقيات يقر فيها بحقوق لهم في أرض فلسطين حتى ولو كانت شبرا من الأرض.وأنه لا قيمة لأي اتفاق أو صلح أو سلام مع كيان  يهود المحتل، وأن الحل يجب أن يكون باستئصال هذا الكيان وتنظيف أرض فلسطين من رجس المحتلين.

ولا بد أن يعرف أن إقامة علاقات دبلوماسية مع هذا الكيان أو أي تبادل تجاري أو رياضي أو اقتصادي أو سياحي هو خيانة لله ولرسوله وللمؤمنين.

فإلى تحقيق نبوءة المصطفى صلى الله عليه وسلم بقتال يهود ندعوكم أيها المسلمون، فانصروا دين الله وأقيموا خلافة تسير الجيوش لتحرير قبلتكم الأولى وثالث مساجدكم.. ولتنسي يهود وساوس الشيطان..

محمود رضا

CATEGORIES
TAGS
Share This