فلسطين تستنصر الرجال ولا حاجة لها بمن يتودد ليهود

فلسطين تستنصر الرجال ولا حاجة لها بمن يتودد ليهود

الخبر:
“قال وزير الاستثمار مبارك الفاضل، إنه لا يرى مانعاً من التطبيع مع كيان يهود، لافتاً إلى أن أهل فلسطين باعوا أراضيهم، وأنهم (بحفروا) لأبناء السودان بالخليج، مشيراً إلى أن أي مؤسسة يكون مديرها فلسطينياً (يحفر) لأبناء السودان الذين يعملون معه، وقال إن قضية فلسطين أخرت العالم العربي “جداً”، واستغلتها بعض الأنظمة العربية ذريعة وتاجرت بها.
وأضاف الفاضل لدى حديثه في صالون برنامج “حال البلد” في قناة (سودانية 24) مساء الأحد، أنه ينظر للتطبيع مع كيان يهود بتحقيق مصالح السودان، وتابع “لا توجد مشكلة في التطبيع، والفلسطينيون طبّعوا مع كيان يهود حتى حركة حماس”، مشيراً إلى أن التعامل مع قضية فلسطين يتم بالعاطفة.
وأكد الفاضل أن قضية فلسطين “أخرت العرب جداً”، داعياً إلى أن تبحث أي دولة عن مصالحها، لافتاً إلى أن كيان يهود طوَّر زراعة الحمضيات في مصر.
ونبه الفاضل إلى أن كيان يهود دولة بها نظام ديمقراطي فيه شفافية وتتم فيها محاكمة المسؤولين والزج بهم في السجون.” (السودان اليوم، 21/8/2017) “بتصرف”

