سعيد الجزيري: “الهايكا” تسطو على إذاعة القرآن الكريم
“عملية سطو على أجهزة إذاعة القرآن الكريم”, هكذا عبّر الشيخ سعيد الجزيري عن عملية المداهمة التي قامت بها مجموعة من الأمنيين على مقرّ إذاعة القرآن الكريم, يوم الخميس 2 نوفمبر واحتجزت أجهزة خاصة بالبث دون أن تمُد المسئولين بمحضر حجز, وكان تفويضهم متأتّ من قبل الوالي وفق ما جاء في حديثهم مع إدارة الإذاعة حين المداهمة, وذلك بعد أن داهموا المقر في اليوم الذي سبقه, -الأربعاء غرة نوفمبر- دون اذن قضائي, وفق ما صرح به صاحب الإذاعة الشيخ سعيد الجزيري.
وكانت بداية الحكاية أن تم غلق الإذاعة سنة 2014 بحكم قضائي, تم استئنافه لتؤول القضية لصالح الإذاعة فيما بعد ويبطل حكم الإيقاف, وصدر يوم 25 أكتوبر 2014 حكم بات لتكسب الإذاعة القضية, ما يُلزّم هيئة الاتصال السمعي البصري مدهم بالترخيص القانوني, لكن هاته الأخيرة امتنعت عن ذلك, بل وبقيت تبحث عن أعذار وتِعلّات لتعطيل البث وآخرها اتصالهم بوزارة الفلاحة لمحاولة ثنيها عن كراء قطعة الأرض التي تضع فيها الإذاعة أجهزة البث بدعوى عدم امتلاك الّاعة للترخيص القانوني, وقد أكد لنا السيد سعيد الجزيري أنه قام بكراء قطعة الأرض بعقد قانوني واضح مقابل أربعة آلاف وخمس مائة دينار في السنة, وأنه بعد تحريض الهايكا اتصلت بهم الوزارة وطلبت منهم وثيقة إثبات عن الحكم الصادر لصالحهم وقد تم ذلك.
بحيث يُعدّ اقتحام مقر الإذاعة وحجز معداتها خرقا للقانون وتعدّ على أحكام القضاء, وأكد لنا أن الجزيري أنّ الإذاعة ستلجأ إلى رفع شكاية لدى محكمة بن عروس لإيقاف تنفيذ عملية حجز الأجهز وإيقاف البث.
وتجدر الإشارة إلى أنّ الهايكا هي هيئة رقابية تعديلية تقوم على مراقبة المشهد الإعلامي في البلاد, أو لنقل إن الأصل في صميم عملها هو ذلك, معاقبة كل من يعمَد إلى بث مضامين إعلامية تمسّ من قيم المجتمع, وتخالف عقيدة أهل البلد الذي يدين بالإسلام, وحال الإعلام لا يخفى على أحد من قنوات تشيع الخبث والفاحشة بين الناس ليل نهار المستثمِرة في مآسي الناس حتى نزلت إلى الحضيض, إلى أخرى تخدم أجندات أجنبية صريحة وتستدعي المتربصين بأمن البلاد في رابعة النهار, والأخرى التي تخدم اللوبيات الناهبة, دونما الحديث عن تلك التي تشكّل واجهة لأحزاب حاكمة وتؤثث الوسط السياسي في البلاد, توجه الرأي العام صوب ما يُريده بعض الساسة المأمورين من وراء البحار…
وبعد كل هذه الخطوط الحمراء, والخروقات التي لا تعدّ ولا تحصى, تكتفي الهايكا بمجر التنبيه الذي تمزقه تكل القنوات والمؤسسات “الحاكمة” حالما يصلها وتواصل بثها دونما تجرؤ من تلك الهيئة أو القوة العامة من الاقتراب إلى مقراتها أو إنذارها بقطع البث عنها ولو ليوم واحد.
أحمد بنفتيته