حزب التحرير: أيّها الضبّاط والجنود، يا أبناء تونس لقد أقسمتم أن تكونوا حماة لها، إنهم يستخدمونكم في تأمين عدوّكم. أفتطيعونهم ؟

حزب التحرير: أيّها الضبّاط والجنود، يا أبناء تونس لقد أقسمتم أن تكونوا حماة لها، إنهم يستخدمونكم في تأمين عدوّكم. أفتطيعونهم ؟

أصدر حزب التحرير في تونس بيانا صحفيا حول حادثة تحطم قارب يحمل عددا كبيرا من الشباب المهاجرين نحو إيطاليا, بعد اصطدامه بخافرة تابعة لوحدة من جيش البحر التونسي, وتسبب في مقتل عدد منهم وفقدان عشرات آخرين, بيان حمل فيه الحزب السلطة في تونس مسؤولية ما حصل, على اعتبارها على حد وصفه قد “أهملت رعاية الشؤون إهمالا”، “فكلّ سياسات النظام تطبيق لأوامر الدّول الاستعماريّة ولشروط صندوق النّقد حيث أمره بتجميد الانتدابات فجمّد وأمره بتخفيف عجز الميزانيّة فزاد الضرائب، وأمره بتخفيض الإنفاق فرفع الدّعم.”  ووجّه رسائل إلى الشباب المسلم وإلى الضبّاط والجنود لأن يكونوا في صف أمتهم وأهلهم ويكونوا نصرة للحكام الحقيقيين من حملة الدعوة من حزب التحرير الذي سيحكم بكتاب الله وسنة نبيه صلّى الله عليه وسلّم فيحفظون دماء المسلمين ويطردون الاستعمار ويستعيدون بلدهم.

نص البيان:

