قام بابا الفاتيكان بزيارة للدولة المغربية ليومي 30-31/03/2019 وكان ذلك تلبية لدعوة الملك المغربي محمد السادس, وقد كان لهذا اللقاء تداعيات خطيرة على الأمة الإسلامية ومستقبلها القريب.
الفاتيكان.. سياسة أم دين
خرجت دولة الفاتيكان إلى “النور” في الـ7 يونيو/حزيران عام 1929، بموجب اتفاقية “لاتران” الموقعة بين الحكومة الإيطالية وممثل البابا بيوس الحادي عشر التي نصت بإعلان الحكم الذاتي لدولة الفاتيكان، وأعطت البابا حق إدارة الدولة.
في المركز الأول كأصغر دولة في العالم وتلقب رسميا باسم دولة. أما النظام السياسي في الفاتيكان فان، البابا هو رأس الدولة ويتم انتخابه من قبل مجلس الكرادلة مدى الحياة ويتم ذلك في الكنيسة السيستينية في قلب الفاتيكان ويتمتع البابا بسلطات تنفيذية، تشريعية وقضائية مطلقة، تتمتع الفاتيكان باقتصاد فريد من نوعه غير تجارى وقائم على التبرعات المالية من قبل الكاثوليك من أنحاء العالم. إذا جميع الزيارات البابوية هي في إطار مشروع سياسي لدولة غربية أوربية, وبالطبع لن تخرج قرارات دولة الفاتيكان عن المخططات الاستعمارية بل هي رأس حربة بلون جديد ونعني القوة الروحية للبابا ومدى تأثيره في أكثر من مليار شخص من متبعيه وقد تم بالفعل التوقيع على “وثيقة القدس” مع الملك المغربي وتم التطرق كذلك إلى ملف المهاجرين. إذا دين الإسلام ومنه النظام السياسي في دولة الخلافة ممنوع عن المسلمين فقط وهي “علكة” الساسة في بلادنا وأتباعهم من الناعقين العلمانيين وبالعامية “حرام علينا حلال عليهم” أما الفاتيكان ورجال الكنيسة فجميع الأبواب مفتوحة أمامهم ويشاركون في صياغة منطقتنا بكل أريحية ويؤثرون على القرار السياسي في المغرب كما في الإمارات التي تمت زيارتها قبل المغرب.
الفاتيكان… اغتصاب وشذوذ
لا شك أن الفضائح الجنسية للقساوسة قد خرجت عن السيطرة وخاصة فضائح الكنائس الأمريكية, وهذا ما كشفه المستشار المقرب من البابا فرنسيس الكاردينال الألماني رينهارد ماكس والذي اقر بأن “هذه الاعتداءات المتكررة على الأطفال القصر وعلى الراهبات أصبحت تضع سمعة الكنيسة على المحك إضافة إلى تواطؤ الفاتيكان في إتلاف ملفات إدانة حول مرتكبي هذه الجرائم أو عدم القيام بالبحث والتحري”. يعني على الفاتيكان قبل أن يدعو إلى السلام عليه أولا تنظيف بيته الداخلي الذي يعج بالمجرمين والمعتدين والمشكلة على حالها منذ أكثر من 35 سنة كما صرح بذلك كبيرهم البابا في المؤتمر العالمي للكنائس الذي عقد في 21/02/2019 للحد من خطورة هذه الظاهرة. أي أن ساسة الغرب ورجال دينهم لا يقاومون شهوة فردية فكيف يقدمون الحلول والمعالجات للعالم ويفرضون عقيدته على الناس بالاستعمار وبمقاومة الإرهاب وحوار الأديان. وما بالك لو كانت الشهوة تتعلق بثروات البترول والمعادن والممرات المائية وغيرها من قوى هذه الأمة بالتأكيد سيستنزفون الأمة من أجل مصالحهم ومن أجل إشباع رغباتهم المادية.
