عودة إلى عائلة محمد آمن

عودة إلى عائلة محمد آمن

محمد آمن أضرم النار في جسده أمام مركز الحرس الوطني بأولاد الشامخ من ولاية المهدية.. لماذا اختار أن تكون نهايته أمام مركز حرس المكان ولماذا تواجد هناك.. سؤال تبادر إلى قلم جريدة التحرير الذي زار عائلة محمد آمن وكان الجواب على لسان والدته التي تحسرت حرقة على ابنها الذي فارق الحياة في سن التاسعة والعشرين.

قالت ان محمد “عاطل عن العمل وحاولة مقابلة المعتمد فلم يسمحوا له بذلك وقد أشار أعوان مركز الحرس عليه بأن يضرم في جسده النار ولم يقوموا بأعمال لإنقاذه..”

محمد آمن كان ضحية سياسة الدولة.. ضيقت عليه الخروج بفعل الحدود, فسئم الدولة وقوانينها, فأراد أن ينتشر في الأرض ليبحث عن قوته فلم يستطع بفعل القوانين التي تحرم اجتياز الحدود دون رخصة, سواء بالدخول أو الخروج, وألزمته أن يكون حبيس هذا النظام مسجونا بين فقر فاقة طال أمدها وفاقت حدود صبره, فقر مادي وآخر فكري ضاقت به الدنيا فالتجأ إلى مركز الحرس يناشد مقابلة المسؤول ليطلب منه حقه في الحياة وليقول لهم إنكم قد استعبدتم الناس وأذللتم العباد.. ما هذه كرامة إنسان، نار اضرمها في جسده اليافع ليحرق معه قلب أمّ, ويوقظ أمة ارتضت الهوان تارة, وفرضت عليها أصنافه أخرى. تلك هي مرارة الألم.. في لحظة من الزمن يقف الفكر وتنعدم الحيلة ويبتعد الذهن عن الخالق فيقرر صاحبه أن يفعل شيئا ينتقم به لنفسه ويرى أن وضع حد لحياته رفضا لمواصل العيش في التعاسة.. سامحك الله يا محمد آمن وغفر الله لك ذنبك.. ان في تونس رجال قوامون على الحق قائمون على اظهاره, عاملون على استرداد سلطان الأمة لتغيير ما بالحال من هوان وايقاف سجلات الظلم وسلب الحقوق, ولك ولغيرك سينتقم الله, وتحرر البشرية من هذه الأنظمة الجائرة ويرمى بها دون رجعة, ليحل محلها نظام عادل يرضى عنه ساكن الأرض وساكن السماء. يقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبا.

منير عمارة

CATEGORIES
TAGS
Share This