

وممّا لا شكّ فيه أن هذه الخطوة لها ارتباط وثيق بعمليّة ضمّ كيان يهود لأراضٍ فلسطينيّة جديدة: فقد أشار رئيس الحكومة الإسرائيلية (بنيامين نتنياهو) إلى أن حكومته بدأت برسم خرائط جديدة وفق صفقة القرن الأمريكية تشمل الأراضي التي سيضمّها كيان يهود من الضفّة الغربية إلى حدوده..وكان نتنياهو في أعقاب الانتخابات الثالثة التي جرت في إسرائيل (أفريل 2020) سارع إلى تشكيل حكومة ائتلافية مع منافسه السياسي (بيني غانتس) تضمّنت صفقة تسمح لحكومة إسرائيل بالبدء في عمليّة ضمّ أجزاء من الضفّة الغربية المحتلّة تشمل ما يقارب 33% من إجمالي مساحتها ضمن المنطقة (C) التي تضمّ المستوطنات الكبرى والمستوطنات العشوائيّة ومنطقة غور الأردن..وتأتي هذه الخطوة في أعقاب إعلان الرئيس الأمريكي ترامب عمّا أسماه (صفقة القرن) في جانفي 2020 التي اقترح فيها ضمّ تلك المناطق من الضفة الغربية المحتلّة إلى إسرائيل..وفي ظلّ غياب الخرائط والتكتّم المتعمّد على التفاصيل، وفي تواطؤ مفضوح وتبادل سافر للأدوار مع السلطة الفلسطينية وأمنها الوقائي، أوعز نتنياهو لمحرّكات البحث الصهيونيّة بأن تنخرط في تهيئة الأجواء للضمّ مستغلاًّ الانحياز الفاضح للإدارة الأمريكيّة ومنظوماتها الإعلاميّة والإلكترونية التي تمّ تسخيرها لتزييف وتزوير الحقائق الجغرافية والتاريخيّة بغاية وأد الهويّة العربية الإسلاميّة لفلسطين..وتشكّل هذه الخطوة العدائيّة الإجراميّة جزءًا لا يتجزّأ من الحرب التي يشنّها الصهاينة وشركاؤهم ـ سواء في الإدارة الأمريكية أو في السلطة الفلسطينية ـ على ثوابت القضيّة الفلسطينية في سياق تنفيذ مخطّط صفقة القرن وفرض الأمر الواقع الاسرائيليّ الأمريكيّ الرّامي إلى تذويب الهوية الإسلاميّة لفلسطين وعبرنتها وتهويدها وتحييد أهمّ مقتضيات القضيّة الفلسطينيّة
NEWER POSTتعاون أم تنفيذ إملاءات؟!