ملك المغرب يعتدي على شعيرة الأذان
توجه الملك والبابا إلى معهد “تكوين الأئمة” في الرباط، الذي يعتبر رأس حربة في السياسة الدبلوماسية الدينية للملك محمد السادس، ويستقطب طلبة من المغرب ومن بلدان إفريقيا جنوب الصحراء وفرنسا ويقصد من هذا أن الخطاب الذي سيخرج من المساجد لا بد أن يكون منسجما مع القرارات الدولية والبابوية أي خطابا منزوع الدسم يثبت الحكام العملاء على كراسيهم وإن غيروا وبدلوا. وفي المعهد رفع الأذان مصحوبا بترانيم يهودية ومسيحية مما أحدث موجة من السخط لدى الأمة الإسلامية لما في هذا الأمر من خلط الأذان الذي هو شعار علوية المسلمين وتميزهم ( لما فيه من معاني التوحيد لله وحده وإتباع نبيه في نظام العيش بالإسلام) بغيره من الترانيم الشركية والجاهلية. ولا يعد هذا الأمر غريبا عند من يدعي زورا وبهتانا أنه أمير المؤمنين فقد أمر بحذف جميع الآيات التي تدعو إلى الجهاد (سياسة الإسلام وطريقته في حمل الدعوة إلى الخارج) من المقررات المدرسية أو التي تبين علاقة المسلم باليهود والنصارى وبالفعل فقد تم حذف شرح الآية الأخيرة من سورة الفاتحة وحذف سورة الفتح من المناهج التعليمية وقد برر المطبلون لهذا القرار الملكي بأن التلميذ حين يتلقى هذه الآيات يشعر وكأنه لا يعيش بالإسلام وأن دولة المغرب لا تطبق الإسلام وهم قد فضحوا الملك من حيث أرادوا أن ينصروه لأنهم بذلك يثبتون أن الطفل الصغير قد اكتشف مكرهم ووعى على خيانتهم لأمانة الحكم بالإسلام.
إن تاريخ هذا الملك حافل بكل ما يهدم الإسلام من نفوس الناشئة وهو رأس حربة في تجفيف المجتمع من شعائره ونظمه وقوانينه التي انبثقت من عقيدة الإسلام وإن صح فهو أمير المستهزئين المبدلين لشرع الله. وإن هذا القرآن الذي رفع بلالا الحبشي ليصدح بالأذان تكبيرا فوق الكعبة هو الذي لا يزال يؤرق الغرب فيدعو زبانيته الخائنين إلى قتل كل ما هو إسلامي.
وان هذه الألقاب “سمو وفخامة والمجاهد الأكبر والريس وخادم الحرمين” لهي ألقاب أكبر منهم ألقاب مملكة في غير موضعها كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد.
ملك المغرب يعتدي على مسرى الرسول صلى الله عليه وسلم
لقد تم على اثر هذا اللقاء الفضيحة توقيع وثيقة سياسية جديدة تضاف إلى الرصيد الخياني لنواطير الغرب وهي “وثيقة القدس” والتي تدعو إلى أن تكون القدس تراثا مشتركا بين الديانات الثلاث وعوض أن يحرك الملك الجيوش لتحرير مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم من رجس الغاصبين قام مجددا بالتفريط في مقدسات المسلمين وأشرك اليهود والنصارى في ملكية أرض هي للمسلمين أولا وأخيرا. وكيف يعطي ما ليس تحت سيطرته أصلا فالقدس ملك للمسلمين كلهم ولا يحق لأحد التصرف نيابة عنهم إلا إذا فوضته الأمة, والتفويض يكون للخليفة فقط والذي تبايعه الأمة على أن يحكمها بالإسلام. وملك المغرب لا يختلف عن بقية الحكام العملاء فقرارات القمة العربية بالأمس القريب لم تأت بجديد والتطبيع مع الكيان الصهيوني على قدم وساق. وكما اعتدى الملك على شعيرة الأذان ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم فان السيسي اعتدى على المساجد فقتل في صلاة الصبح الآلاف من المسلمين واعتدى سبسي تونس على آيات الميراث وقال لا علاقة لنا بالآيات القرآنية ولا بالإسلام واعتدى القذافي من قبلهم على مقام الرسول صلى الله عليه وسلم. إن هؤلاء الحكام قد تخرجوا من مدرسة واحدة مدرسة الغرب الاستعماري التي تحتقر كل ما هو إسلامي وتعمل بالليل والنهار على تحريفه وتشويهه والسخرية منه.