حكام آل سعود والفتاوى وفق الطلب
الخبر:
أصدر الملك سلمان بن عبد العزيز مساء الثلاثاء 26 أيلول/سبتمبر أمرا بمنح المرأة حق قيادة السيارات، ونشرت وكالة الأنباء السعودية أمرا ملكيا يخول المرأة هذا الفعل الذي منعت منه لعقود.
واستند المرسوم الملكي إلى “ما يترتب من سلبيات جراء عدم السماح للمرأة بقيادة المركبة، والإيجابيات المتوخاة من السماح لها بذلك مع مراعاة تطبيق الضوابط الشرعية اللازمة والتقيد بها”، كما جاء في نص المرسوم أن أغلبية أعضاء هيئة كبار العلماء في السعودية أفتوا بأن الأصل في قيادة المرأة للمركبة الإباحة.
ونص المرسوم على أن تنفيذه سيبدأ في وسط العام المقبل بعد اتخاذ الإجراءات ووضع الضوابط الضرورية لاستصدار رخص القيادة وملاءمة قانون المرور مع التطورات الجديدة.
التعليق:
أيظن حكام آل سعود أن الناس ما زال ينطلي عليهم دجلهم ومكرهم واستعمالهم جبّة الشريعة لتلبيس الحق بالباطل وادعاؤهم زورا أنهم لحكم الله صائنون منفذون وعلى حدوده لا يتجرؤون؟؟
ألا تعسا وبُعدا لقوم لا يتقون الله؛ لم يتركوا معصية إلا واقترفوها جهارا نهارا من موالاة للكافرين وإذلال للمؤمنين وتفريط بالأمانات وسفك للدم الحرام وغيره وغيره، ثم تجدهم بكل وقاحة يدعون الآن أنّهم لحكم الشرع في سياقة المرأة للسيارة ناصرون, ألا تعسا وسحقا ومحقا.
يعلم الجميع أن قضية منع المرأة عن السياقة من قبل حكام آل سعود قضية ألبسوها جبة الدين زورا وجعلوا منها ملفّا ساخنا يوضع على الطّاولة كلّما احتاج إليه رجال السياسة فيستخدمونه لمآرب وأغراض سياسية تخدمهم؛ وها هم الآن يخرجون الأمر مخرجا يجعله مثل الإنجاز العظيم والقرار التاريخي الذي ينصف المرأة السعودية؛ ساء ما يدعّون.
إنّ استصدار الملك لفتوى تجيز سياقة المرأة بعد أن كانوا يمنعونها في السابق بفتوى أيضا تحرم الأمر يؤكد مدى سفالة القائمين على النظام السعودي وكيف أنهم يتلاعبون بالدين ويفصّلون أحكامه على هواهم وهوى أسيادهم، ويؤكد أيضا أن السيادة في النظام السعودي هي سيادة الملك لا سيادة الشرع؛ فلو كانوا للشرع خاضعين لما تجرؤوا أبدا على سفك شلالات دماء أهل اليمن ولا على تبديد ثروات المسلمين وإعطائها على طبق من ذهب لترامب وابنته.
لقد دار الزمن دورته بفضل الله، وناس كثيرون ممن كانوا في الماضي يرون نظام الحكم في “السعودية” نظاما إسلاميا قد أزيحت الغشاوة عن أبصارهم واتضحت الرؤية عندهم فعلموا أن حكام ذلك البلد خونة مجرمون قد باعوا دينهم بكراسيهم. وقد تساقط كثيرون ممن قدّموهم باعتبارهم علماء أمة الإسلام وبانت حقيقتهم كذلك وأذلهم الله في الدنيا وزادهم ذلة على أبواب سلاطينهم الذين يفتون على شرعهم. فكل هذا بشائر خير بإذن الله لمن يرقب الفجر بعين ساهرة واعية.
هاجر اليعقوبي