قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه يعتزم الكشف عن خطة سلام الشرق الأوسط المنتظرة منذ وقت طويل قبل يوم الثلاثاء المقبل، وجاء ذلك بعد إعلان البيت الأبيض أن ترامب سيستضيف رئيس الوزراء (الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو وزعيم تحالف “أزرق أبيض” بيني غانتس يوم الثلاثاء القادم.
وقال ترامب إن إدارته تحدثت بإيجاز مع الفلسطينيين وستتحدث إليهم مجدداً، وأضاف ترامب أن رد فعل الفلسطينيين على الخطة قد يكون سلبياً في البداية لكنها إيجابية بالنسبة لهم في واقع الأمر ولديهم الكثير من المزايا للقيام بذلك على حد تعبيره. (الجزيرة نت)
التعليق:
إن السياسة الأمريكية تجاه قضية فلسطين تتمحور حول تصفيتها لصالح كيان يهود، وهذه السياسة هي خط عام سارت عليه الإدارات السابقة وتسير عليه الإدارة الحالية بقيادة دونالد ترامب الذي لديه رغبة جامحة في تصفية القضية وإنهاء النزاع في ظل حكمه. ولجعل ذلك عملياً من وجهة نظر الإدارة الحالية فقد صاغوا صفقتهم المشؤومة خارج إطار حل الدولتين بصيغته المعروفة وذلك لتجاوز ما فرضه كيان يهود على أرض الواقع من وقائع مستغلاً الضوء الأخضر الأمريكي والاتفاقيات الخيانية التي وقعها مع منظمة التحرير برعاية الأنظمة العميلة في بلاد المسلمين فزاد في توسعه وتمدد في مستوطناته خاصة ضمن ما يسمى مناطق “ج” حتى بات أهل فلسطين محصورين في كنتونات لا تتجاوز 10% من مساحة فلسطين وباتت منطقة (الدولة الفلسطينية) الموعودة على أراضي 67 قطعاً متناثرة تفصل بينها الحواجز والمستوطنات.
ويظهر من الخبر أعلاه أن الإدارة الأمريكية بقيادة دونالد ترامب تحاول أن تسارع الزمن قبل الدخول في مرحلة الانتخابات وما يسمى البطة العرجاء لطرح صفقة القرن المشؤومة التي تعثرت مرات ومرات وذلك حتى يحقق ترامب بنظره ما عجز عنه من سبقوه وينهي أحد الملفات المعقدة، وهو يسير ظانّاً أن الملف صفقة مالية يسهل إنهاؤها!! وأيضا حتى يحقق بعض المكاسب الانتخابية ومنها تأييد المنظمات اليهودية له.
إن دعوة البيت الأبيض زعيمي أكبر تكتلين سياسيين في كيان يهود لزيارة رسمية بغرض إطلاعهم على الصفقة تمهيداً لطرحها، وكذلك تصريحات (غانتس ونتنياهو) عن عزمهما ضم منطقة الغور – التي تعادل ثلث الضفة الغربية – ومعها أيضاً المستوطنات الكبيرة في الضفة الغربية في تعويل كبير من كيان يهود للحصول على التغطية الأمريكية لذلك الضم كونه لا يتعارض مع ما تسرب عن صفقتهم للحل، إن كل ذلك يبين أن التآمر على قضية فلسطين يشتد أكثر من أي وقت مضى وهو ما يستوجب بذل الوسع في إعادة القضية إلى أصلها قضية أمة إسلامية وقضية أرض مغتصبة يجب تحريك الجيوش لتحريرها وتخليصها من مخططات الأعداء من صفقة القرن وغيرها، وكذلك يستوجب إنكار كل صوت نشاز ما زال يعول على مجلس الأمن والأمم المتحدة والولايات المتحدة ومشاريع الغرب وخاصة صوت منظمة التحرير وسلطتها صاحبة السلام واتفاقياته التي شكلت المنحدر الذي تدحرجت عليه القضية فوصلت إلى ما وصلت إليه اليوم.
د. إبراهيم التميمي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة فلسطين