بيان صحفي
النظام يقتل أبناءنا

في الليلة الفاصلة بين الأحد 10/08 والاثنين 2017/10/09، حطّمت خافرة لجيش البحر التونسيّ مركبا خشبيّا في عرض البحر بعد مطاردة دامت ما يزيد عن الساعتين، وكان القارب يحمل حوالي 100 مهاجر من تونس نحو إيطاليا. فقتل العشرات من شباب تونس وتمّ انتشال جثث 8 منهم، فيما بقيت عشرات الجثث الأخرى في قاع البحر ولم ينج إلا 38 شابا. وسرعان ما تعالت أبواق النّظام الإعلاميّة تبرّأ السلطة وتدين الشباب المهاجر وتصفهم بأوصاف مهينة (الحرّاقة) مركّزة على أنّ هجرة هؤلاء الشباب فعل خارج عن القانون. وكأنّها ضمنيّا تبرّر عمليّة القتل وتحمّل المسؤوليّة للضحايا من القتلى.
أمّا الحكومة فتعاملت مع الحادثة ببرودة حتّى لكأنّ شبابنا الذين ماتوا ليسوا بشرا، وحين ارتفعت الأصوات مستنكرة قتلهم أعلنت وزارة الدّفاع أنّها شكّلت لجنة تحقيق لتحدّد المتسبّب في الحادث. وقد بات معلوما أنّ تشكيل الحكومة للجان التحقيق في حوادث مشابهة هو لدفن تلك القضايا، وليس لمحاسبة الجناة. ومهما قيل عن سبب تحطّم مركب المهاجرين (صدمته الخافرة كما يقول بعض النّاجين أو أنّ المركب اصطدم بها كما تقول الرواية الرسميّة) فإنّ تعامل النظام مع هذه الحادثة الشنيعة ليؤكد على التالي:
1- تهاون النظام القائم واستخفافه بأرواح النّاس، وحكومته تدين الضحايا وتصفهم بالمهاجرين غير الشرعيين، رغم أنّه المسئول الأوّل عن موجات الهجرة هذه التي اجتاحت البلد خاصّة بعد 2014. وأهملت رعاية الشؤون إهمالا، فكلّ سياسات النظام تطبيق لأوامر الدّول الاستعماريّة ولشروط صندوق النّقد حيث أمره بتجميد الانتدابات فجمّد وأمره بتخفيف عجز الميزانيّة فزاد الضرائب، وأمره بتخفيض الإنفاق فرفع الدّعم … حكومة تعقبها حكومة ولا تفكير إلا في المعادلات الحسابيّة من أجل تعديل الميزانيّة وإرضاء المستعمر أمّا النّاس فآخر اهتماماتهم، حتّى صارت الهجرة أكبر همّ شباب تونس، هجرة نحو المجهول يأسا من هذا النظام الذي أفقرهم وأغلق كلّ أفق أمامهم.
2- أنّ النظام في تونس والقائمين عليه هم المتسبّبون في الفقر والبطالة وسوء المعيشة، فالثروات التي حبا بها الله هذه البلاد كافية بل وفيرة. لكنّ الحكّام هم الذين مكّنوا عشرات الشركات الاستعماريّة من نهبها. وقمعوا شباب تونس حين قاموا يريدون استردادها من سرّاق الشعوب ومصّاصي الدّماء. ويوم خرج الناس على الطاغية زين العابدين أو عندما اعتصموا في تطاوين وقبلي ومن قبلها في قرقنة وبوحجلة والسواسي، احتال النظام على الثورة للحفاظ على نفسه، وبالنسبة للاعتصامات أمر رأس النظام بعسكرة مناطق الثروة لمنع المحتجين بالقوة القاهرة بل القاتلة.
3- أنّ تدخّل الخافرة العسكريّة وملاحقتها لقارب المهاجرين لمدّة ساعتين في البحر حتّى الموت يؤكّد ما كان حزب التحرير قاله مرات ومرّات من أنّ النظام في تونس خادم ذليل للدول الأوروبيّة حارسا للحدود الجنوبيّة لأوروبا (وأغلب الظن أنّ الخافرة التي استعملت في المطاردة هي نفسها حصيلة “مساعدة” أوروبيّة).
4- النظام يستخدم الجيش ويسخّره في خدمة المستعمر ويجعل من ضباطنا وجنودنا حرسا وعسسا من أجل أمن الدّول الأوروبيّة المستعمرة.
أيّها المسلمون!
في تونس نظام ديمقراطيّ رأسماليّ فُرض بالخداع والوعود الزائفة ليخدم مصالح الدّول الاستعماريّة، نظام لا يرعى شؤونكم أو يهتمّ بكم، بل يقتلكم إهمالا أو عقابا فما أكثر حوادث الإهمال والتقصير وسوء الرعاية التي أودت بحياة إخوان لكم، فلم يكن قتل 60 شابا في عرض البحر الجريمة الأولى ولن تكون الأخيرة ما دام هذا النّظام قائما.
أيّها المسلمون في بلد الزيتونة بلد عقبة بن نافع!
((لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل مؤمن بغير حق )) أفمن يئس من أشباه حكّام عملاء باعوا البلاد وثرواتها للكافر المستعمر، وخرج يسعى في أرض الله عساه يجد ما يحفظ كرامته وحياته، يعدّ “خارجا” عن القانون أو قاتلا لنفسه؟ إنّ النظام هو المسؤول الأوّل عن موت شباب تونس مهما قال أو برّر ولن ينفعه قوله “هؤلاء ألقوا بأنفسهم للموت في البحر” ولن يعفيه من الجريمة أن يقدّم أكباش فداء ممّن كانوا على الخافرة. فمن الذي دفع بالشباب للخروج من البلاد؟ ومن سلّم ثرواتهم وأموالهم لعدوّهم؟rإنّ لدم المسلم حرمة عند الله أعظم من حرمة الكعبة الشريفة، وقد قال رسول الله
أيّها الشباب المسلم الباحث عن حياة عزّ وكرامة!
لا يلومكم أحد على يأسكم من هذه السلطة وهذا النّظام؟ ولا يلومكم أحد على السعي والبحث عن حياة كريمة؟ ولكن أين تذهبون؟ إنّكم تهاجرون إلى أوروبا وأوروبا هي عدوّكم التي استعمرت بلادكم وقتلت بالأمس آباءكم وأجدادكم وهي اليوم تهيمن على بلادكم نصّبت عليكم “حكاما” عملاء لها يقتلونكم ويقدّمون لها ثرواتكم. تهاجرون إلى أوروبا وأوروبا هي صانعة النّظام الرّأسمالي الذي منه تفرّون، تهاجرون إلى أوروبا حيث تتربّص بكم عصابات الجريمة المنظّمة تستخدمكم وتتاجر فيكم…..
أيّها الشباب المسلم الثّائر!
ألستم من وقف وقفة الرّجال فألجأتم الطّاغية بن علي إلى الهرب، نعم جعلتم الطاغية يهرب وبعض أزلامه يختفون لبعض الوقت، ولكنّ النّظام الذي أفسد عليكم حياتكم (الديمقراطيّة والرّأسماليّة) مستمرّ وقائم لن يتغيّر بمجرد الاحتجاج في المسيرات أو حرق مقارّ الشرطة هنا وهناك.
واعلموا أنّ التغيير الحقيقي لن يتحقّق إلا بقلع هذا النظام الفاسد وترحيل العملاء القائمين عليه إلى أسيادهم الاستعماريين على مثل القارب الذي حطّموه ومن ثمّ جعل نظام الإسلام العظيم دينكم الذي فيه عزّكم وكرامتكم في موضع الحكم ورعاية الشؤون بمبايعة خليفة لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم يرعاكم بكتاب الله وسنة رسوله الكريم صلّى الله عليه وسلّم يصون دماءكم ويحفظ بلادكم ويمكّنكم من ثرواتكم.
أيّها الضبّاط والجنود، يا أبناء تونس!
لقد أقسمتم بالله العظيم على كتاب الله العظيم أن تكونوا حماة لهذه البلاد العزيزة من كلّ عدوّ طامع، وأن تكونوا درعا واقيا لإخوانكم وهآ أنتم وأشباه الحكّام هؤلاء يستخدمونكم في تأمين عدوّكم وضمان مصالحه. أفتطيعونهم فيجعلونكم خصوما لإخوانكم تقتلونهم أو تذلّونهم؟ ألم تدركوا بعد أنّهم يجعلونكم درعا لحماية اذرع الاستعمار من شرذمة قليلة من عملاء الغرب والمتنفّذين من أصحاب المال؟ وإنّهم لن يتورّعوا أن يقدّموا بعضا منكم أكباش فداء يحمّلونكم مسؤوليّة قتل أهلكم وإخوانكم.
أيّها الضبّاط والجنود، يا أحفاد الأبطال المجاهدين!
ألم تدركوا بعد أنّ هذا النّظام الذي تحمون يجعل منكم قتلة ومجرمين خدما لعدوّكم وعدوّ دينكم؟ ألم يحن الوقت أن تمتثلوا لأحكام الإسلام دينكم فتقفوا في صفّ أمّتكم وأهلكم وتكونوا نصرة للحكام الحقيقيين من حملة الدعوة من حزب التحرير الذي سيحكم بكتاب الله وسنة نبيه صلّى الله عليه وسلّم فتحفظون دماء المسلمين وتطردون الاستعمار وتستعيدون بلدكم؟! ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ﴾.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تونس

CATEGORIES
TAGS
Share This