تخطى سعر صرف الدينار مقابل الأورو، 3 دنانير يوم الجمعة 20 أفريل 2018، بعدما سجل حالة استقرار في حدود 2.9 دينار خلال الأشهر الماضية و ذلك بسبب ضغوط صندوق النقد الدولي. و كان رئيس بعثة صندوق النقد الدولي في تونس، بيورن روثر، قد أكّد منذ أسبوعين أنّ قيمة الدينار التونسي لا بد أن تخفّض أكثر خلال 2018 إذا ما أرادت تونس دفع حركة التصدير وإنعاش إقتصادها، و أضاف أنّ تونس ليست ببعيدة عن تحقيق توازنها المالي واعتبر أنّ الدينار، حاليا، يفوق قيمته الحقيقيّة بمعدل يتراوح بين 10 و20 بالمائة.
و بالرغم من أن محافظ البنك المركزي، مروان العبّاسي، قد اعترف في تصريح أدلى به خلال شهر مارس 2018 بالتدهور الحاد لقيمة الدينار، وقال انه من شأنه أنّ يغذّي التضخّم والإحتجاجات الإجتماعيّة في بلد شهد تعاقب 8 حكومات منذ ثورة 2011، إلا أن الحكومة تسير في خفض قيمة الدينار بشكل تدريجي استجابة لاملاءات صندوق النقد وهو ما يؤكد أن الحكومة واقعة تحت وصاية صندوق النقد الدولي و فاقدة للإرادة السياسية.
واعتبر الأستاذ الجامعي والباحث في الإقتصاد، عارم بلحاج، تصريحات رئيس بعثة صندوق النقد الدولي، بيورون روثر، بشأن العمل على التخفيض أكثر من قيمة الدينار، أنّها تبعث على الإرتباك بخصوص طريقة تفكير هذه المؤسّسة الماليّة و”تـظهر، مرّة أخرى، وبشكل جلّي أنّها تطرح الحلول ذاتها على كلّ البلدان وإن اختلفت ظروفها الاقتصاديّة”. وأضاف “إتضح أنّ الحلول المقترحة على بلادنا غير ملائمة وحتّى خطيرة على اقتصادنا وعلى السلم الاجتماعي. ولن يكون لهذه التوصية الانعكاسات المعلنة من الصندوق بل بالعكس سيعمل التقليص من قيمة الدينار على تغذّية التضخّم وإثقال ديون تونس واقتصادها”.