ثبات المقدسيين والفزع من عودة القضية إلى بُعدها الإسلامي قهر الاحتلال وأرغمه على التراجع
قام الاحتلال مساء الأربعاء 26 جويلية بإزالة الكاميرات الذكية والجسور المعدنية والمسارات التي كان قد نصبها بعد أن أزال البوابات الإلكترونية قبل يومين، على وقع الاحتجاجات التي نظمها المقدسيون وأهل فلسطين وثباتهم على موقفهم الرافض لكل إجراءات الاحتلال بحق المسجد الأقصى المبارك والصلاة فيه.
إن الصمود العظيم الذي أظهره المقدسيون في مواجهة الاحتلال بصدورهم العارية وعزيمتهم العالية واستصراخهم الأمة الإسلامية وجيوشها لتحرير المسجد الأقصى، قذف الرعب في كيان يهود وجعلهم يتراجعون بذل عن إجراءاتهم.
لقد كان واضحا أن كيان يهود سارع إلى احتواء الأزمة بسبب ما شهده من صمود المقدسيين على نحو لم يكن يتوقعه أو يحسب له حساباً، وفي ظل تنامي الإحساس وتعالي الأصوات المطالبة للأمة الإسلامية وجيوشها بالتحرك لتحرير المسجد الأقصى ونصرته، وعدم التعويل على الحكام العملاء والقادة الذين لم يتوجه لهم المقدسيون بالطلب أو النداء لأنهم يعلمون أن الذي ضيع الأقصى وفلسطين هو هؤلاء الحكام الخائنون لله ولرسوله والمؤمنين، وهذا هو ما أفقد الاحتلال عقله، وجعل الرعب يدب في أوصاله، لأنّه أدرك أن عودة القضية إلى حضنها الأصيل، الأمة الإسلامية سينهي كيان يهود في الأرض المباركة، وفوق هذا أضحى الحكام المجرمون في موقف مخزٍ ومذل أمام شعوبهم وصاروا يخشون على أنفسهم من تحرك المسلمين ضد تخاذلهم فصاروا يناشدون القاصي والداني للتهدئة وتطويق الأحداث ومنع تفاقمها.
إن استنصار الأمة الإسلامية وجيوشها ملأ قلوب الكفار والعملاء رعبا لأنه ضيع كل جهودهم عبر عقود لتقزيم القضية وفصلها عن الإسلام والأمة الإسلامية وجعلها بأيدي حفنة من المرتزقة تدعي الشرعية وتمثيل أهل فلسطين والمقدسيين!
لقد أثبتت أحداث الأقصى أنّ المقدسيين وأهل فلسطين يستمدون ثباتهم وصمودهم من عقيدتهم وحبهم لمسرى رسول الله r، وغاب تأثير الحكام والعملاء والهيئات والمرجعيات حتى باتت تلك الجهات تنتظر كلمة المقدسيين المرابطين وتعوم على عومهم وحركتهم، فكان المقدسيون هم الصخرة التي تحطمت عليها آمال يهود وحكام المسلمين في تمرير المخططات والكيد للمسجد الأقصى المبارك، وأدرك كيان يهود أن المقدسيين هم بيضة القبان وليس السلطة الفلسطينية أو حكام الأردن وأمثالهم من حكام المسلمين الذين أدرك أهل فلسطين أنهم أنذال لا رجاء فيهم ولا أمل.
وكشفت الأحداث عن أنّ الحل الوحيد والأصيل للمسجد الأقصى ولقضية فلسطين، هو عودة القضية إلى بعدها الحقيقي، الإسلام والأمة الإسلامية، وتحرك الجيوش لتحرير فلسطين ومسجدها الأسير، وهو ما أفقدت قرقعة أصواته وتنامي المنادين به في العالم الإسلامي، عقولَ قادة يهود فهرولوا إلى احتواء الأزمة قبل فوات الأوان.
إننا نبارك للمقدسيين الأبطال ثباتهم، وهنيئا لكم ولنا موقفكم العظيم في مواجهة الاحتلال، وفرحتكم الغامرة بقهره وإرغامه على التراجع، وهي دعوة منا إلى المزيد من الثبات والدعوة لتحرك الأمة الإسلامية وجيوشها لتحرير المسجد الأقصى المبارك وتخليصه من براثن الاحتلال، عندها تكون الفرحة الكبرى بتطهيره وإرجاعه إلى حظيرة الإسلام عزيزا شامخا… ﴿فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً﴾
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في الأرض المباركة – فلسطين