حزب التحرير يدعو إلى التحرّر من الاستعمار فلماذا يريد العلمانيّون إسكاته؟؟

خرج شباب حزب التّحرير كعادتهم في كلّ مناسبة، ليرفعوا راية رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وليذكّروا أهل تونس أنّهم مسلمون وأنّ واجبهم هو اتّخاذ الإسلام نظام حياة منه الحكم والاقتصاد والتّعليم… وككلّ مرّة يسوء العلمانيين خروج الحزب ودعوتُه، وككلّ مرّة تخرج الأبواق النّاعقة من هنا وهناك تحرّض عليه وتطلب من الدّولة (إن كان في تونس من دولة) منعه والبطش بشبابه. وكأنّ السلطة في تونس لا تضايق الحزب وشبابه، وكأنّ السّلطة في تونس لا تعتقل شباب الحزب في كلّ مناسبة.

العلمانيّون أذيال سلطة متسلّطون

لقد صار معلوما للجميع أنّ السّلطة في تونس اليوم تأبى أن تترك حزب التّحرير وتأبى دعوته وتحاول بكلّ جهودها أن تمنعه، فهي سلطة من صنائع المستعمر لا تطيق أن تسمع ذكر الإسلام، فهي لا تنفكّ تطلق بوليسها يضايقون شباب حزب التّحرير بالاعتقالات العشوائيّة الظّالمة. ولكنّ بعض الأبواق الإعلاميّة الصدئةلا تنفكّ أيضا تطلبمن “الدّولة” البطش به وإقصاءه كليّا ويكثر على أفواه أشباه الإعلاميين تساءل خبيث: “لماذا تصمت الدّولة عن حزب التّحرير؟

في تحريض واضح على الحزب، وهذا التحريض يتّخذ من دعوة الحزب إلى إزالة النّظام وإقامة الخلافة أساسا ومنطلقا.

يحرّضون على الحزب لأنّه يدعو إلى الخلافة، والخلافة فكرة من صميم الإسلام هي حكم شرعيّ أجمع على وجوبه كلّ المسلمين في جميع العصور وهو حكم قطعيّ اتّفق كلّ علماء المسلمين في كلّ العصور على وجوبه ولم يُخالفهم من يُعتدّ برأيه.

لكنّ العلمانيّين في بلادنا يرون خلاف ذلك، وأكثر فهم يريدون من المسلمين في تونس أن يروا مثل رؤيتهم، في وصاية وقحة على عقول المسلمين. فمن جعل العلمانيين أوصياء على عقول التّونسيين؟؟

عقليّة العلمانيين هي عقليّة محاكم التّفتيش

يحرّضون على الخلافة، تحريضا رخيصا، وهم يدّعون الفكر النّيّر ويطالبون بحريّة التفكير. ولكنّهم بإزاء فكر الإسلام يتحوّلون طغاة يدعون إلى البطش بحزب التّحرير ومنعه ومعاقبة شبابه جزائيّا، بدعوى أنّه يخالف القانون،

لتنجلي عقليّة العلمانيين المريضة المنافقة، فهم يزعمون أنّهم أصحاب فكر نيّر، ولكنّهم لا يقابلون الفكر بالفكر بل يقابلون فكر الإسلام وفكرة الخلافة بدعاوى محاكم التّفتيش، فانظر إلى كلامهم عن الاعتراف بالدّولة وعن الاعتراف بالقوانين… فمصطلح الاعتراف هو مصطلح متردّد بين فكر كنسيّ مغرق في الظّلاميّة وفكر بوليسيّ مغرق في الجهل والإجرام،فمحاكم التّفتيش الكنسيّة كانت تبطش بالمسلمين تريد منهم الاعتراف بالدّولة وبقوانين الدّولة،وكذلك دولة البوليس التي لم يكن لها من شغل إلّا مراقبة حملة الفكر الإسلامي للبطش بهم لأنّهم لا يعترفون بدويلة مجرمة صنيعة استعمار تقود الشّعب إلى التبعيّة والذلّ.

فالمطالبة بالاعتراف هي مطالبة قاهرة تريد قهر النّاس على الخضوع للدّولة ولو كانت الدّولة ظالمة، ولو كانت دويلة هزيلة عاجزة من صنع المستعمر. وهي مطالبة متعسّفة تحجر على العقول وهي التي تدّعي تحرير العقول، فهي دعوة تحجر على العقول التّفكير وتحجّر عليهم قول لا وتطلب منهم الرّضا بالقوانين والتسليم بها ولو كانت تلك القوانين تقتلنا وتسلبنا عيشنا وكرامتنا. نعم هذا ما يطلبونه من حزب التّحرير يطلبون منه أن يسكت عن ظلمهم وعن تبعيّتهم للمستعمر وعن بيعهم للبلاد. يطلبون أن يسكت عن فكرهم المتحجّر عن تقديسهم الدّيمقراطيّة البائسة والرأسماليّة المجرمة.

