في إطار حملته التي أطلقها في تونس “ومن أحسن من الله حكما”, نظم حزب التحرير ولاية تونس يوم الأحد 30 ديسمبر 2018 ندوة سياسية بعنوان “الطبقة السياسية خانت الأمانة وجعلت تونس تحت الوصاية ولا خلاص إلا بالإسلام” أشرف عليها عضو الهيئة الإدارية الأستاذ محمد الناصر شويخة, وقدمها عضو حزب التحرير الأستاذ محمد السحباني.
ندوة تطرق فيها الأستاذ محمد الناصر شويخة إلى الوضع السياسي والاقتصادي الذي آلت إليه تونس اليوم, وأكد أن صندوق ما وراء البحر هو الذي يحدد السياسة الاقتصادية في البلاد, مفندا تصريحات المستشار الاقتصادي ليوسف الشاهد التي قال فيها “نحن من ذهبنا إلى صندوق النقد الدولي وهو لا يشترط علينا”
وقال شويخة إن صندوق النقد الدولي هو الذي أمر بعدم الترفيع في أجور الأساتذة ولم يسمح بالزيادة في الأجور في الوظيفة العمومية. وهو الذي أمر بإيقاف الانتدابات وانه يقوم بزيارات تفقد دورية, والكل يعلم ذلك.
وعن عجز الحكومات عن تقديم أي حل للأزمات التي تعيشها البلاد رغم التغييرات التي تشهدها الوزارات والمسؤولون بصفة دورية قال: إن الهيمنة والوصاية الغربية اليوم قد تجاوزت أشكال الضغط والوصاية وانتقلت إلى تحديد السلوك السياسي وتسطير أعمال السياسيين, بعد أن رضي المتصدرون للحكم في البلاد أن يكونوا خدما للمستعمرين وقد أعطوا المعاهدات والمواثيق التي كان أولها إبعاد الإسلام عن الحكم في تونس.
وأشار إلى أن كل من يتقدم إلى أي منصب من مناصب الحكم في تونس يمر على امتحان واستجواب من أصحاب القرار الأوروبي على مستوى علاقته بالغرب ورأيه من مسألة المساواة بين الرجل والمرأة وغيرها من المسائل التي يضعها المستعمر كشروط أساسية لقبول السياسي في تونس وجعله ذي حضوة ومحط أنظار الإعلام.
وان واضعي القرارات الأوروبيين قد وضعوا تونس في خانة العدو وان كل خطواته معنا هي خطوات عدو.
وإجابة على سؤال ما الحل وما العمل؟ أن أهل تونس قادرون على إخراج الاستعمار كما اخرج أجدادنا كل من تربص بها من قبل, وان أولى أولوياتنا أن لا نركن إلى الذين ظلموا, وان لا نعينهم ولو بكلمة.
وتوجه بالقول إلى الذين يطالبون بحقوقهم, ان البلاد جميعها مسلوبة وان ثورتنا لم تكن ثورة جياع كما ادعى بعض الحاقدين, بل هي ثورة كرامة وتحرر من ربقة كافر مستعمر سلط عملاءه وموظفيه على البلاد فعاث فيها نهبا وتجويعا وتغييبا لأحكام الله التي تعطي كل ذي حق حقه, فلا تنظروا إلى العدو الذي وراء البحر ولا لمن وضع نفسه خادما له وقالها الصراحة “لا أستطيع فصندوق النقد الدولي منعني من ذلك” بل توجهوا إلى الله الذي خلقنا ورزقنا وانصروه كما أمرنا, فهي ثورة لإزاحة المستعمر وإتمام حمل رسالة رسول الله الكريم عليه الصلاة والسلام. ولأجل هذا يعادينا الغرب ويفصلنا عن إخوتنا من المسلمين في بلاد المسلمين.
وتوجه إلى أهل القوة في تونس وكل بلاد المسلمين بالتذكير أن بن علي لم يهرب من البلاد الا عندما نزعت عنه حماية الغربي المتحكم, فلا تكونوا في حماية من تكشف عوارهم كل دقيقة وتظهر خياناتهم أمام الملأ على شاشات التلفاز ومواقع التواصل الاجتماعي وانتم مسلمون والله أعزكم بدينه الذي لا يرضى لعباده الهوان بعد عزة.
ندوة شهدت تفاعلا كبير ونقاشا وطرحا لأسئلة من قبل الحاضرين تنوعت بين من يريد زيادة في معرفة التفاصيل من الإجراءات التي سيتخذها حزب التحرير في حال استلم الحكم في البلاد, ومن يستغرب من عدم مواكبة المهتمين بالشأن العام والمحللين الاقتصاديين لمثل هذه الندوة التي بينت طريق الخلاص من شر ما تعانيه تونس اليوم.