دعوة إلى الرذيلة والفاحشة في معرض الكتاب الدولي بتونس
ينتابُ أهل تونس هذه الأيام ألم وحسرة بالغة، حينما ينظرون إلى مايحصل في معرض الكتاب اليوم، وكيف اقتحم المستعمر ديارهم، وعمل في مجتمعهم تدميراً وإفساداً، توزيع كتيّب بالمجّان وقع عرضه بجناح منظمة الأمم المتحدة بمعرض تونس الدولي للكتاب في نسخته الـ38، حمل عنوان “سين وجيم الجنسانية”، أعدته أبواق مأجورة أهدافها أضحت واضحة لكل مخلص ونزيه، فهي فوق عدائها الصريح للإسلام تعمل على تدمير المجتمع والأسرة بكل ما تعنيه هذه العبارة من معنى؛ تهدف إلى ضرب أحكام الإسلام التي تغرس في شبابنا مفهوم طاعة الله سبحانه وتعالى باتباع أوامره وإجتناب نواهيه، تهدف هذه الأبواق إلى نشر “ثقافة المثلية الجنسيّة” وجعل الأجيال القادمة سهلة المنال من خلال كسر القيود والحواجز التي تحول دون “اباحيّة الغرب” و”شذوذه”.
هذه الأبواق تهدف إلى جعل أطفالنا أداة لنشر الرذيلة، ولهذا يعملون على نزع كل القيود التي تحول دون ذلك، فالأسرة بالنسبة لهم يجب أن لا تقوم على أساس الإسلام بل يسعون لهدمها، والمرأة في نظرهم ليست عِرضاً يجب أن يصان، وليست شرفاً يجب أن يحافظ عليه، المرأة في نظرهم يجب أن تكون متحللة من كل القيود الأخلاقية والدينية، متحللة من كل ما يمنع من الوصول إليها، وفي نظرهم لا يجوز للأب أن يلزم ابنه أو ابنته بأفكار الإسلام وما فرضه الله تعالى على المسلمين، فللبنات والأولاد أن يقيموا العلاقات التي يريدون ومتى يريدون، بغض النظر عن الجنس أو الدين أو الخلق القويم، وفوق هذا فإن هذه المؤسسات والجمعيات ترى في الشذوذ حقاً مشروعا، فهي تعمل بكل جهد وطاقة وإمكانيات، على جعل أفكار الغرب الفاسدة موجودة ومطبقة لإفساد أهل تونس من خلال مهاجمة الإسلام وثقافة الأمة والترويج لحضارة الغرب، حضارة الانحلال والفساد والإجرام، عبر احتضان أبواق الغرب من مؤسسات وشخصيات باعت دينها وأهلها بدولارات أمريكية ويوروهات أوروبية.
والعجيب ما صرّح به مدير معرض تونس الدولي للكتاب محمد صالح القادري في مداخلة له ببرنامج “راف ماغ” على إذاعة ديوان، “أنّ القائمين على المعرض توجّهوا إلى جناح الأمم المتحدة، وطلبوا من المشرفين عليه ضرورة سحبه بعد أن تمّ توضيح خصوصية المجتمع التونسي المتمسّك بأصالته وهويته وجذوره، والمنفتح على القيم الإنسانية”، فالدعوة إلى الشذوذ والمثلية الجنسية عنده هي من قبيل “الانفتاح على القيم الإنسانيّة”. هكذا يقدمون للشباب أفكار الغرب الرقيعة وأفعاله الشاذة المنحرفة على أنها “قيم إنسانيّة” ومن ثمة يتضح لنا كيف غدت ثقافة الشذوذ التي يراد نشرها المغذي لوجود ممارسات متهورة وغير مسؤولة وهي ثقافة مسمومة واردة من الغرب، تعمدوا فيها توجيه أذهان الشباب بعيداً عن الإسلام بعد تشويه أحكامه وذلك بعد ترويج فكرة أن الإسلام “هو نمط من الفكر البدائي المتخلف الذي تؤمن به شعوب بدائية”، فعمدوا إلى تغريب عقول شبابنا بثقافتهم الفاسدة ليتبنوا نموذجهم الغربي بدلاً من النموذج الإسلامي. ومع ذلك لم يجن الشباب النهضة ولا التقدم.
وعليه فإننا نقول:
إن ما تتعرض له بلادنا من هجمة قوية وشرسة من المؤسسات الدولية والجمعيات القائمة في بلادنا ذات التمويل الغربي هو جزء من الغزو الثقافي للبلاد الإسلامية لتقويض أركانه وضرب وتدمير النسيج المجتمعي فيها. فما نشرته المنظمة سيئة الذكر في معرض الكتاب هو تعدٍ على فكر وأحكام الإسلام، أي تعدٍ على شرع الله عز وجل، وتمرير لمفاهيم تتناقض مع فكر ومفاهيم الأمة، ويندرج ضمن الغزو الفكري الغربي والصراع الحضاري لتغيير طريقة العيش في بلادنا حتى تصبح طريقة عيش على النمط الغربي المتحلل من كل القيم الرفيعة، وهو إجحاف وظلم للناس. وهذه المفاهيم السامة تؤدي إلى نسف الأحكام الشرعية المتعلقة بقانون الأحوال الشخصية، وهذا سلخ للمسلمين عن دينهم. فهي بضاعة فاسدة لا يحل وجودها وترويجها في بلادنا.
وإنّ مواصلة تعاون المسؤولين مع هؤلاء المجرمين الهادفين إلى إفساد الأجيال القادمة ونشر ثقافة الانحلال والغرب الفاسد يستجلب غضب الله وسخطه، فإن الله قد توعد من يساهم في نشر الفاحشة بالعذاب الأليم. قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾.
CATEGORIES كلمة العدد