كانت وما زالت وستظل المصب الرئيسي لأنهار من الكراهية للإسلام والحقد عليه وعلى أهله. إنها فرنسا منبع ومعين الحروب الصليبية في الماضي, وهذا ما أكده “ارنست باكر” في كتابه ” الحروب الصليبية حين وصف فرنسا بالموطن الطبيعي للحروب الصليبية وأشرس أعداء الإسلام إلى جانب أمريكا وبريطانيا في الحاضر, والغاية اليوم هي الذود عن النظام الرأسمالي بعد أن كانت حامية للنصرانية ومدافعة عن الصليب. ويبقى القاسم المشترك بين الماضي والحاضر هو الحقد الدفين على الإسلام. حقد مشفوع برعب وخوف من عودته إلى سالف عهده في ظل دولة أنست في زمن ما فرنسا وأشياعها وساوس الشيطان, وعليه, نجدها اليوم تعمل جاهدة مع باقي القوى الاستعمارية المعادية للإسلام بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية على استغلال حالة الضعف والتشرذم التي عليها المسلمون لتأبد غياب الإسلام عن الحياة والإبقاء على المسلمين كالأيتام على موائد القوى الاستعمارية في ظل غياب دولة تطبق أحكام الإسلام في الداخل والخارج وتنشر عدله في كافة أنحاء العالم.
“ماكرون” ثعلب في قن دجاج
مع احتدام حراك “السترات الصفراء في فرنسا وارتفاع وتيرة الاحتجاجات خرج الرئيس الفرنسي “إمناويل ماكرون” مخاطبا الشعب الفرنسي” وأثناء حديثه عن الأحداث التي تشهدتها فرنسا لم يتطرق إلى العنف الذي تعاملت به قوات الأمن مع المحتجين ولا إلى مطالبهم, وإنما أطنب في الحديث عن خطر محدق بفرنسا حسب قوله وهو الإسلام السياسي وقال”.. أنه طلب من حكومته ألا تظهر هوادة مع الحركات الإسلامية…” وأضاف “..الإسلام السياسي تهديد للجمهورية الفرنسية ويسعى للانعزال عنها…”. لقد أراد ” ماكرون” أن يختزل التوتر الحاصل في بلاده بأن مرده تنامي الإسلام السياسي هناك, خاصة وأنه ركز في حديثه على ضرورة إظهار تشدد أكبر فيما يتعلق بالهجرة، وحتى لا يكون كلام ” ماكرون” بلا معنى تجاوز مسألة تهديد الإسلام للمجتمع الفرنسي ونطق بالحقيقة وأفصح عن الكيان الذي يهدد الإسلام وجوده وذلك بقوله ” لا حاجة لقناع عندما نتحدث عن العلمانية… نتحدث عن الناس الذين لديهم تحت غطاء الدين، مشروعا سياسيا، عن مشروع الإسلام السياسي… طلبت من الحكومة ألا تبدي أي تهاون…” إنه يعلم علم اليقين كما هو حال سائر رؤوس القوى الاستعمارية أن العلمانية وتحديدا النظام الديمقراطي لن يقدر على كنسه وتخليص البشرية من شروره إلا الإسلام، أما قوله “طلبت من الحكومة ألا تبدي أي تهاون مع الإسلام السياسي “هو في الواقع أمر منه لأذيال الاستعمار بمحاربة الإسلام وإعلاء راية العلمانية وأن يتخندقوا مع مجرمي العالم ليمنعوا قيام دولة الإسلام مجددا, والتي في عودتها ستتجرع فرنسا ومن معها مرارة الانكسار وقد خبر ذلك مرارا وتكرارا لما اصطدمت بمنعة وعزة الإسلام من قبل وبما أن دار لقمان ليست على حالها اليوم بسبب العملاء والخونة من حكام المسلمين وجد “ماكرون” الجرأة والشجاعة ليهاجم الإسلام بتلك الوقاحة وبذلك الصلف.
دار لقمان ستصبح دورا
دار لقمان هي لرجل يدعى ” لقمان في مدينة المنصورة بمصر وقد سجن فيها “لويس” ملك فرنسا وقائد الحملة الصليبية على مصر آنذاك, وقد بقى أسيرا بدار لقمان بضع سنين إلى أن أطلق سراحه بعد دفع فدية، وعندما دخل “نابليون ” مصر في إطار حملة صليبية جديدة, قال أحد أهالي مصر متوعدا “نابليون” “دار لقمان على حالها” أي أن مصيره سيكون كمصير “لويس” أي السجن في دار لقمان. ونحن اليوم نقول ل”ماكرون” وترامب” ومن لفّ لفهما أن بلاد المسلمين ستصبح كلها دار لقمان, وما اقترفته دولكم في حق المسلمين لن يمر دون حساب. ولن تقدروا على أن تأخذوا حبة رمل من بلادنا ولن تقدروا على لمس شعرة من رأس مسلم، والذي سيمنعكم تعلمونه علم اليقين وتحذرون منه حكوماتكم صباحا مساء وتنفقون من أجل محاربته مبالغا تفوق الخيال، وكلما دبّ قليل من الوعي في أذهان أهله تملككم الرعب وهجر النوم أعين استخباراتكم وأعلنتم حالات الطوارئ وارتعدت فرائصكم. انه الإسلام الذي مرغ عدله أنوف أسلافكم في وحل الصغار. لقد دار التاريخ دورته ولا قبل لكم بتغيير مساره. فنظامكم الديمقراطي يعاني من الانحلال في معاقله وقد استبد به الضعف والوهن وهو الآن آيل للسقوط المحتوم. وإن غدا لناظره لقريب.