التعليق:
لم ننس بعد تصريح وزير خارجية السودان إبراهيم غندور الصادم، الذي كان الأكثر وقاحة وتحدياً لله ورسوله r، والذي تفاجأ به المسلمون حول العالم حين قال وبدون خجل: “إن السودان يمكن أن يدرس مسألة التطبيع مع (إسرائيل)”، وعقدت على أثر هذا التصريح لجنة العلاقات الخارجية بمؤتمر الحوار الأمريكي الوطني اجتماعا ناقشت خلاله قضية العلاقات مع “تل أبيب”، حيث “أيدت غالبية أعضاء اللجنة إقامة علاقات مشروطة مع الدولة العبرية”. ونقلت وكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا) عن السيد إبراهيم سليمان عضو اللجنة أن الاجتماع شهد مداخلات 41 عضوا، وأن غالبيتهم يدعمون الرأي القائل بضرورة إقامة علاقات طبيعية مشروطة مع الدولة العبرية باعتبار أن جامعة الدول العربية تدعم هذا الاتجاه.” (رأي اليوم، 9/1/2016).
عندما تنقل وسائل الإعلام الرسمية التابعة للنظام الحاكم هذه التصريحات المكررة على فترات متباعدة فهذا يعني أن التطبيع سياسياً واقتصادياً مع كيان يهود المسخ قد حصل، ويريد النظام المجرم عبر إعلامه القذر أن يتقبله الرأي العام بدون مشاكل، فيعلن عنه في جرعات رويداً رويداً، إذ إنه مهد له تدريجياً ليقبل به المسلمون في السودان منذ أعوام مضت في شكل هذه التصريحات الصادمة للأمة والتي لم تمر مرور الكرام وكانت ردود الأفعال قوية وقتها حيث يرفض المسلمون في السودان، بمختلف حالاتهم، مجرد فكرة التطبيع مع العدو الصهيوني، إلا أن الحكومة التي تخدم مصالح أمريكا في المنطقة ماضية في غيّها لا تهتم لأمر الناس، بل شنت حرباً ضروساً علنية على الإسلام، واتخذت مواقف سياسية ضد قضايا الأمة الإسلامية داخلياً وخارجياً.
ونرى فضيحة جديدة للنظام في إطلاق هذا الرجل، الذي ليس له من اسمه شيء من نصيب، التصريح نفسه بصيغة لعينة تزرع الفتنة بين المسلمين في السودان وفي فلسطين، وتعكس حقد النظام على الإسلام وموالاته للكفار ولنظام السيسي فرعون مصر، كما تفضح جشع النظام العلماني الرأسمالي لتحصيل الأرباح وبيع القضية والعقيدة والكرامة والمسلمين جميعاً بثمن بخس! وتأتي تصريحاته جساً لنبض الأمة، مرة أخرى وبكل صفاقة وغرور يجعل قضية فلسطين، قضية الأمة، قضية العقيدة الإسلامية، قضية الأقصى المبارك مسرى رسول الله، يجعلها تجارة وصفقة استثمارية تساوي حفنة من الأموال الملطخة بعار هذه الأنظمة الوضيعة التي باعت دماء الشهداء في فلسطين الأرض المباركة وباعت المسلمين في السودان ليهود وأمريكا.
ولا ننسى أن تصريحه المشين يأتي بعد شهر واحد من خروج مظاهرة حاشدة في الخرطوم بعد صلاة الجمعة في يوم 21/7/2017، ردد فيها المتظاهرون هتافات “يا أقصى لا تهتم راح نفديك بالروح والدم” نصرة للأقصى المحتل ونصرة وتضامناً مع المرابطين فيه، المسجد المبارك قبلة المسلمين الأولى، الذي دنسه يهود وأغلقوه ومنعوا الصلاة فيه، وعبر الكثيرون في المظاهرات عن رفضهم لكيان يهود وأكدوا على مطالبتهم بتحرير الأقصى وتحرير فلسطين كاملة بالجهاد، كما نظم حزب التحرير/ ولاية السودان مهرجاناً خطابياً بالخرطوم يوم الأربعاء 26/7/2017م، بعنوان: (الأقصى يستصرخنا.. فلنقل كلمة.. ولنتخذ موقفاً)، اجتمع فيه عشرات العلماء والفقهاء وقادة الرأي في البلاد، وقدَّم فيه حزب التحرير الحل العملي لكيفية معالجة قضية فلسطين ومسرى رسول الله e بمشاركة مسؤولي جبهة الدستور الإسلامي والجالية الفلسطينية بالسودان وجماعة الإخوان المسلمين في السودان وحزب البعث العربي الاشتراكي، طالبوا الأمة الإسلامية بالعمل من أجل قطع دابر إرادة الغرب المستعمر في بلاد المسلمين وقطع دابر نظام الإنقاذ وتغييره تغييراً جذرياً كونه يحول دون تحرير بلاد المسلمين المحتلة، ووجهوا الرسائل ليهود قالوا فيها إن المسلمين قادمون لتحرير الأرض المقدسة، ودعوا دعوات مباشرة للجهاد في فلسطين وفتح الحدود وإرهاب الأعداء، وأعلنوا العمل لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، وعد الله تعالى وبشرى رسول الله r، وضج لحديثهم الحضور بالتكبير والهتاف والتهليل، وأشاروا إلى ضرورة ووجوب بروز صلاح الدين جديد في الأمة، مستنكرين على دعاة التطبيع والانبطاح مواقفهم الهشة الكسيحة. كما بينوا خطورة النظرة القومية الضيقة في التعامل مع قضية بيت المقدس، داعين الحضور مراراً وتكراراً لتحريك جيوش المسملين نصرة للأقصى المبارك وطالبوا أبناء الأمة في الجيوش بمساعدة المسلمين على كسر القيود والتحرر من الطغاة الذين يجلسون على صدور الأمة بقوتهم العسكرية التي تُستغل في هدر أرواحهم الطاهرة بقتل المسلمين بعضهم بعضا في اليمن ويستفيد منهم النظام في خدمة أمريكا ويهود وتبقى لهم جهنم بطاعتهم للحكومة في معصية الله!
هذه المطالب وهذه الدعوات تعكس حقيقة الرأي العام والوعي العام في السودان تجاه يهود المغضوب عليهم وتجاه قضية تحرير فلسطين وسائر بلاد المسلمين من الغرب والأنظمة الطاغوتية ومن الحدود السايكسبيكوية، مهما استغبى النظامُ الناسَ وحاول خداعهم على المدى الطويل. ولا تصدر مثل هذه التصريحات القوية إلا من رجال الدولة الإسلامية، دولة الخلافة الراشدة القادمة قريباً بإذن الله. هذه هي المواقف المشرفة التي يتنزل بها النصر من عند الله جل وعلا. لقد خسرت حكومة الإنقاذ مواقفها المشرفة القديمة تجاه فلسطين المباركة بتصريحات هؤلاء العلمانيين الذين انسلخوا عن الإسلام بحثاً عن مصالحهم المادية متسولين رفع عقوبات أمريكية، غافلين عن قدرة رب أمريكا على دك عروشهم ونزع ملكهم، خسرت الإنقاذ مواقفها التي ساندها فيها المسلمون وسلموهم الحكم على أساسها، إلا أنهم باعوا دينهم لأمريكا ويهود وأذناب الغرب الكافر، فخابوا وخسروا، وسيبقى المسلمون في السودان على مواقفهم المحبة للجهاد ولإخوانهم في فلسطين.
إننا في السودان نقول لرموز هذا النظام الظالم الفاسق احفظوا ما تبقى لكم من ماء الوجه إن بقيت منه قطرة ماء، فالمسلمون في السودان يرونكم بلاء عظيم وكارثة زمان، ويبغضونكم ويبغضون تصريحاتكم المفضوحة ويبغضون سياساتكم ويبغضون “ديمقراطيتكم” ويبغضون حواركم الأمريكي العقيم الذي أذل العباد وأفقرهم وسلب منهم عزتهم، فتنحوا وسلموا السلطة لمن هو أهل لها ولمن تحبه الأمة ومن يرضى عنه رب العالمين ورسوله الكريم e.

غادة محمد حمدي –السودان

CATEGORIES
TAGS
Share This