فضيحة, وزارة الشؤون الدينية تنسى حاجا تونسيا يصارع المرض في السعودية, وترفض التدخل لإعادته
الخبر:
الأزهر السلطاني مواطن تونسي عمره 72 سنة، تم قبوله هذه السنة في القائمة الرسمية للحجيج، سافر مع البعثة الرسمية بتاريخ 13 أوت 2017، ثلاثة أيام بعد ذلك تعرض لجلطة دماغية وتعكرت وضعيته ما منعه من اتمام مناسك الحج ودخل بتاريخ 17 أوت إلى العناية المركزة بأحد المستشفيات ببلاد الحرمين وبقي شهرا على تلك الحال. عندما غادر العناية المركزة كانت مناسك الحج قد انتهت وعادت كل الوفود الرسمية، طبعا إلا الأزهر السلطاني الذي لا يزال إلى حد الآن طريح الفراش. وحال عائلته ووضعها المادي يمنعهم من السفر إلى بلاد الحرمين, واستطاعوا فقط التواصل مع طبيبه المباشر له, والذي ناشدهم منذ مدة الإسراع بالعودة به إلى تونس نظرا للعناية الخاصة التي تتطلبها حالته.
وبعد اتصالنا بابنه طلال أكد لنا أن صحّته قد تدهورت في الآونة الأخيرة بصفة خطيرة وأصيب بالتهابات وتقرحات بأماكن عديدة في جسمه نظرا لإهماله. وأكد ايضا أن العائلة حاولت الاتصال بكل الجهات المسئولة وعلى رأسها وزارة الشؤون الدينية من أجل التكفل بإعادته باعتباره كان ضمن الوفد الرسمي لكن دون جدوى. والسفارة التونسية والقنصلية بالمملكة السعودية على علم بالموضوع، بل صاروا لا يردون على اتصالات العائلة. مع العلم أن حالة الحاج الأزهر لا تتطلب طائرة مجهزة طبيا بل فقط رحلة عادية مع توفير أربعة مقاعد متلاصقة وممرض تحسبا لأي طارئ أثناء الرحلة.
التعليق:
عُرّفت السياسة أنها رعاية شؤون الناس أي ببساطة السهر على قضاء حوائجهم وحل مشاكلهم، ومن أولى الأولويات في رعاية الناس توفير التطبّب والقوامة على صحة الناس وعيشهم الكريم, والمتأمل في حالنا اليوم يتساءل، هل هؤلاء الحكام وأصحاب المناصب في بلادنا هم حقا سياسيون أم ماذا؟! رحم الله عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين قال في يوم ما: “لو عثرت بغلة في العراق لسألني الله تعالى عنها، لمَ لم تمهد لها الطريق يا عمر”، هكذا كان حاكم المسلمين وخليفتهم يراعي حق الحيوان فما بالك بالإنسان الذي استرعاه الله إيّاه، أما حكام اليوم بحالات ومشاهد كهذه لا مسؤولية عندهم ولا ضمير. هل نتحدث عن حقوق الحيوان في بلاد إنسانها لا يحظى بحقوقه !هل نتحدث عن حقوق بشر وكلاب الغرب مدللة أكثر منهم ! تحدث عمر رضي الله عنه في مقولته عن خوفه من أن تتعثر البغلة، فهي لم تتعثر بعد لكنه خاف من فرضية وقوع ذلك, وأنه سيتحمل وزر ذلك أمام الله, فالله سائله عن ذلك، أما في حالة الحاج الأزهر السلطاني فالضرر قد وقع, والحاج مريض طريح الفراش, بعيدا عن أهله اللذين لا يذوقون النوم والمسئولون في سبات لم يحركوا ساكنا, بل ويتملصون من المسؤولية. فأيّ دولة هاته التي تترك حجيجها على فراش المرض خارجها دونما شعور بالمسؤولية؟ وبأي هيبة يتبجح أصحاب الحقائب الوزارية ومعاونوهم والمفوظون معهم ؟ ابن الخطاب خليفة المسلمين يعلم جيدا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام (أي الحاكم) راع وهو مسؤول عن رعيته”، بل ويعمل به إلتزاما منه بسنة رسوله صلى الله عليه وسلم, فالإسلام نظام حدد للحاكم كيف يكون التعامل مع الرعية وتجاهها، وما الذي تعنيه المسؤولية وذلك هو ما يعطي للدولة هيبتها أمام رعيتها وشعبها وأمام العالم. هل تعلم يا ابن الخطاب أن حكام اليوم يهملون الرعية ؟ هل تعلم يا أن المسلم في بلده يموت إما قهرا أو ظلما أو غرقا أو تهميشا؟ لم يعد يخفى على أحد اليوم في تونس أن هؤلاء الحكام ما هم إلا حراس لمصالح الغرب الطامع في البلد وخيراته, ما كانوا يوما رعاة لأهل بلد الزيتونة. بحداثة المزعومة وسِمَتها الظاهرة الجلية على كل المستويات, الفشل التملص من كل مسؤولية وواجب. بينما في لو نستذكر أيام أبي بكر وعمر رضي الله عنهما, وأيام استنجدت امرأة بالخليفة المعتصم فلبى نداءها، أيام كان للمسلمين دولة تحفظ حقوقهم وكرامتهم وترعى شؤونهم على أكمل وجه. في ظل هكذا انحطاط وهكذا مهانة يُقابل بها التونسي في بلاده وخارجهاو هل من بين ما يزيد عن مئتي حزب من يعمل على تخليص الناس من هذا الوضع بإيجاد من يُقدِرون الله حق قدره ويخافون عباده فيه, أكثر من مخافة الغربي المتحكم, نعم هنالك حزب وللاسف حزب وحيد يعمل على ذلك بتحدّ, وينادي أهل تونس الأبية لإعادة دولة تعزهم وتوفر لهم العيش الكريم، دولة راشدة على منهاج النبوة, في الحكم وفي القوامة على شؤون الناس جميعها, وأظنكم جميعا تعرفونه, أو على الاقل تسمعون أخباره التي ملأت الآفاق منذ أعلن أنه يحمل مشروعا مفصلا مؤصلا للحكم في كل الصغيرة والكبيرة، وندعو الله أن يعجل بها قريبا وما ذلك على الله بعزيز.
أكرم الصالحي