شركة (إيني): شمال إفريقيا سيصبح المورّد الأبرز للغاز إلى إيطاليا
:الخبر
ـ قال جويدو بروسكو الرّئيس التّنفيذيّ للعمليّات بقطاع الموارد الطبيعيّة بشركة (إيني) الإيطاليّة لرويترز، إنّ الجزائر ومصر وليبيا ستصبح البلدان الرئيسيّة المورّدة للغاز إلى إيطاليا في الأعوام القليلة المقبلة..وأضاف أنّ الشركة ستستثمر بكثافة في إفريقيا في التّنقيب والمشروعات الجديدة منخفضة الكربون..وقال بروسكو خلال مقابلة مع رويترز: “إفريقيا قارّة تحتاج إلى الكثير من الاستثمارات في التّنقيب التّقليديّ وقطاع الإنتاج”..وكانت شركة “إيني” الإيطاليّة النفطيّة العملاقة قد أعلنت نهاية أوت الماضي بدء إنتاج النّفط والغاز الطبيعيّ من حقل بالين الواقع قبالة سواحل ساحل العاج، بعد أقلّ من عامين على اكتشافه
:التّعليق
ـ يا ويح القارّة الإفريقيّة البكر وشعوبها المنكوبة من جشع الرّأسماليّة اللاّمتناهي..!! كنّا نظنّ أنّ انتقاد رئيسة وزراء إيطاليا جيورجيا ميلوني لفرنسا وفضحها لجرائمها في إفريقيا وكشفها لدورها في تفقير أهلها ودفعهم للهجرة نحو أوروبا، كنّا نظنّه من باب صحوة الضّمير والحسّ الأخلاقيّ والواجب الإنسانيّ..ولكن تبيّن أنّه حسد سياسيّ وتنافس غير نزيه على المصالح ومن مقتضيات الصّراع الدوليّ على ثروات إفريقيا: فإيطاليا تتباكى أمام المجتمع الدوليّ للحصول على نصيبها من الكعكة الإفريقيّة التي استأثرت بها ـ إلى وقت قريب ـ فرنسا لوحدها، أمّا معاناة الأفارقة ونهب ثرواتهم وتفقيرهم ودفعهم إلى حافة الهجرة الانتحاريّة على قوارب الموت، فهي لا تعنيها إلاّ بقدر ما يحفظ أمنها واستقرارها ويقيها أزمات الهجرة غير الشرعيّة، وفيما عدا ذلك (القلب والعفرّت)..فالقارّة الإفريقيّة ـ بالنسّبة للكافر المستعمر عموما وأوروبا خصوصا ـ لا يُنظر إليها إلاّ بوصفها حديقة خلفيّة ومنجما للطّاقة والمواد الأوّليّة وسلّة للخضر والغلال والحبوب وسوقا للفائض والتّالف من سلعها ومكبّا مفتوحا لسائر أنواع النفايات من المنزليّة إلى النوويّة..أمّا شمال القارّة فله وضعيّة خاصّة عند أوروبا لقربه منها والتصاقه بها جغرافيّا: إذ يُنظر إليه ـ زيادة على سائر الوظائف المذكورة ـ بوصفه مخفر حراسة متقدّما للضفّة الشماليّة للمتوسّط وخطّ دفاع أوّل عن أوروبا من عاديّات الهجرة غير الشرعيّة، وممتصّ صدمات يضطلع نيابة عنها بدور نقطة التّفتيش وغربال الانتقاء ومحتشد الإيقاف والشّرطيّ والسجّان والجلاّد، وكلّ ما يترتّب عن هذه المهامّ من أعمال قذرة..كما يُنظر إليه أيضا بوصفه محطّة بنزين يتبضّع منها المحروقات والطّاقة الشمسيّة مباشرة عبر الأنابيب البحريّة دون الحاجة إلى مصاريف الشّحن والنّقل ومشاكله ومعدّاته وإجراءاته..فأوروبا تعي جيّدا أنّ شمال إفريقيا حيويّ بالنّسبة إلى اقتصادها ورفاهيّتها ومستقبلها، ولكن المعضلة أنّ سكّان شمال إفريقيا لا يعون بذلك