العلمانيّون خصوم الخلافة، أين موقعهم؟

حزب التّحرير تناول قضايا الأمّة المصيريّة وقضيّة تونس اليوم وكلّ الأمّة الإسلاميّة هي التّحرّر من الاستعمار وبناء دولة حقيقيّة ترعى شؤون النّاس الرعاية الكريمة بالإسلام الذي تضمن العدل وتحقّق العزّة لأهلها وتحمي المستضعفين في العالم كما كانت أوّل أمرها. فلماذا التّحريض عليه وعلى دعوته؟ وماذا يريد هؤلاء للتّونسيين؟

يحرّضون على الحزب وهم لا يرون أو لا يريدون أن يروا أنّ المستعمر يهيمن على البلاد يضع سياستها الاقتصاديّة ويفرض عليها سياسة تعليميّة وينهب ثرواتها ويكبّلها بالدّيون ويتدخّل في كلّ شؤوننا حتّى أصغرها، بل هم يدافعون عنه ويروّجون لمشروعه الاستعماريّ.

فلماذا يصمت هذا الإعلام عن الاستعمار ولماذا يصمت هذا الإعلام عن الدّولة (إن بقي لنا من دولة) التي تسلّم البلاد للاستعمار؟ لماذا يقف هذا الإعلام المحرّض على الحزب وهو يدعو إلى التّحرّر. أليس التّحرّر واجبا؟

حزب التّحرير قام ينادي بأنّ تطبيق الإسلام فرض على كلّ المسلمين مذكّرا بآيات الله التي تتلى في مساجد تونس ومنها قوله تعالى: ” ….إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ۚ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ” فلماذا يحرّض الإعلام على حزب التّحرير؟ ألا يدري المحرّضون أنّهم لا يخاصمون حزب التحرير إنّما يخاصمون آيات الله, يخاصمون قوله تعالى: “وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ ۗ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (49أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُون  (50)“.

ألا يدري المحرّضون على حزب التّحرير المبغضون للخلافة أنّهم لا يخاصمون حزب التّحرير إنّما يخاصمون نبيّ المسلمين الذي أمر المسلمين كلّ المسلمين في كلّ عصر أن تكون لهم خلافة إذ يقول صلّى الله عليه وسلّم عن أَبي هريرةَ t قَالَ: قالَ رَسُول اللَّه ﷺ “كَانَت بَنُو إسرَائِيلَ تَسُوسُهُمُ الأَنْبياءُ، كُلَّما هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبيٌّ، وَإنَّهُ لا نَبِيَّ بَعدي، وسَيَكُونُ بَعدي خُلَفَاءُ فَيَكثُرُونَ، قالوا: يَا رسول اللَّه، فَما تَأْمُرُنَا؟ قَال: أَوفُوا بِبَيعَةِ الأَوَّلِ فالأَوَّلِ، ثُمَّ أَعطُوهُم حَقَّهُم، وَاسأَلُوا اللَّه الَّذِي لَكُم، فَإنَّ اللَّه سائِلُهم عمَّا استَرعاهُم”. متفقٌ عليه

ألا يدري المحرّضون على الحزب وعلى الخلافة أنّهم لا يخاصمون حزب التّحرير إنّما يخاصمون الله ورسوله ويقفون في وجه التّاريخ في وجه وعد الله الذي سيتحقّق لا محالة يقول الله تعالى: “وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَفَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55)”.

ألا يدري المحرّضون أنّهم لا يخاصمون حزب التّحرير إنّما يخاصمون نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم  فقد روى الإمام أحمد عن النعمان بن بشير رضي الله عنه، قال: ” كنا جلوساً في المسجد فجاء أبو ثعلبة الخشني فقال: يا بشير بن سعد أتحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأمراء، فقال حذيفة: أنا أحفظ خطبته. فجلس أبو ثعلبة. فقال حذيفة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكًا عاضًا فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون ملكًا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، ثم سكت”. فالخلافة على منهاج النّبوّة كلمة نبويّة الاستهزاء بها والسخرية منها والتحريض عليها كبيرة من الكبائر بل من الموبقات المهلكات يقول الله تعالى:

تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ (6) وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (7) يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَىٰ عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا ۖ فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (8) وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ (9مِّن وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ ۖ وَلَا يُغْنِي عَنْهُم مَّا كَسَبُوا شَيْئًا وَلَا مَا اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (10) 

 سؤال إلى الشّرفاء من الإعلاميين:

أنتم مسلمون فهل يليق بكم أن تكونوا أبواق دعاية للمستعمر؟ وهل يليق بكم أن تكونوا أبواق دعاية لحكّام باعوا البلاد؟

أليس مكانكم الطّبيعي بجانب أمّتكم ودينكم وبلدكم؟

CATEGORIES
Share This