خلافة على منهاج النبوة

خلافة على منهاج النبوة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أول رئيس لدولة المسلمين ومحطم الكفر والشرك والمشركين وعلى اله وصحبه ومن عمل لإعادة خلافته ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أيها الاخوة الكرام في الحديث الذي رواه النعمان ابن بشير رضي الله عنه، بشرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيام الخلافة الاسلامية على منهاج النبوة على انقاض الملك الجبري الذي نعمل على قلعه.

خلافة راشدة على منهاج النبوة يرضى عنها ساكن السماء والارض لا تترك الارض من خيرها الا اخرجته ولا تترك السماء من قطرها الا انزلته.

دولة تقيم الدين وتدافع عن المسلمين وتنشر الخير والهداية للعالمين.

دولة ذات قوة شوكة وهيبة، تستند في قرارها على سيادة الشرع وسلطان الامة دون غيرهما.

دولة تعيد الارض المغصوبة والثروة المنهوبة وتوحد الامة وتزيل الغمة.

دولة يرتفع بقيامها قوله تعالى: (وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ۚ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا).

خلافة راشدة على منهاج النبوة تعيد للمسلمين مجدهم وعزتهم امام اعدائهم كما كانت في ظل دولة النبوة وخلافة الراشدين. فقد روى ابن عساكر ان عمرو ابن العاص لقي احد بطارقه الروم في فلسطين زمن الخلافة الراشدة، فقال البطريق لعمر ابن العاص: ما الذي جاء بكم فقد كان الاباء قد اقتسموا الارض فيما بينهم فصار لكم ما يليكم  وصار لنا ما يلينا، وقد عرفنا انه قد جاء بكم الجهد (يعني الفقر) وسنأمر لكم بمعروف (اي يريد ان يتصدق على المسلمين) ثم تنصرفوا.  فقال له عمرو ابن العاص: اما القسمة التي تحدثت عنها فإنها قسمة شططا (اي ظالمة) ونحن نريد ان نتراد فتكون قسمة معتدلة فنأخذ نصف ما في ايديكم من الأنهار والعمارة ونعطيكم نصف ما في أيدينا من الشوك والحجارة، ونحن لا نفارقكم حتى نصيركم عبيدا او تقتلونا.

فالتفت البطريق الى اصحابه ثم قال: صدقوا، ثم افترقا ثم لحق بهم المسلمون حتى  طووهم عن فلسطين والاردن

أيها الاخوة الكرام

لقد أدى غياب الخلافة الاسلامية الى تعطيل الشريعة الاسلامية وتفتيت الرابطة الاسلامية.

فمنذ هدم الخلافة الاسلامية سقط التاج عن رؤوس المسلمين وهدم البنيان الذي كان يحميهم ويأويهم، وانفرط عقد الامة الاسلامية الى قوميات متعددة وعرقيات مختلفة ومزقهم الكفار شر ممزق حتى يسهل لهم السيطرة عليهم ونهب خيراتهم وثرواتهم، وتجأر الامة الإسلامية اليوم مستغيثة في كل مكان ولكن لا جواب، فلا عمر ولا معتصم ولا صلاح الدين.

أيها الإخوة الكرام:

إن المؤمن المخلص الصادق عندما يرى حال المسلمين اليوم في ظل غياب سلطان الإسلام ودولة الإسلام يتميز من الغيض على كل مسلم لا يعمل للتغيير ويرضى بعيش الذل والهوان وهو قد رأي بعينيه وسمع بأذنيه وأدرك بحواسه جميعا أن العزة والكرامة والسيادة لا تكون إلا بسلطان الإسلام ودولة الإسلام، ورحم الله عمر عندما قال: نحن قوم أعزنا الله بالإسلام ومهما ابتغينا العزة من غيره أذلنا الله.

ومسك الختام ما دعا به عليه الصلاة والسلام يوم الهجرة: وَقل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا.

قال قتادة في تفسير هذه الآية: علم النبي صلى الله عليه وسلم ألّا طاقة له بهذا الامر الا بسلطان، فسأل الله سلطانا نصيرا لكتاب الله ولحدود الله ولفرائض الله ولإقامة دين الله، فان السلطان رحمة من الله جعله ببن اظهر عباده، ولو لا ذلك لأغار بعضهم على بعض فأكل شديدهم ضعيفهم.

والله نسأل أن يكرمنا بأنصار كأنصار رسول الله، ينصرون الإسلام، ويسلموا حزب التحرير الحكم ليقيم الخلافة ويوحد الأمة ويرفع الغمة.

الدكتور الأسعد العجيلي,

رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تونس

CATEGORIES
TAGS
Share This