رؤية بن سلمان لعام 2030 رؤية عمياء

رؤية بن سلمان لعام 2030 رؤية عمياء

الخبر:

رسم الرجل الذي قد يكون ملكاً للسعودية في الوقت القريب مساراً جديداً، أكثر حداثةً لبلد محافظ جداً، حيث إنه وعلى مدى عقود لم يكن يوجد حفلات موسيقية أو عرض للأفلام، كما أنه كان يتم القبض على النساء اللواتي يحاولن قيادة السيارات. (أسوشيتد برس)

التعليق:

خلال تقديمه لرؤيته لعام 2030، أشار محمد بن سلمان إلى العودة إلى الإسلام المعتدل. كما وقام بإبراز التحديات الاقتصادية المختلفة التي تواجه السعودية والحاجة إلى استخدام الإصلاحات المجتمعية لتلبية هذه التحديات. وذكر التفسير المتشدد للإسلام الذي ابتليت به السعودية على مدى الثلاثين عاماً الماضية، ووفقاً له فهذا ليس ما ينبغي أن تكون عليه السعودية. ومع الأخذ بالاعتبار أنه سيتم تعيينه قريباً ليكون الملك الجديد، فقد قام بوضع خططه لتجديد وتحديث الدولة. ومع إعلانه المضحك بأنه يريد العودة إلى الإسلام المعتدل الذي كان في الماضي، فإن رؤيته في الواقع هي عدم العودة إلى أية رؤية إسلامية، بل مثل جميع البلاد الإسلامية التي تقول إنها تسعى للحداثة، فهو يريد أن يحتضن بالكامل الرؤية الغربية للتقدم والحداثة مع ضمان أن يبقى آل سعود مُحكِمين قبضتهم على السلطة.

وتقول التقارير: “هناك خطط لبناء مدينة ألعاب سيكس فلاجز ومدينة سياحية ذات حكم شبه ذاتي في البحر الأحمر حيث من المرجح أن لا تطبق فيها قواعد صارمة على لباس المرأة. وستتاح للنساء فرص أكبر لممارسة الرياضة، كما وتم تقليص سلطات الشرطة الدينية التي كانت مخيفة من قبل، كما يجري تخفيف القيود المفروضة على الفصل بين الجنسين”.

إن الإشارات والإيماءات تجاه دور المرأة في المجتمع تهدف إلى إعادة نسخة مقبولة للإسلام وفقاً لهذه الرؤية. في الواقع، إن الأمر الواضح جداً هو أن حكام آل سعود لم يحكموا بالإسلام أبداً بل هو نظام ملكي يكافح حالياً لإيجاد مكانه في العالم الرأسمالي الديمقراطي. ولكي يتم تنسيق هذا، يكافح الأمير من أجل تقديم نسخة عن الإسلام تكون مقبولة لدى واشنطن، وهي القبلة الحقيقية للأسرة الحاكمة السعودية.

في الماضي فرض حكام آل سعود نسخة “صارمة” من الإسلام – الوهابي. وكانت هذه أداة تستخدمها بريطانيا الاستعمارية للسيطرة على ثروة الأرض والحفاظ على شعبها في المقدمة. ويعيش الآن في القرية العالمية سكان شباب لديهم قيم ومثل مختلطة ومختلفة حيث إن اللاصق الذي كان يبقي الناس متماسكين لم يعد يمسكهم. وهذا تحد حقيقي في جميع المجتمعات في البلاد الإسلامية. فمع تقليص الإسلام إلى مجرد طقوس وحياة شخصية للإنسان، كيف تصبح المجتمعات متماسكة، وكيف يمكن تنظيم العلاقات؟ فمع الضغوط الخارجية من الغرب، والتي تسعى فقط لاستغلال الموارد والحفاظ على هيمنتها، صار هناك حاجة لتهجين جديد للإسلام.

إن النسخة الوحيدة للإسلام التي من شأنها أن تجلب العدالة والكرامة لهذه الأرض هي تلك التي جاءت من الله سبحانه وتعالى وتم تطبيقها على هذه الأرض من قبل رسول الله r. وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله”.

فبدلاً من التفكير في كيفية إرضاء أسياده الغربيين، وتكييف الإسلام بطريقة توفر القبول من النظرة الغربية للحداثة، فإن التحدي الحقيقي الذي يواجهه الأمير السعودي هو أن الأمة ككل تستعيد وعيها، وستدرك بأن هؤلاء الحكام ما هم إلا عملاء ودمى يريدون تغيير الإسلام وتحديثه ليتناسب مع أجنداتهم الخاصة لضمان عروشهم وكراسي سلطتهم.

إن تغيير المناهج التعليمية وفرض خطب وخطباء مقبولين وتقييد أصوات المعارضة وغرس الثقافة الغربية من خلال الموسيقى والأفلام والسياحة والأنشطة الرياضية، كل هذا يفضح ضعف هذه الدولة الفاشلة. إن إمساك محمد بن سلمان بيد أمريكا يظهر لنا مرة أخرى أن السعودية لا تملك رؤية حقيقية أو قيمة ذاتية.

نادية رحمان

CATEGORIES
TAGS
Share This