عن أي سيادة يتكلم وزير دفاع تونس؟!
الخبر:
في ردة فعل على ما جاء في صحيفة “واشنطن بوست” التي نشرت مقالاً ذكرت فيه أن سلاح الجو الأمريكي يستخدم منذ حزيران (يونيو) الماضي، قاعدة عسكرية جنوب تونس لإطلاق طائرات من دون طيار نحو ليبيا، نفى وزير الدفاع التونسي فرحات الحرشاني إقامة قاعدة عسكرية في تونس، لافتا إلى أن تونس دولة ذات سيادة وأن زمن القواعد العسكرية قد ولى.
التعليق:
في هذا الإطار، نقول لوزير الدفاع التونسي إن مسألة السيادة ليست مجرد أقوال وتصريحات، ولا مشاهد وأحداث زائفة بعيدة كل البعد عن الواقع المعاش، بل السيادة تتمثل وتتجلى في القرارات والتوجهات والاستراتيجيات وإرادة التحرر والانعتاق من تبعية الغرب وأفكاره ومن نظامه الرأسمالي الذي أذاقنا الويلات.
فالسيادة لا تتأتى بالخنوع والركوع إلى اتفاقيات مشبوهة “وتحالفات مأثومة” كحلف شمال الأطلسي، ترمي بتونس في سياق عسكري مخابراتي سياسي متشابك، وتجعل البلاد مخترقة ومستعمرة ولا تملك قرارها.
والسيادة لا تكون بتقديم ثكناتنا وجيوشنا وأسرار البلاد إلى عدونا باسم التعاون اللوجستي أو التكوين الفني!
والسيادة لا تكون بالتفريط في جزء من أرض تونس تبلغ مساحتها 22.848 متراً مربعاً لعدوة المسلمين الأولى أمريكا في حين تجندت كل هياكل الحكومة من أجل افتكاك واحة جمنة بحجة أملاك الدولة!
والسيادة لا تكون بفتح الأبواب على مصراعيها لشركات الاستعمار العالمية لنهب ثرواتنا وخيراتنا بدون حسيب ولا رقيب، ولا تكون بعسكرة مناطق الثروة، ولا بقمع المحتجين المطالبين بلقمة عيش كريمة!
إن السيادة الحقيقية تبدأ بقلع أصل ومنبع البلاء، وهي العلمانية كنظام حياة وكنس كل منبثق عنها من أفكار مسمومة كالديمقراطية والرأسمالية والحريات العامة… وإعادة الإسلام إلى سدة الحكم ورفع راية التوحيد وإعلاء كلمة الحق في دولة مبدئية واحدة، دولة الخلافة على منهاج النبوة.
ممدوح بوعزيز