حول اللقاء الثلاثي بتونس: وزير الخارجية الجزائرية: لا نبحث عن بديل لاتحاد المغرب العربي
قال وزير الشؤون الخارجية الجزائري، أحمد عطاف في لقاء مع ممثلي الصحافة الجزائرية، بالجزائر العاصمة، إن الاجتماع التشاوري الأول الذي جمع مؤخراً بتونس الرئيس عبد المجيد تبون، والرئيس التونسي، قيس سعيد، ورئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد يونس المنفي، كان “ناجحاً” وهو “ليس وليد ظروف خاصة” كما أنه “ليس بديلاً عن اتحاد المغرب العربي”. وأوضح عطاف أن اللقاء التشاوري بين القادة الثلاثة بتونس “ليس موجهاً ضد أي طرف”، مبرزاً أن اتحاد المغرب العربي يظل “مشروعاً وهدفاً تاريخياً” وأن باب المشاورات يبقى “مفتوحاً أمام الجميع إذا توفرت النية والإرادة السياسية”.
وذكر وزير الخارجية أن الرئيس تبون “فكّر في هذه المبادرة منذ مدة طويلة وتطرق إليها مع قادة دول المغرب العربي ووزراء خارجيتها خلال مختلف الزيارات التي قاموا بها الى بلادنا”. وتحدث أن هذه الفكرة تمخضت من كون منطقة “شمال إفريقيا والمغرب العربي تكاد تكون المنطقة الوحيدة في العالم التي تفتقر إلى آلية للتشاور المنتظم والدوري بين دول هذا الفضاء”، لذلك -أضاف الوزير: “كان السيد رئيس الجمهورية يصر في كل مناسبة على استحداث آلية لسد هذا الفراغ وإسماع صوت المنطقة في كافة المحافل الدولية والجهوية”. وأبدى عطاف في هذا الإطار “أسفه” لكون منطقة المغرب العربي “تتضمن ملفات تصنع الحدث في العالم، على غرار الملف الليبي ومنطقة الساحل الصحراوي”، غير أن هذه الملفات -كما قال- “تخوض فيها كل الدول إلا دول المنطقة التي تعتبر معنية بهذه الملفات بالدرجة الأولى”، وهو “واقع مرير”، على حد قوله.
وعن مخرجات الاجتماع التشاوري الأول بين قادة الجزائر وتونس وليبيا، قال عطاف إنه تمخض عن “نتائج إيجابية، لا سيما من الجانب السياسي”، مشيراً إلى مضمون البيان الختامي الذي توج حسب رأيه بـ4 ملفات أساسية تمس حياة مواطني هذه البلدان، وهي تنمية المناطق الحدودية، الطاقة، الأمن الغذائي وتذليل مشاكل التبادل التجاري”.
أما بخصوص الوضع في الساحل الصحراوي، أوضح الوزير أن الجزائر ترافع من أجل الحل السياسي الذي لطالما دعت إليه لحل المعضلات في مالي والنيجر وبوركينا فاسو”. وحذر من أن “الأوضاع المتردية في هذه المنطقة سياسياً واقتصادياً تتطلب اليقظة وتكثيف الجهود”. وتعرف علاقات الجزائر مع دولتي مالي والنيجر تدهوراً بسبب تغيير سياسة البلدين اللذين شهدا انقلابين عسكريين، تم خلاله في مالي التخلي عن اتفاق المصالحة في الجزائر، ورفض التعاطي في النيجر مع مبادرة جزائرية لحل الأزمة الدستورية في هذا البلد سياسياً.
أما عن العلاقات الجزائرية الفرنسية، فأوضح أنه “لا توجد أي مشاكل في العلاقات بين البلدين” وأن هناك “لقاء قريباً سيجمعه مع نظيره الفرنسي تحضيراً للاستحقاقات القادمة بين البلدين”.
وللعلم فإن مسألة إنشاء اتحاد مغاربي طُرحت في أول مؤتمر للأحزاب المغاربية الذي عقد في مدينة طنجة عام 1958، وضمّ ممثلين عن “حزب الاستقلال” المغربي و”الحزب الدستوري” التونسي و”جبهة التحرير الوطني” الجزائرية.ونشطت دول منطقة المغرب العربي في أواخر الثمانينات لإحياء هذا المشروع عبر لقاءات رؤساء الدول الخمس الذين يدينون آنذاك بولائهم للإنجليز وهو ما يوحي أن هذا المشروع هو مشروع بريطاني للمحافظة على عملائها من خلال ربطهم بمشاريع يصعب الانفكاك عنها، خاصة أمام المحاولات الأمريكية للولوج إلى المنطقة عبر أذرعها المالية والعسكرية التي لم تتوقف منذ خطة كندي سنة 1961، فهل يكون هذا التحرك الجزائري، تحرك بالوكالة لاحتواء دول المنطقة وعلى رأسهم نظامي تونس وليبيا اللذان يعيشان ظروفا صعبة وعدم استقرار سياسي؟
CATEGORIES اقليمي ودولي