زيارة وفد اتحاد الشغل إلى سوريا: عندما تصبح الخيانة موفقا سياسيا

زيارة وفد اتحاد الشغل إلى سوريا: عندما تصبح الخيانة موفقا سياسيا

          للمرة الثانية و خلال أربعة أشهر وفي حركة مصطنعة لا تمثل أهل تونس وحقيقة مواقفهم و مشاعرهم  تجاه ثورة الشعب السوري تُقدم مجموعة تنتمي إلى اتحاد الشغل على زيارة المجرم بشار, قاتل الأطفال والنساء ومدمر المدن على ساكنيها ورئيس النظام الذي استدعى أعتى جيوش العالم لقتل شعبه من أجل البقاء في الحكم.

        إن هذا الوفد النقابي هو من نفس طينة الوفد البرلماني الذي سبقه قبل أشهر بزيارة مجرم دمشق, وهو يؤكد من خلال زيارته هذه عداوته لثورة شعب سوريا واستهتاره بمئات آلاف الأرواح التي أزهقت وعشرات المدن المدمرة بفعل براميل طائرات النظام وغارات الجيش الروسي وجيش التحالف الأمريكي وقصف مختلف المليشيات الطائفية التي تم استقدامها من مختلف أرجاء الأرض. كما أن إعلان هذا الوفد تأييده للنظام السوري وسعيه لدفع الحكومة التونسية نحو إعادة العلاقات الدبلوماسية معه أنما هو بذلك  يتماها مع الرؤية الأمريكية في قراءة الأزمة  السورية والتي عبر عنها الرئيس الأمريكي “ترامب” والتي تعتبر أن “المشكلة في سوريا هي مشكلة إرهاب وجماعات إرهابية يجب محاربتها”, أما ثورة الشعب السوري ضد ظلم وطغيان عائلة الأسد والعمل على التخلص من حكمه الدموي الجاثم على صدور الناس منذ عشرات السنين, فهي مسالة ثانوية.

       إن الاتحاد العام التونسي للشغل الذي تأسس أيام الاستعمار العسكري الفرنسي على يد رجال علماء أفذاذ مثل ” محمد الفاضل بن عاشور” ابن العلامة “محمد الطاهر بن عاشور” صاحب تفسير “التحرير والتنوير”, وأبطال أخلصوا لدينهم ولشعوبهم من أمثال “الشهيد فرحات حشاد” صاحب الجملة الشهيرة “أحبك يا شعب”,  هذا الاتحاد يُقاد في هذه السنوات الخدّاعات من أُناس تحولوا عن حب شعوبهم إلى  حب الحكام والركون إليهم والأكل من موائدهم, وما الهبات المالية والأراضي المسندة لكبار قيادات الاتحاد في سنوات نظام المخلوع “بن علي” إلا غيض من فيض تلك الرشاوى المزكومة للأنوف والتي دُفعت مقابل السيطرة على الإضرابات و توفير ما يسمى “السلم الاجتماعية” التي كان يحتاجها نظام “بن على” لتركيز حكمه. ولا تزال قيادة الاتحاد بعد الثورة سائرة  في نفس “سياسة الزّبونية” وقد  أصبحت زيارة مقراته واللقاء بقياداته محطة ثابتة لسفراء الدول الغربية الرّاغبين في  تنفيذ أجنداتهم الاستعمارية سيما تلك المتعلقة باتفاق الشراكة الموسع والمعمق مع الاتحاد الأوروبي.

        إن هذه الزيارة المشينة ستظل وصمة عار لأصحابها, وستبقى راسخة راسخة في أذهان أهل تونس وسوريا وكل الأمة الإسلامية, وهي دليل آخر على قصر نظر القائمين عليها وضحالتهم الفكرية وغبائهم والسياسي, فنظام المجرم بشار يتهاوى وهو ساقط لا محالة ولن تفلح الجنود المرتزقة والمليشيات الطائفية ولا جيوش العالم في حمايته بعد أن لفظه أهل سوريا المسلمون, فالثورة ضد العملاء والغزاة قد تطول ولكنها تنتهي دائما بالنصر, وسيُرمى العملاء ومن شايعهم إلى مزابل التاريخ.

        إن الظروف الحالية التي تعيشها الأمة الإسلامية وبالرغم من الأهوال التي يشيب لها الولدان في كل من سوريا والعراق واليمن وليبيا وغيرها من البلاد الإسلامية وما يحدث للأقصى من مؤامرات فان فيها فوائد كبيرة حصلت, فهنالك أقنعة كثيرة كُشفت وعمائم ولحى مصطنعة سقطت وبانت حقيقة أصحابها من العملاء والمتاجرين بهمومها

وقضاياها المصيرية.

من جرائم بشار الأسد في حق الشعب السوري

نحو ثلاثمائة ألف قتيل منهم 86692 مدني وأكثر من 25000 طفل دون سن الثامنة عشر

مقتل أكثر من 60000 معتقل في معتقلات جهازي المخابرات الجويّة وأمن الدولة وسجن صيدنايا  العسكري

مقتل أكثر من 4000 شخص مجهولي الهوية

نحو 11500 مختطف وأسير ومفقود من المدنيين والمقاتلين لا يُعرف مصيرهم حدّ اللحظة

أكثر من مليونين ونصف المليون جريح

تشريد أكثر من 11 مليون بين نازح ولاجئ.

عدد السكان قبل الحرب: 24.5 مليون

عدد السكان بعد الحرب: 17.9 مليون

ومن المجازر التي نفّذها ضدّ المدنيين:

120 مجزرة نفّذها ما بين 2011 _ 2013

289 مجزرة سنة 2014

516 مجزرة منها 50 مجزرة نفّذتهاتها القوات الروسية عام 2015

486 مجزرة منها 158 مجزرة نفذتها القوات الروسية عام 2016

ومازالت المجازر متواصلة إلى اليوم وقد وصلت إلى 25 مجزرة بشتى أنواع الأسلحة وأفتكها.

 

                                   

محمد مقيديش          

CATEGORIES
TAGS
Share This