لقب بشاعر الثورة وعرف بقصائده التي تناولت مواضيع حساسة على غرار الثروات المنهوبة، الثورة المضادة والاستعمار..قصائده محل اهتمام العديد من المتابعين للشأن العام في تونس.إلتقيناه وكان لنا معه حوارا حول واقع الثقافة في تونس ما بعد الثورة وكان جوابه كالتالي.
– عادل الجبراني لو تقدم نفسك للقراء
عادل الجبراني شاعر أصيل جبنيانة ولاية صفاقس ملقب بشاعر الثورة التونسية شاركت في عدة مهرجانات وتظاهرات ثقافية مختلفة داخل وخارج تونس وعدة برامج إذاعية وتلفزية ومتحصل على عدة جوائز أدبية.
– كيف ترى المشهد الثقافي في تونس اليوم؟
المشهد الثقافي في تونس محزن ومخزي ومثير للاشمئزاز حيث يكرم فيه الديوث وكل فاسد مزور للحقائق, ويهان فيه المبدع الحقيقي, المشهداليوم صارتبث فيه السموم للمتلقي, فيما يتم إقصاء كل نفس ثوري وكل من يتبنى القضايا الأساسية للشعب التونسي,بغية ضرب الناشئة في عقيدتهم وموروثهم الثقافي, والملحوظ أكثر هو الاعتداءالواضح على الدين الإسلامي الحنيف بأشياء لاتمت إلى الثقافة بصلة
– ماهي العوائق التي يعيشها المبدع الحالم بالثورة؟
العوائق كثيرة منها الإقصاء والتهميش والتضييقات المتكررة التي تصل حدالإيقاف عن العمل مثلما حصل معي أنا شخصيا، فيما يجد أشباه المثقفين والمعادين لكل نفس إسلامي وثوري كل الدعم من السلطة, حيث يتم طباعة كتبهم من صندوق الدعم الذي تشرف عليه وزارة الثقافة من مال الشعب في حين يعجز المبدع الحقيقي وقائل الحقيقة على طبع كتابه من ماله الخاص في ظل التضييقاتوغياب الدعم من الدولة.
– هل ترى أن هناك أطرافا تريد السيطرة على المشهد الثقافي في تونس؟
الأطراف المتحكمة في المشهد التونسي بشكل عام والمشهد الثقافي بشكل خاص ما بعد الثورة هي نفسها الأطراف التي كانت قبل الثورة ومازلت إلى اليوم تتحكم في المشهد الثقافي الشيء الوحيد الذي تغير هو شعار 7 نوفمبر لم يعد موجودا في الظاهر, ولكن انحياز المشرفين على محتوى الخطاب الثقافي والمتدخلين فيه هم أنفسهم أولائك المنحازون مع كل ما هو رداءة وانحطاط وتفسخ يتماشى وحقيقة ارتهان المتحكمين للنموذج الثقافي الغربي الذي هيمن ولا يزال يهيمن على البلاد شكلا ومضمونا.
– ماهي المواضيع التي ترى أن على المبدع التعاطي معها في تونس
اليوم حسب رأيي موضوع الثروات المنهوبة وكل مشاغل وهموم الأمة هي المواضيع الحارقة التي يجب على كل المبدعين والمفكرين كل من موقعه أن ينصب اهتمامهم على تناولها في انتاجاتهم الأدبية والفنية بما يخدم البلاد ويعطيها دفعة نحو الانفكاك من قبضة العاملين على تزييف الوعي فيها.
– لماذا تسعى الدولة إلى تبني ما يعبر عنه ب “الفن الهابط” رغم وجود عديد الوجوهالقادرة على الرقي بالذوق العام؟
الدولة يسيرها نظام رأسمالي متعفن يسعى إلى تمييع الفن والإبداع حتى لا يكون سبيلا لإنارة الناس على حقائق أعمالها التي تغضب الشعب وتفقده الثقة في القائمين عليها, وبالتالي تمثل الوجوه القادرة على الرقي بالذوق العام عناصر غير مرغوب فيها من قبل المشرفين على المشهد الثقافي, تجنبا للانكشاف والوقوع في الإحراج مع الجماهير وعامة الشعب.
– عبرت مؤخرا على تعرضك لمظلمة بعد إقصاءك من المهرجان الدولي للصحراء بدوز, لو تطلعنا على بعض التفاصيل؟
كل ما في الحكاية أن المهرجان يقع تحت ضغط بعض “لوبيات الثقافة” من يساريين وقوميين يعادون كل من يتبنى الطرح الإسلامي وكل من يثير موضوع الثروات بدعوى تحييد المهرجان عن السياسة في حين يلقى غيرنا المجال للتعبير عن سخطه من الثورات العربية ودليلي على ذلك الفيديوهات الموجودة في مدح القذافي وبشار في دورات سابقة.. وبالتالي في كل مرة تجدهم يبحثون عن تخريجة جديدة لإقصاء من يخالفهم فكريا.
– هل ترى أنك مستهدف؟
أرى أن كل من يسبح خارج المنظومة الحاكمة هو مستهدف لكن بدرجات متفاوتة, حيث كلما كانت كلمتك مسموعة كلما تكاثفت الجهود لإسكاتك بكل الوسائل.والسبب واضح وهو انهلا وجود لحرية التعبير في النظام الديمقراطي كما يدعون.
– هل ستواصل المشوار الذي بدأته خاصة بعد أن لقبوك بشاعر الثورة
بحول الله مازلنا في بداية المشوار وإذا كان في العمر بقية فسأجعله في سبيل الله صادعا بكلمة الحق إلى آخر يوم في حياتي.
– كيف تابعت الحملة الأخيرة لحزب التحرير بعنوان “ومن أحسن من الله حكما“
أرى مجهودات كبيرة تبذل من طرف شباب آمنوا بالفكرة وجاهدوا في الله حق جهاده بثباتهم على كلمة الحق في وجه سلطان جائر نسأل الله لهم السلامة والثبات والفرج القريب للأمة جمعاء إن شاء الله.
كلمة الختام
في الختام أشكركم على هذه الالتفاتة الكريمة وإتاحة هذه الفرصة التي من خلالها أدعوا كل المبدعين إلى التبرؤ من المشاهد المسيئة لصورة المثقف والثقافة بصفة عامة في تونس, كما أدعوا كل المبدعين إلى تناول القضايا الحقيقية للشعب خاصة في هذا الظرف التاريخي الصعب الذي تمر به الأمة. وبارك الله فيكم.