
عيد وجهاد ونصرة
أخرج البخاري في صحيحه من طريق محمد بن زياد قال: سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول: قال النبي ﷺ أو قال: قال أبو القاسم صلى الله عليه وآله وسلم: «صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ، وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ غُبِيَ عَلَيْكُمْ فَعُدُّوا ثَلَاثِينَ».
بعد ثبوت رؤيةُ هلالِ شوال رؤيةً شرعيةً في بعضِ بلادِ المسلمين، وثبوت أنّ اليوم الأحد هو أوّلُ أيّامِ شهرِ شوال وهو أول أيام عيد الفطر المبارك، فإن الهيئة المسؤولة عن جريدة التحرير تتقدم إلى الأمة الإسلامية، بخالص التهنئة بعيد الفطر المبارك سائلة الله أن يعيده العام القادم وقد أقيمت دولتها ومكن الله لها دينها ونشر رايتها.
يأتي عيد الفطر هذا العام وصراع الإرادات بين الأمة الإسلامية وبين الغرب الكافر المستعمر كما لم يكن منذ عقود طويلة. فالأمة الإسلامية أثبتت للعالم أنها ما زالت عازمة على أن الأرض المباركة فلسطين هي أرض إسلامية ولن تتنازل عنها مهما حاول الغرب الكافر المستعمر أن يبطش بها، حيث مرغ مجاهدو غزة الأبطال وأهلهم الصابرون صبر الجبال أنف جيش يهود في تراب الأرض المباركة. بل إنهم أثبتوا للعالم أن الإسلام إذا ما امتلك قلب شعب من الشعوب فإنه يرفع ذلك الشعب حتى يقعده مقعدا رفيعا في تاريخ الإسلام والمسلمين. ونسأل الله القوي العزيز أن يتقبل أعمالهم وأن يجعلهم في الآخرة في عليين ولا نزكي على الله أحدا. قال تعالى: ﴿قَالَ اللهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَّضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾.
أما سائر شعوب الأمة الإسلامية وجيوشها فلقد شعرت بالسجن المسمى “حدود سايكس بيكو” ، وأدركت أن هذه الحدود صممت لهذا الغرض بالذات وهو الاستفراد بالمسلمين ومنعهم من نصرة بعضهم بعضا. فاليوم فلسطين وبالأمس العراق وقبلها كشمير و أفغانستان، وقبلها فلسطين… في كل مرة يفتك في شعب من شعوب المسلمين وباقي المليارات ترى ولا تستطيع التحرك وما ذلك إلا بسبب حدود سايكس بيكو! وحراسها من حكام المسلمين.
إن أعظم مصيبة تعيشها الأمة الإسلامية تكمن في حكامها, فولاء هؤلاء الحكام للغرب الكافر المستعمر معلوم غير مجهول, فهم يعطلون جيوش الامة عن نصرة إخوانهم في الأرض المباركة، ويجبرونهم على التنسيق الأمني مع أعداء المسلمين، ولا يحركونهم إلا لتدمير مدن المسلمين وقتل أهلها. لذلك يجب على أهل القوة والمنعة من الكف عن إعطاء ولائكم لمن خان أمتهم وقضاياها المصيرية، وعليهم أن يتحركوا حالا لنصرة الأرض المباركة فلسطين، وأن يزيلوا كل الحواجز المادية التي تقف في طريقكم. وإن الأمة ستكون معهم تساندهم بالأموال والأنفس، وكذلك حزب التحرير يمد يده إليهم، فهو قد أعد العدة لإعادة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة بإذن الله، ولن يتحقق ذلك إلا بتعضيد أهل النصرة، كما فعل الأنصار رضي الله عنهم مع رسول الله ﷺ حين أعطوه البيعة ليقيم فيهم حكم الإسلام. قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ﴾.
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله … الله أكبر الله أكبر ولله الحمد
عيدكم مبارك وكل عام وأنتم بألف خير